وزير الحرس الوطني يرعى تخريج الدفعة السادسة من برنامج القيادة والأركان والدفعة الأولى من برنامج الدراسات العسكرية المتقدمة ويدشّن برنامج الحرب    استقرار أسعار النفط    الشؤون الإسلامية تُكمل استعداداتها في منافذ الشرقية لاستقبال الحجاج    ترقية محافظ الفرشة إلى المرتبة الثانية عشر    «إسرائيل» تخطط لاحتلال وتقطيع قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام    ترامب يقول إنه "حزين" إزاء الإعلان عن تشخيص إصابة بايدن بالسرطان    بالميراس يوضح حقيقة ضم رونالدو في كأس العالم للأندية    الهلال يُعلن نقل تمبكتي إلى المستشفي    حائل على خارطة الاستثمار.. مزايا تنافسية وفرص حيوية    المملكة 2050.. حين أصبح الحلم واقعاً    عاصمة المستقبل    الحرب على الفلورايد تحرز تقدما    تصعيد في قصف معسكرات النازحين.. الجيش السوداني يسيطر على منطقة «عطرون»    " الموارد": تجربة" أنورت" لتعزيز تجربة ضيوف الرحمن    غرامة 16 ألف ريال لكل متر.. ضبط مواطن لتخزينه حطبًا محليًا    الأمير سعود بن مشعل يستقبل مجلس إدارة ولاعبي الأهلي    ترأسا اجتماع "مجلس التنسيق" وناقشا أوضاع المنطقة.. وزير الخارجية ونظيره التركي يبحثان تعزيز التعاون    الفيفا يحدد موعد المباراة الفاصلة بين لوس أنجلوس وأمريكا.. من يحجز المقعد الأخير لمونديال الأندية؟    محمد.. هل أنت تنام ليلاً ؟    آل بابكر وخضر يحتفلون بزواج علي    إعلاميون ومثقفون يعزون أسرة السباعي في فقيدهم أسامة    الهند.. رفض شراء السجائر لرجل غريب فقتله    أسواق    هيئة الموسيقى توثق الإبداعات السعودية    مبادرات "عام الحرف" ترسو في مشروع سولتير بالرياض    مجلس إدارة مؤسسة «البلاد» يقر الميزانية العمومية    وجبة مجانية تنهي حياة عصابة بأكملها    أسهمت في خدمة ضيوف الرحمن.. الداخلية: مليون حاج عدد مستفيدي مبادرة طريق مكة    عبدالجواد يدشن كتابه "جودة الرعاية الصحية"    صيام الماء .. تجربة مذهلة ولكن ليست للجميع    أطباء يعيدون كتابة الحمض النووي لإنقاذ رضيع    نائب أمير عسير يستقبل القنصل الجزائري    اختتام بطولة غرب المملكة للملاكمة والركل بمشاركة 197 لاعباً ولاعبة وحضور آسيوي بارز    حفل جائزة فهد بن سلطان للتفوق العلمي والتميز.. الأربعاء    سعود بن نايف يهنئ الفائزين في «آيسف 2025»    أمير الجوف يُعزي أسرة الجلال    نائب أمير الشرقية يطّلع على برامج «المسؤولية الاجتماعية»    الشؤون الإسلامية تختتم الدورة التأصيلية الأولى في سريلانكا    6000 حاج يتلقون الرعاية الصحية بالجوف    جوازات منفذ جديدة عرعر تستقبل حجاج العراق    تحالف متجدد    «البيضاء».. تنوّع بيولوجي يعزّز السياحة    قصائد فيصل بن تركي المغناة تتصدر الأكثر مشاهدة    نجوم الرياض وهوكي جدة يتوجان في بطولتي الهوكي للنساء والرجال بالمنطقة الغربية    تتويج الأخدود ببطولة المملكة تحت 15 عاماً "الدرجة الأولى"    الحجي متحدثاً رسمياً للنادي الأهلي    رئيس جمعية «مرفأ» الصفحي يهنئ أمير جازان ونائبه على الثقة الملكية    مشائخ وأعيان وأهالي «الجرابية الكنانية» يهنئون أمير جازان ونائبه بالثقة الملكية    مراقبة التنوع الأحيائي بساحل البحر الأحمر    تعليم الطائف يستعرض خطة التحول في منظومة إدارات التعليم مع أكثر من 1700 مدرسة    بوتين: هدفنا من حرب أوكرانيا هو السلام    تجاوز مستفيدي مبادرة طريق مكة مليون حاج منذ إطلاقها    أمير منطقة تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها ال 38 الاربعاء المقبل القادم    مستشفى أحد رفيدة يُنظّم عدداً من الفعاليات التوعوية    اعتدال: أكثر من 1.2 مليون رابطٍ للتحايل على آليات رصد المحتوى المتطرّف    "قمة بغداد" ترفض تهجير سكان غزة.. الجبير: رفع العقوبات عن سوريا فرصة للتعافي والتنمية    بتوجيهات من القيادة.. وصول التوءم السيامي الفلبيني إلى الرياض    تاسي يغلق مرتفعا للأسبوع الثالث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شعر - د. عبد الله بن ثاني*
وَعَذِيرِي يَا ابْنَ المُلُوكِ الوَفَاءُ
نشر في الجزيرة يوم 18 - 12 - 2011

حينما استعرض الأمير سلمان وزير الدفاع قواتنا المسلحة كانت هذه القصيدة:
هَكَذَا أنْتَ لِلْهُمُومِ شِفَاءُ
وَمُحَيَّاكَ بَلْسَمٌ وَدَوَاءُ
أنْتَ قَصْدي إنْ أَشْعَلَتْ جَانِبَيْهَا
وَسبِيلِي إنِ اسْتَبَدَّ البُكَاءُ
أَثْقَلَتْنِي السُّنُونَ وَهْيَ عِجَافٌ
وَشَفِيعِي إِلَي رِضَاكَ الحَيَاءُ
فِي فَمِي أيُّهَا الكَمِيُّ هتَافٌ
مِنْكَ سَلْمَانُ يُولَدُ الكِبْرِيَاءُ
لَيْسَ إلاكَ وِرْدُهَا مِنْ زُلالٍ
حِينَ فَاضَ النَّوَى وَقَامَ الشِّتَاءُ
أيُّهَا البُرْءُ ، رَاحَتَاكَ سَحَابٌ
إنْ شَكَتْ مِنْ جَدَا السَّوَانِي الدِّلَاءُ
كُلُّ بَحْرٍ وَأنْتَ أكْبَرُ مِنْهُ
جُدْتَ حَتَّى عَمَّتْ بِكَ الصَّحْرَاءُ
وَحَكَتْ سِيرَةَ النَّدَى بِثَبَاتٍ
فَتَغَنَّتْ بِجُودِكَ الشُّعَرَاءُ
مُتَنَبِّيكَ(1) لمْ يَزَلْ بِعُكَاظٍ
وَعَلَى أوْرَقٍ بَرَاهُ النِّدَاءُ
لَكَ شِعْرِي وَحِينَهَا لا يُبَالِي
أَكْثَرَتْ أمْ أَقَلَّتِ البُلَغَاءُ
يَصْطَفِيكَ المُقَامُ دُونَ احْتِجَابٍ
وَقَلِيلٌ لَمْ تُغْرِهِ الأُجَرَاءُ
إيْهِ سَلْمَانُ وَالقَصِيدُ تَسَامَى
وَأصَاخَتْ لِشَجْوهِ الجَوْزَاءُ
لَكَ مَوْلايَ بَحْرَهُ وَالسَّجَايَا
لا سِنَادٌ بِهِ وَلا إِقْوَاءُ
صُغْتُهُ لِلْخُلودِ مِنْكَ شُمُوسَاً
فَتَخَلَّى لَكَ السَّنَا وَالضِّيَاءُ
وَتَبَخْتَرْتَ كَالعُصُورِ اللَوَاتِي
فِي جَدِيدَيْهَا أنْتَ وَالخُيَلاءُ
أنْتَ وَالمَشْرِقَانِ وَالنُّورُ يَرْوي
كَيْفَ بِالفَجْرِ تُكْشَفُ الظَّلْمَاءُ
يَا أمِيرِي وَاسْتَنْطَقَ الدَّهْرَ لَمَّا
أَنْتَ فِيهِ وَالْمَكْرُمَاتُ سَوَاءُ
قَدْ رَأيْنَاكَ تَغْرُسُ الأرْضَ عِزَّاً
وَشُمُوخَاً فَبَارَكَتْكَ السَّمَاء
لَوْ رَأيْتَ القَبُولَ فِي غُرَّةِ الجَيْ
شِ وَمَاذَا اسْتَمَدَّ مِنَكَ اللوَاءُ
وَرَأيْتَ الصُّفُوفَ حِينَ اسْتَعَدَّتْ
لِلْمَنَايَا رَايَاتُهَا الحَمْرَاءُ
حِينَ أَقْبَلْتَ رَحَّبُوا بِشِهَابٍ
قَدْ تَعَلَّتْ بِهِ الذُّرَى الشَّمَّاءُ
فَبِإِحْدَى كَفَّيْكَ يَهْتَزّ سَيْفٌ
وَبِأُخْرَى حَمَامَةٌ بَيْضَاءُ
حَلَّقَتْ طَائِرَاتُهَا كَقُطَامٍ
فِي جَنَاحَيْهِ تَرْعُدُ البَأسَاءُ
أيُّ أُفْقٍ مَا ضَاقَ عَنْهُ وَلكِنْ
رَوَّضَتْهُ الأَئِمَّةُ الحُكَمَاءُ
وَتَهَادَتْ آبَاؤُكَ الصِّيدُ لمَّا
نَقَشُوهَا ونَهْجُهَا الخُلُفُاءُ
هُوَ عَرْشٌ لا كَالعُرُوشِ وَتَاجٌ
رَصَّعَتْهُ المُلُوكُ وُالأُمَرَاءُ
فَرَضُوا السِّلْمَ والسَّلامَ وَقَامُوا
وَعَلَيْهِمْ قَدِ اسْتَضَاءَ البَقَاءُ
فَمَشَيْنَا عَلَى جَنَاحِ صَبَاحٍ
رُغْمَ أنْفِ الظَّلامِ حَيْثُ نَشَاءُ
ذَرْوَةُ المَجْدِ كُلَّمَا أنْطَقُوهَا
لَكَ سَلْمَانُ حُبُّهَا وَالوَلاءُ
وَالسُّيُوفُ التِي أَمَالَتْ عُرُوشَاً
مَا عسَاهَا تكُونُ لَوْلا المضَاءُ
والجُيُوشُ المُسْحَنْفِرَاتُ إبَاءً
وَاسْتَجَارَتْ مِنْ زَحْفِهَا البَيْدَاءُ
يَا وَزِيرَ الدِّفَاعِ مَلْأَى طُمُوحَاً
وَالتَّضَارِيسُ كُلُّهَا حَسْنَاءُ
فَبِلادِي يَمِينُهَا كُلُّ خَيْرٍ
وَبِلادُ الطُّغَاةِ فِيهَا الفَنَاءُ
وَاسْتَحَرَّ القِتَالُ بَالنَّاسِ فَتْكَاً
وَبِذَاكَ الرَّبِيعِ تَجْرِي الدِّمَاءُ
أسْكَنُوهَا النَّوَى وَمَا لَيْسَ يُحْكَى
وَأَصَابَتْ شُعُوبَهَا البُرَحَاءُ
إنَّ فِيهَا مِنَ العَذَابِ مُقِيمَاً
وَاسْتَبَدَّ الأسَى وَكَانَ القَضَاءُ
لَكِنِ الشَّعْبُ فِي بِلادِي عَظِيمٌ
لَيْس فِيهِمْ مَنْ يَمْتَطِيهِ البُغَاءُ
هُمْ بَنُو قَوْمِي كَالجِبَالِ حُلُومَاً
وَلِهَذَا الثَّرَى هُمُ الأبْنَاءُ
وَحْدَةٌ مَا رَأى الزَّمَانُ مَثِيلاً
لِهَوَاهَا وَمَا سِوَاهَا هَوَاءُ
إنَّ هَذا التُّرَابَ طُهْرٌ وَيَبْقَى
فِي حُمَيَّاهُ يَسْتَحِمُّ الفَضَاءُ
هُوَ أسْمَى إنْ قَصَّرَتْ بِي القَوَافِي
وَعَذِيري يَا ابْنَ المُلُوكِ الوَفَاءُ
هَكَذَا أنْتَ لِلْهُمُومِ شِفَاءُ
وَمُحَيَّاكَ بَلْسَمٌ وَدَوَاءُ
أنْتَ قَصْدي إنْ أَشْعَلَتْ جَانِبَيْهَا
وَسبِيلِي إنِ اسْتَبَدَّ البُكَاءُ
أَثْقَلَتْنِي السُّنُونَ وَهْيَ عِجَافٌ
وَشَفِيعِي إِلَي رِضَاكَ الحَيَاءُ
فِي فَمِي أيُّهَا الكَمِيُّ هتَافٌ
مِنْكَ سَلْمَانُ يُولَدُ الكِبْرِيَاءُ
لَيْسَ إلاكَ وِرْدُهَا مِنْ زُلالٍ
حِينَ فَاضَ النَّوَى وَقَامَ الشِّتَاءُ
أيُّهَا البُرْءُ ، رَاحَتَاكَ سَحَابٌ
إنْ شَكَتْ مِنْ جَدَا السَّوَانِي الدِّلَاءُ
كُلُّ بَحْرٍ وَأنْتَ أكْبَرُ مِنْهُ
جُدْتَ حَتَّى عَمَّتْ بِكَ الصَّحْرَاءُ
وَحَكَتْ سِيرَةَ النَّدَى بِثَبَاتٍ
فَتَغَنَّتْ بِجُودِكَ الشُّعَرَاءُ
مُتَنَبِّيكَ(1) لمْ يَزَلْ بِعُكَاظٍ
وَعَلَى أوْرَقٍ بَرَاهُ النِّدَاءُ
لَكَ شِعْرِي وَحِينَهَا لا يُبَالِي
أَكْثَرَتْ أمْ أَقَلَّتِ البُلَغَاءُ
يَصْطَفِيكَ المُقَامُ دُونَ احْتِجَابٍ
وَقَلِيلٌ لَمْ تُغْرِهِ الأُجَرَاءُ
إيْهِ سَلْمَانُ وَالقَصِيدُ تَسَامَى
وَأصَاخَتْ لِشَجْوهِ الجَوْزَاءُ
لَكَ مَوْلايَ بَحْرَهُ وَالسَّجَايَا
لا سِنَادٌ بِهِ وَلا إِقْوَاءُ
صُغْتُهُ لِلْخُلودِ مِنْكَ شُمُوسَاً
فَتَخَلَّى لَكَ السَّنَا وَالضِّيَاءُ
وَتَبَخْتَرْتَ كَالعُصُورِ اللَوَاتِي
فِي جَدِيدَيْهَا أنْتَ وَالخُيَلاءُ
أنْتَ وَالمَشْرِقَانِ وَالنُّورُ يَرْوي
كَيْفَ بِالفَجْرِ تُكْشَفُ الظَّلْمَاءُ
يَا أمِيرِي وَاسْتَنْطَقَ الدَّهْرَ لَمَّا
أَنْتَ فِيهِ وَالْمَكْرُمَاتُ سَوَاءُ
قَدْ رَأيْنَاكَ تَغْرُسُ الأرْضَ عِزَّاً
وَشُمُوخَاً فَبَارَكَتْكَ السَّمَاء
لَوْ رَأيْتَ القَبُولَ فِي غُرَّةِ الجَيْ
شِ وَمَاذَا اسْتَمَدَّ مِنَكَ اللوَاءُ
وَرَأيْتَ الصُّفُوفَ حِينَ اسْتَعَدَّتْ
لِلْمَنَايَا رَايَاتُهَا الحَمْرَاءُ
حِينَ أَقْبَلْتَ رَحَّبُوا بِشِهَابٍ
قَدْ تَعَلَّتْ بِهِ الذُّرَى الشَّمَّاءُ
فَبِإِحْدَى كَفَّيْكَ يَهْتَزّ سَيْفٌ
وَبِأُخْرَى حَمَامَةٌ بَيْضَاءُ
حَلَّقَتْ طَائِرَاتُهَا كَقُطَامٍ
فِي جَنَاحَيْهِ تَرْعُدُ البَأسَاءُ
أيُّ أُفْقٍ مَا ضَاقَ عَنْهُ وَلكِنْ
رَوَّضَتْهُ الأَئِمَّةُ الحُكَمَاءُ
وَتَهَادَتْ آبَاؤُكَ الصِّيدُ لمَّا
نَقَشُوهَا ونَهْجُهَا الخُلُفُاءُ
هُوَ عَرْشٌ لا كَالعُرُوشِ وَتَاجٌ
رَصَّعَتْهُ المُلُوكُ وُالأُمَرَاءُ
فَرَضُوا السِّلْمَ والسَّلامَ وَقَامُوا
وَعَلَيْهِمْ قَدِ اسْتَضَاءَ البَقَاءُ
فَمَشَيْنَا عَلَى جَنَاحِ صَبَاحٍ
رُغْمَ أنْفِ الظَّلامِ حَيْثُ نَشَاءُ
ذَرْوَةُ المَجْدِ كُلَّمَا أنْطَقُوهَا
لَكَ سَلْمَانُ حُبُّهَا وَالوَلاءُ
وَالسُّيُوفُ التِي أَمَالَتْ عُرُوشَاً
مَا عسَاهَا تكُونُ لَوْلا المضَاءُ
والجُيُوشُ المُسْحَنْفِرَاتُ إبَاءً
وَاسْتَجَارَتْ مِنْ زَحْفِهَا البَيْدَاءُ
يَا وَزِيرَ الدِّفَاعِ مَلْأَى طُمُوحَاً
وَالتَّضَارِيسُ كُلُّهَا حَسْنَاءُ
فَبِلادِي يَمِينُهَا كُلُّ خَيْرٍ
وَبِلادُ الطُّغَاةِ فِيهَا الفَنَاءُ
وَاسْتَحَرَّ القِتَالُ بَالنَّاسِ فَتْكَاً
وَبِذَاكَ الرَّبِيعِ تَجْرِي الدِّمَاءُ
أسْكَنُوهَا النَّوَى وَمَا لَيْسَ يُحْكَى
وَأَصَابَتْ شُعُوبَهَا البُرَحَاءُ
إنَّ فِيهَا مِنَ العَذَابِ مُقِيمَاً
وَاسْتَبَدَّ الأسَى وَكَانَ القَضَاءُ
لَكِنِ الشَّعْبُ فِي بِلادِي عَظِيمٌ
لَيْس فِيهِمْ مَنْ يَمْتَطِيهِ البُغَاءُ
هُمْ بَنُو قَوْمِي كَالجِبَالِ حُلُومَاً
وَلِهَذَا الثَّرَى هُمُ الأبْنَاءُ
وَحْدَةٌ مَا رَأى الزَّمَانُ مَثِيلاً
لِهَوَاهَا وَمَا سِوَاهَا هَوَاءُ
إنَّ هَذا التُّرَابَ طُهْرٌ وَيَبْقَى
فِي حُمَيَّاهُ يَسْتَحِمُّ الفَضَاءُ
هُوَ أسْمَى إنْ قَصَّرَتْ بِي القَوَافِي
وَعَذِيري يَا ابْنَ المُلُوكِ الوَفَاءُ
هَكَذَا أنْتَ لِلْهُمُومِ شِفَاءُ
وَمُحَيَّاكَ بَلْسَمٌ وَدَوَاءُ
أنْتَ قَصْدي إنْ أَشْعَلَتْ جَانِبَيْهَا
وَسبِيلِي إنِ اسْتَبَدَّ البُكَاءُ
أَثْقَلَتْنِي السُّنُونَ وَهْيَ عِجَافٌ
وَشَفِيعِي إِلَي رِضَاكَ الحَيَاءُ
فِي فَمِي أيُّهَا الكَمِيُّ هتَافٌ
مِنْكَ سَلْمَانُ يُولَدُ الكِبْرِيَاءُ
لَيْسَ إلاكَ وِرْدُهَا مِنْ زُلالٍ
حِينَ فَاضَ النَّوَى وَقَامَ الشِّتَاءُ
أيُّهَا البُرْءُ ، رَاحَتَاكَ سَحَابٌ
إنْ شَكَتْ مِنْ جَدَا السَّوَانِي الدِّلَاءُ
كُلُّ بَحْرٍ وَأنْتَ أكْبَرُ مِنْهُ
جُدْتَ حَتَّى عَمَّتْ بِكَ الصَّحْرَاءُ
وَحَكَتْ سِيرَةَ النَّدَى بِثَبَاتٍ
فَتَغَنَّتْ بِجُودِكَ الشُّعَرَاءُ
مُتَنَبِّيكَ(1) لمْ يَزَلْ بِعُكَاظٍ
وَعَلَى أوْرَقٍ بَرَاهُ النِّدَاءُ
لَكَ شِعْرِي وَحِينَهَا لا يُبَالِي
أَكْثَرَتْ أمْ أَقَلَّتِ البُلَغَاءُ
يَصْطَفِيكَ المُقَامُ دُونَ احْتِجَابٍ
وَقَلِيلٌ لَمْ تُغْرِهِ الأُجَرَاءُ
إيْهِ سَلْمَانُ وَالقَصِيدُ تَسَامَى
وَأصَاخَتْ لِشَجْوهِ الجَوْزَاءُ
لَكَ مَوْلايَ بَحْرَهُ وَالسَّجَايَا
لا سِنَادٌ بِهِ وَلا إِقْوَاءُ
صُغْتُهُ لِلْخُلودِ مِنْكَ شُمُوسَاً
فَتَخَلَّى لَكَ السَّنَا وَالضِّيَاءُ
وَتَبَخْتَرْتَ كَالعُصُورِ اللَوَاتِي
فِي جَدِيدَيْهَا أنْتَ وَالخُيَلاءُ
أنْتَ وَالمَشْرِقَانِ وَالنُّورُ يَرْوي
كَيْفَ بِالفَجْرِ تُكْشَفُ الظَّلْمَاءُ
يَا أمِيرِي وَاسْتَنْطَقَ الدَّهْرَ لَمَّا
أَنْتَ فِيهِ وَالْمَكْرُمَاتُ سَوَاءُ
قَدْ رَأيْنَاكَ تَغْرُسُ الأرْضَ عِزَّاً
وَشُمُوخَاً فَبَارَكَتْكَ السَّمَاء
لَوْ رَأيْتَ القَبُولَ فِي غُرَّةِ الجَيْ
شِ وَمَاذَا اسْتَمَدَّ مِنَكَ اللوَاءُ
وَرَأيْتَ الصُّفُوفَ حِينَ اسْتَعَدَّتْ
لِلْمَنَايَا رَايَاتُهَا الحَمْرَاءُ
حِينَ أَقْبَلْتَ رَحَّبُوا بِشِهَابٍ
قَدْ تَعَلَّتْ بِهِ الذُّرَى الشَّمَّاءُ
فَبِإِحْدَى كَفَّيْكَ يَهْتَزّ سَيْفٌ
وَبِأُخْرَى حَمَامَةٌ بَيْضَاءُ
حَلَّقَتْ طَائِرَاتُهَا كَقُطَامٍ
فِي جَنَاحَيْهِ تَرْعُدُ البَأسَاءُ
أيُّ أُفْقٍ مَا ضَاقَ عَنْهُ وَلكِنْ
رَوَّضَتْهُ الأَئِمَّةُ الحُكَمَاءُ
وَتَهَادَتْ آبَاؤُكَ الصِّيدُ لمَّا
نَقَشُوهَا ونَهْجُهَا الخُلُفُاءُ
هُوَ عَرْشٌ لا كَالعُرُوشِ وَتَاجٌ
رَصَّعَتْهُ المُلُوكُ وُالأُمَرَاءُ
فَرَضُوا السِّلْمَ والسَّلامَ وَقَامُوا
وَعَلَيْهِمْ قَدِ اسْتَضَاءَ البَقَاءُ
فَمَشَيْنَا عَلَى جَنَاحِ صَبَاحٍ
رُغْمَ أنْفِ الظَّلامِ حَيْثُ نَشَاءُ
ذَرْوَةُ المَجْدِ كُلَّمَا أنْطَقُوهَا
لَكَ سَلْمَانُ حُبُّهَا وَالوَلاءُ
وَالسُّيُوفُ التِي أَمَالَتْ عُرُوشَاً
مَا عسَاهَا تكُونُ لَوْلا المضَاءُ
والجُيُوشُ المُسْحَنْفِرَاتُ إبَاءً
وَاسْتَجَارَتْ مِنْ زَحْفِهَا البَيْدَاءُ
يَا وَزِيرَ الدِّفَاعِ مَلْأَى طُمُوحَاً
وَالتَّضَارِيسُ كُلُّهَا حَسْنَاءُ
فَبِلادِي يَمِينُهَا كُلُّ خَيْرٍ
وَبِلادُ الطُّغَاةِ فِيهَا الفَنَاءُ
وَاسْتَحَرَّ القِتَالُ بَالنَّاسِ فَتْكَاً
وَبِذَاكَ الرَّبِيعِ تَجْرِي الدِّمَاءُ
أسْكَنُوهَا النَّوَى وَمَا لَيْسَ يُحْكَى
وَأَصَابَتْ شُعُوبَهَا البُرَحَاءُ
إنَّ فِيهَا مِنَ العَذَابِ مُقِيمَاً
وَاسْتَبَدَّ الأسَى وَكَانَ القَضَاءُ
لَكِنِ الشَّعْبُ فِي بِلادِي عَظِيمٌ
لَيْس فِيهِمْ مَنْ يَمْتَطِيهِ البُغَاءُ
هُمْ بَنُو قَوْمِي كَالجِبَالِ حُلُومَاً
وَلِهَذَا الثَّرَى هُمُ الأبْنَاءُ
وَحْدَةٌ مَا رَأى الزَّمَانُ مَثِيلاً
لِهَوَاهَا وَمَا سِوَاهَا هَوَاءُ
إنَّ هَذا التُّرَابَ طُهْرٌ وَيَبْقَى
فِي حُمَيَّاهُ يَسْتَحِمُّ الفَضَاءُ
هُوَ أسْمَى إنْ قَصَّرَتْ بِي القَوَافِي
وَعَذِيري يَا ابْنَ المُلُوكِ الوَفَاءُ
* عميد الموهبة والإبداع والتميز بجامعة الإمام
(1) إشارة إلى أبي الطيب المتنبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.