أجزم بأن رابطة الأدب من أقوى الروابط، وهو ما يفترض وجوده في الساحة الشعبية التي تربط الشعراء فيها مودة قربى هذه الرابطة. فالوفاء من شيم الكرام؛ لهذا أستغرب أن يستنكف البعض من بداياته التي يجب أن تُشَرِّفه بكل منعطفاتها وحلوها ومرها إذا كان شاعرا حقيقيا، وكان قد تعب في صقل موهبته حتى أصبح صاحب تجربة متبلورة تماماً، بدلاً من تَنكُّرره لمن دعموه في بداياته.. يقول الشاعر البحتري: من لا يُؤدي شُكْرَ نِعْمَةِ خِلهِ فَمتى يؤدي شُكْرَ نِعمَةِ رَبّه والاعتراف بفضل أصحاب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى أمر يحسب للشخص ولا يحسب عليه، إذا كان واثقاًَ من نفسه، ناهيك عن أن الناس (لا يخفاهم شيء) حتى لو مارس التلميذ دور الأستاذية على أستاذه! ليُعلِي من شأن ذاته ويكون محل تندُّر الآخرين، فلسان حاله من حيث يدري أو لا يدري يجيب عن ضالته المنشودة.. يقول الشاعر منصور بن المهدي: إذَا كُنْتَ ذَا عِلْم وَمَاراكَ جَاهِلٌ فَأَعرِض فَفِي تَرْكِ الجَواب جَوَابُ هذا - غيض من فيض - مما يدور خلف الكواليس في الساحة الشعبية، والبعض يتوجّس من عداوات لنجاحه الكبير كشاعر آمل أن تكون وهمية.! وليأخذها بأن ما هي الا غيرة - قُربى رابطة الأدب - ولا يذهب بعيداً إلى ما لا يليق من التأويلات.. ولينظر إليها من زاوية إيجابية تحسب لنجاحه - إن صدق - بعيداً عن أي شخصنة.. وقديماً قال الشاعر ابن المعتز: المَجْدُ والحُسّادُ مَقْرُونَانِ إِنْ ذَهَبُوا فَذَاهِبْ وَإذَا مَلَكْتَ المَجْدَ لَم تَملِكْ مَوَدَّاتِ الأقَارِبْ ثم إن الشعراء كل منهم مُكمِّل للآخر في سماء الإبداع ويجب أن يفضحوا من يسعى بينهم بالفرقة.. يقول الشاعر عبد الله بن سبيل: لا ساعفت راعي النمايم بدنياه لعل حاله تنقرض ما تعوده والمثل الشعبي يقول (النّاس بالنّاس والكل بالله).. ويقول الشاعر مقحم النجدي الصقري: الطير لولا كمشة الريش ما هد لو هو كبيدي الحرار البتيعات والسيف لولا خمس الأصباع ما قد لا صار وحده ما شفى القلب باهوات لهذا آمل أن تعود الساحة الشعبية إلى ماضي وئامها وتكون الخلافات العابرة كغيوم صيف وكأن لم تكن، ونردد مع شاعر أغنية (أغداً القاك) والفنانة أم كلثوم - قد يكون الغيب حلوا إنما الحاضر أحلى - ونعتبر (أحلك الساعات تلك التي تسبق الفجر The darkest hour is that before the dawn). وقفة: من أوراقي القديمة: رماد شيء انتهى مع الهبايب يطير ودروس الأيام تبقى صاحيه ما تنام أعمى البصيره ضرير ولو بدالك بصير ما كل لعبه غبيّه تنتهي في سلام من لا عرف بالهوى لأطراف سلك الحرير يطيح والنور دايم يكشف أحلك ظلام الحب ماله عمر (أول ولا له أخير) مثل الزهر (بالشتاء والصيف) ماله دوام