فيليب موريس إنترناشيونال تعلن نتائج الربع الأول من عام 2024.. وتحدّث الدليل الإرشادي لكامل العام    مركز التحكيم التجاري الخليجي يطلق مبادرة "الأسبوع الخليجي الدولي للتحكيم والقانون"    أمير المدينة يستعرض دور منظومة النقل في خدمة ضيوف الرحمن    هواوي تُعيد تأكيد التزامها بالإبداع والموضة في حدث إطلاق المنتجات المبتكرة الذي شمل الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة والمزيد    القبض على شخص لترويجه مادة الحشيش المخدر بالمنطقة الشرقية    محمد بن ناصر يقلّد اللواء الحواس رتبته الجديدة    انطلاق المؤتمر الوطني السادس لكليات الحاسب بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل    إثراء" يسرد رحلة الأفلام السعودية في 16 عام عبر "متحف حكاية المهرجان"    «استرازينيكا» تسحب لقاحها ضد كوفيد-19 بسبب «تراجع الطلب»    صالات مخصصة ل"طريق مكة" في 11 مطاراً ب7 دول    وزير التعليم: الفصول الثلاثة تحت الدراسة    فيصل بن نواف يدشّن حساب جمعية "رحمة" الأسرية على منصة X    سجن مواطن 15 عامًا لترويجه وحيازته الإمفيتامين    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يغادر غداً أرض الوطن للمنافسة على جوائز آيسف 2024    هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية : الاحتلال اعتقل 8640 فلسطينياً في الضفة الغربية    «أبشر»: تحديثات مجدولة للأنظمة يوم الجمعة.. لمدة 12 ساعة    منظمة التعاون الإسلامي تُدين بشدة تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة    وزير التجارة يزور تايلند لبحث تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين    مختص يحذر من الاحتراق الوظيفي ويشدد على أهمية توفير وحدات لقياسه داخل بيئات العمل    بدر بن عبدالمحسن: أمير الشعراء وصوت البسطاء    ارتفاع المخزونات الأمريكية يهبط بالنفط    أول مصنع لإنتاج القهوة في جازان    تركي الدخيل: احذروا تشغيل المحافظ الاستثمارية عبر غير المرخصين    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في البرازيل إلى 95 قتيلاً    الجلاجل: تنظيم "وقاية" خطوة لمجتمع صحي    توطين وتخطيط.. أدوار الهيئة السعودية للمياه    مهما طلّ.. مالكوم «مالو حلّ»    أمير الشرقية ونائبه يتلقيان تهاني الرزيزاء بتأهل القادسية لدوري روشن    برعاية وزير الإعلام.. تكريم الفائزين في «ميدياثون الحج والعمرة»    محمد عبده اقتربت رحلة تعافيه من السرطان    4 أمور تجبرك على تجنب البطاطا المقلية    وزير الخارجية الأردني ونظيره الأمريكي يبحثان الأوضاع في غزة    «التواصل الحضاري» يعزز الهوية الوطنية    "الهلال" يطلب التتويج بلقب دوري روشن بعد مباراة الطائي في الجولة قبل الأخيرة    أمير المدينة يرعى حفل تخريج الدفعة ال60 من طلاب الجامعة الإسلامية    أمين الرياض يحضر حفل سفارة هولندا    بيئةٌ خصبة وتنوّعٌ نباتي واسع في محمية الملك سلمان    الشورى يدعو لتحديث كود البناء السعودي    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي يُجري جراحة تصحيحية معقدة لعمليات سمنة سابقة لإنقاذ ثلاثيني من تبعات خطيرة    ولي العهد يعزي هاتفياً رئيس دولة الإمارات    استقبل مواطنين ومسؤولين.. أمير تبوك ينوه بدور المستشفيات العسكرية    هزيمة الأهلي لها أكثر من سبب..!    عبدالغني قستي وأدبه    بدر الحروف    الأول بارك يحتضن مواجهة الأخضر أمام الأردن    المدح المذموم    البدر والأثر.. ومحبة الناس !    تغريدتك حصانك !    بونو: لن نكتفي بنقطة.. سنفوز بالمباريات المتبقية    ديميرال: اكتفينا ب«ساعة» أمام الهلال    اختتام دور المجموعات للدوري السعودي الممتاز لكرة قدم الصالات في "الخبر"    تحقيقات مصرية موسعة في مقتل رجل أعمال إسرائيلي بالإسكندرية    الأمير خالد بن سلمان يرعى تخريج الدفعة «21 دفاع جوي»    الاحتلال يتجاهل التحذيرات ويسيطر على معبر رفح    أمير تبوك يستقبل المواطنين في اللقآء الأسبوعي    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المصلى المتنقل خلال مهرجان الحريد    وزير الدفاع يرعى تخريج طلبة الدفاع الجوي    ريادة إنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«وثيقة» القصيبي
نشر في الحياة يوم 11 - 03 - 2009

حتى وإن كان للمجتهد المصيب أجران، فإن للمجتهد المخطئ أيضاً أجراً... معالي الدكتور الوزير المثقف غازي القصيبي، لقد كان لردكم الشفاف والواضح والسريع أثر كبير ليس فقط علي ككاتب، بل أجزم على كل زميل يتناول أياً من الشؤون المحلية عبر زاويته أو مقاله، فهذا التجاوب السريع والدقيق من مسؤول بحجمكم كفيل بأن يغذي في داخلنا شعوراً متنامياً حول أن ثمة تغييراً حاصلاً بالفعل على أرض الواقع لا يمكن بحال من الأحوال تجاوزه، لقد اختلفنا، والاختلاف ليس شراً دائماً حول جزئية معينة لكننا اتفقنا في الأخير على أن الهدف من وراء هذا الاختلاف هو مصلحة الوطن والمواطن.
معالي الدكتور غازي، إنني تناولت قضايا تمس وزارتكم، وقد اعتدنا منكم كسر أي «تابو» في نقاشنا معكم، أو تناولنا لأي من أعمالكم وقراراتكم وحتى كتاباتكم الفكرية والثقافية البعيدة عن شخصية رجل الدولة الخاصة بكم، وبالتالي فإننا حينما نطرح قضية ما نطرحها بشيء من الشفافية والوضوح، ولا يعني حال طرحنا لها اننا على صواب والطرف الآخر على خطأ، أو أنكم على صواب ونحن على خطأ، فالعملية قائمة على تبادل المعلومة بيننا وبينكم، أو بيننا وبين اي مسؤول في المملكة، فما يهمنا في الأخير، وكما أشرت عالياً، مصلحة الوطن.
لقد تناولت في مقالي السابق موضوع البطالة ومعاناة شبابنا في الحصول على فرصة عمل، أو في بقائهم والاستمرار بعمل يتقوون به على مصاعب الحياة، وكان وما زال الهدف من النقاش بعيداً عن توجيه أية اتهامات، وإن كنت اخطأت في عرض معلومات على هامش الموضوع، مثل القول بأننا أكبر اقتصاد على مستوى العالم، فالهدف من هذا القول ليس أخذه كتصريح أو تحويله لمادة توثيقية عن الاقتصاد السعودي، بل كان الهدف في الأخير إيصال أننا أيضاً لسنا دولة ذات اقتصاد ضعيف، بل اقتصاد قوي على الأقل يكفل لكل أفراد الوطن وظيفة مناسبة، في ظل المشروعات العملاقة التي تنفذ على أرض الواقع في المملكة.
إننا يا معالي الوزير نقدر كمواطنين وكمتابعين جهدكم وجهد أي مسؤول، لكن هذا لا يمنع بحال من الأحوال أن ندخل في نقاش أو نتعرض لجزئية تحتاج إلى توضيح أو استبيان، وهو دوركم كمسؤولين في الإجابة علينا، كما أنني يا معالي الوزير وبعيداً عمّا قام به الإمام «ابو حنيفة» وقصة مد ساقيه وما بها من إسقاطات طريفة، فإن لشخصكم الحق في ذلك متى شئتم وفي أي وقت شئتم، فأنا ما زلت مُصراً على أنه يحق لرجل في تاريخكم ما لا يحق لغيره، فأنتم الأكبر سناً وقدراً وبإمكانكم، ومن منطلق الحب والتقدير والاحترام، التوجيه والتأديب في آن لأي من أبنائكم، الذي يشرفني ان أكون أحدهم، بل إنني سبق وكتبت عنكم وفي الزاوية نفسها والمكان نفسه منذ فترة مقالاً بعنوان «الرائعان غازي القصيبي وسلمان العودة» في إشارة إلى مدى تأثرنا الإيجابي كجيل جديد بما تقومون به من أفعال وتحركات ثقافية وإنسانية وسياسية.
فقط استأذنكم في الاختلاف مجدداً حول جزئيتي «البنوك وعبداللطيف جميل»، وهما جزئيتان استشهدتم بهما في مقالكم، تشيدان بدورهما في القضاء على البطالة في المجتمع، أو المساهمة حتى ولو بقدر يسير في هذا الجانب، وما أود وأرغب في الإشارة إليه هنا أن البنوك تحديداً على العكس تماماً مما تحققه من أرباح خرافية أتحدى هنا أن تتشابه مع أية أرباح لأية بنوك في أية دولة أخرى من دول المنطقة، إلا أن دورها في هذا الجانب قاصر قاصر قاصر، فكل ما تقوم به أو جله قائم على التبرع لجمعية خيرية ببضعة آلاف أو إقامة حفل خيري، حتى مشاريعها التنموية التي تقيمها يكون هدفها في الأخير تكبيل الشباب بالمزيد من القيود، كنوع من التعسف في استخدام حقها تجاه الشباب الراغب في إقامة مشروع أو بناء حياة كريمة، ومع كل ما أكنه لمشروع «عبداللطيف جميل»، الذي أشرتم إليه في مقالكم، إلا أنه أيضاً ينطلق من شركة تحصد من وراء إطلاقها لمثل هذا المشروع أضعاف أضعاف ما تقدمه... وإن كان خلافي الأكبر معك يا «أبو سهيل» هو ما أوردتموه في نهاية مقالكم بأنكم إن ذهبتم فسيأتي غيركم وغيركم، وأنا أقول إنكم لها وإنكم باقون في وعينا وفكرنا، ومن قبل قلوبنا.
أخيراً... أسعدني بل شرفني ردكم البليغ من شخص رائع وكبير في حجم الدكتور غازي القصيبي، الذي تعلمنا منه دائماً شرعية السؤال والاستفسار، وكان الرد بمثابة الوثيقة الصادرة من مسؤول كبير يعي ويدرك حقيقة وأهمية العمل العام وأهمية كونه رجل دولة من الطراز الأول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.