السفير لأي دولة من دول العالم هو الممثل الدبلوماسي الأعلى الذي يترأس سفارة بلاده وتمثيلها في الدولة التي يُعيَّن أو يوفد لها. عادة ما يتم تعيين السفير في الحكومات أو الأقاليم المستقلة (أي لا تخضع لأي نفوذ أجنبي) أو المنظمات الدولية؛ ليمثل حكومة بلاده (أو بلادها إن كانت سفيرة). وللسفير أسماء عدة لمرتبته، أكثرها شيوعاً وأعلاها مرتبة هي (سفير فوق العادة - ومطلق الصلاحية). بعض الدول توفد بعض الموظفين الدبلوماسيين) بمرتبة (سفير مفوض) أو (القائم بالأعمال)، ويكلَّفون بمهام خارجية محدودة دون إقامة طويلة في الخارج، ويعملون مستشارين لحكوماتهم. يقيم السفير (عادة) في عاصمة الدولة الأجنبية التي يُعيَّن أو يوفد إليها، وتسمح له هذه الدولة بالسيادة على قطعة (أرض محدودة) عليها مبنى السفارة. ويتمتع السفير وجميع موظفي سفارته الذين يعملون تحت سلطته و(السيارات) والبريد ومبنى السفارة بحد ذاته بحصانة دبلوماسية يمنحها لهم البلد المضيف. من المتعارف عليه أيضاً أن يكون السفراء على درجة عالية من العلم والثقافة والكياسة والحكمة والسياسة وإتقان التكلم بلغات أجنبية، إضافة إلى معرفتهم الكبيرة بالدول التي سيعيَّنون فيها. أما ما هو دور السفارات السعودية في الخارج فذلك يأخذنا إلى أقسام السفارات المختلفة، ودور كل واحدة منها. فمثلاً القسم السياسي يختص برعاية العلاقات الثنائية على المستوى السياسي، ويختص برعاية العلاقات بين البلدين على المستوى السياسي مع البلد المضيف. ومن ضمن المهام الأخرى للقسم السياسي تحضير وتنظيم زيارات سياسية لمسؤولين ذوي مستويات عليا بين البلد المضيف والبلد الضيف، كذلك التنسيق فيما يتعلق بالأهداف المشتركة في مجالات عدة، ومتابعة وتحليل السياسة الداخلية والخارجية. وهناك القسم الاقتصادي الذي يختص بتشجيع العلاقات الاقتصادية بين الدولتين الصديقتين. كذلك هناك القسم القنصلي، وهو القسم المسؤول عن المعاملات المتعلقة بالتأشيرات (الفيز). ثم هناك القسم الثقافي، الذي يختص بالعلاقات الثقافية وتبادل الزيارات بين المثقفين في البلدين والأفكار الثقافية. وأخيراً هناك القسم (الإعلامي)، الذي يقوم بإطلاع وسائل الإعلام المختلفة والرأي العام على النواحي المتعلقة بالسياسة للدول والمسائل المتصلة بالدول بشكل عام. كما يقوم هذا القسم بإشعار وزارة الخارجية حول أية تطورات يتم إعلانها في وسائل الإعلام. ربما البعض يتساءل عن الفرق بين مهمات السفارة والقنصلية في الخارج؟ فكما ذكرنا سابقاً أن مهمة السفارة العناية الكاملة بشؤون الدولة، بينما مهمة القنصلية العناية بشؤون مواطنيها في الخارج. والفرق بين السفير والقنصل أن السفير هو رئيس بعثة بلاده الدبلوماسية، ومهمته الرئيسية العمل على تأمين استمرار العلاقات وتطويرها بين حكومته وحكومة البلد المضيف، بينما القنصل مهمته مساعدة أبناء وطنه الوافدين إلى ذلك البلد للسياحة أو الزيارة أو الدراسة أو حتى العمل والإقامة. كلمة أخيرة، وهي إن شاء الله نابعة من قلبي الصادق، أقولها وأنا كلي ثقة من تجارب شخصية لي وللكثير من السعوديين، أن سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج هي أفضل ما يمثل حكومة خادم الحرمين الشريفين في إبراز الوجه الحقيقي للمملكة العربية السعودية، وإنجازاتها ودورها الإيجابي في السلام العالمي، كذلك هي الداعم الأكبر للمواطنين السعوديين الذين يلجؤون إليها في حالة تعرضهم لأي مشكلة أو أزمة مهما كان نوعها. أحب أن أقول لكل مواطن ومواطنة في الخارج: «لا تترددوا في زيارة أية سفارة أو قنصلية سعودية في الخارج لتسجيل جوازاتكم وإعطاء عناوينكم؛ فهم القرش الأبيض الذي تحتاجون إليه في أي يوم أسود - لا سمح الله». [email protected] الرياض
