أطلق برنامج جودة الحياة تقريرًا بعنوان "مدن الفرص: حيث يزدهر المستقبل بجودة الحياة"، والذي يستعرض من خلاله أبرز الرؤى والتقدم المحرَز في مسيرة تعزيز جودة الحياة في المملكة، مستندًا إلى استطلاعات رأي واسعة شملت المواطنين والمقيمين والزوار في مختلف مناطق المملكة. ويعد برنامج جودة الحياة أحد البرامج الاستراتيجية المُمكِّنة لرؤية السعودية 2030، ويركز على تعزيز مستوى المعيشة في المدن السعودية، وإثراء تجربة أسلوب الحياة في المملكة. ويُسلِّط التقرير الضوء على دور تعزيز جودة الحياة في المملكة في إعادة تشكيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإسهامه في تحويل المدن إلى بيئات حضرية أكثر قابلية للعيش. ويقدّم التقرير، الذي يستند إلى استطلاعات رأي في خمس مدن سعودية رئيسية هي: الرياض، وجدة، والخُبر، والمدينة المنوّرة، وأبها، إطارًا جديدًا قائمًا على أربع ركائز مترابطة تعيد تعريف كيفية تقييم وقياس جودة الحياة، كما يستعرض المكاسب الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي تحقّقت في مختلف أنحاء المملكة، وتشمل هذه الركائز: الازدهار والفرص، والنمو الشخصي والاجتماعي، وأسلوب الحياة والترفيه، والأسس المستدامة والآمنة، والتي تشكّل معًا أساس بناء مدن حيوية مهيأة للمستقبل، توفر مستويات معيشة أعلى لجميع السكان. كما يسلّط التقرير الضوء على المكاسب التي تحقّقت في مجالات الازدهار والفرص والرفاهية، حيث يقدّم بيانات كمية توضح الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية البارزة في المملكة العربية السعودية، والتي تشمل: انخفاض معدل البطالة إلى النصف تقريبًا، من 12.3% في 2016 إلى 6.8% في الربع الأول من 2025. ارتفاع نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة إلى 36.4% في الربع الأول من 2025، متجاوزة هدف رؤية السعودية 2030 البالغ 30%. نمو تراخيص الاستثمار بنسبة 67% على أساس سنوي، مع تصنيف المملكة في المركز 13 في مؤشر "كيرني" لثقة الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2025. زيادة متوسط العمر المتوقع من 74 إلى 79 عامًا، مدفوعًا بالتوسع الرقمي الذي وضع المملكة في المرتبة الثانية بين دول مجموعة العشرين في مؤشر تطور تنظيمات قطاع الاتصالات والتقنية، الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2024. ويُبرِز التقرير التطوُّر الكبير في مجالات مثل أسلوب الحياة والترفيه والسلامة والتنقّل، مدفوعًا بالاستثمارات الوطنية الاستراتيجية، ويشمل ذلك استثمار المملكة تريليون دولار في قطاع السياحة والترفيه، والذي يوسع بشكل كبير فرص الوصول إلى المطاعم والثقافة والرياضة والترفيه، وقد مهَّدت الفعاليات الناجحة مثل "جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1"، و"نهائيات رابطة محترفات التنس"، و"كأس العالم للرياضات الإلكترونية"، و"رالي داكار"، الطريق لاستضافة فعاليات كبرى قادمة مثل "دورة الألعاب الآسيوية 2029"، و"إكسبو 2030 الرياض"، و"كأس العالم لكرة القدم 2034". واستنادًا إلى هذه النجاحات، رَعَت المملكة العربية السعودية المبادرة العالمية لجودة الحياة (QOLI)، الهادفة إلى تعزيز الرفاهية الحضرية من خلال إطار موحّد قائم على البيانات ومعترف به دوليًا، يتيح للحكومات المحلية منصة شاملة تتجاوز المؤشرات الاقتصادية التقليدية مثل الناتج المحلي الإجمالي، لقياس جودة الحياة وتحسينها على مستوى المجتمعات، وتُنفَّذ المبادرة من قِبَل برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية (موئل)، في إطار جهد عالمي يهدف إلى تزويد المدن بمؤشرات قياس متقدمة تستجيب للأولويات العالمية، مع مراعاة الخصوصية والسياقات المحلية لكل مدينة. وفي هذا السياق، قال الأستاذ خالد البكر، الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة: "تُمثِّل جودة الحياة أولوية وطنية استراتيجية، ليس للمملكة العربية السعودية فحسب، بل لمختلف دول العالم، لما لها من دورٍ محوري في تعزيز الترابط الاجتماعي، واجتذاب الكفاءات العالمية، وضمان الازدهار المستدام."، وأضاف "البكر": "يفخر برنامج جودة الحياة بما حققه من تقدم ملموس في تعزيز جودة الحياة في المملكة، وسيواصل البرنامج تعاونه مع الشركاء من القطاعين العام والخاص، في جميع أنحاء العالم، لتمكين المواطنين والمقيمين والزوار من التمتع بأعلى مستويات الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، ومع استمرارنا في الإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، سنواصل أداء دور ريادي عالمي في تعزيز نهج التنمية المستدامة، التي تضع الإنسان في صميم أولوياتها وترتكز على جودة الحياة." ويُسلِّط تقرير "مدن الفرص" ومؤشر المبادرة العالمية لجودة الحياة، الضوء على التزام المملكة بتعزيز الفهم العالمي لمفهوم جودة الحياة، من خلال مشاركة الخبرات الوطنية، والإسهام في تطوير الأطر والمؤشرات الدولية، ودعم المدن حول العالم في بناء مستقبل حضري أكثر شمولية ومرونة، يتمحور حول الإنسان.