يتنافس ملايين الشباب في الصين لإيجاد فرص عمل وتلجأ الطالبات بصورة متزايدة إلى العمليات التجميلية لتعزير فرصهن، حتى أن بعضهن يُعدن رسم أنوفهن على شكل برج إيفل. وقال الجراح وانغ شومينغ الذي يجري 10 عمليات من هذا القبيل كل شهر: «نحن معجبون جداً بجمال برج إيفل... ونعيد رسم الأنف بكامله». ولا يخفي أصحاب العمل في الصين أهمية المواصفات الشكلية عند اختيار الموظفين، حتى أن البعض منهم يذكر الحجم المطلوب في إعلانات الوظائف الشاغرة. ويزداد عدد الطلاب الذين يخضعون لعمليات تجميلية على أمل تعزيز فرص اختيارهم، ما يخدم مصالح قطاع الجراحة التجميلية الذي بات يحتل المرتبة الثالثة عالمياً. فقد بلغ عدد المتخرجين في الجامعات الصينية 7 ملايين شخص العام الماضي، في خضم التباطؤ الذي يشهده ثاني اقتصاد في العالم. وتنتشر الإعلانات المروجة للجراحات التجميلية في مدينة تشونغتشينغ الكبيرة (جنوب غربي الصين) حيث تقع عيادة الطبيب وانغ شومينغ. وتشيد هذه الإعلانات بالأنوف على شكل برج إيفل التي يقومها وانغ شومينغ مع صورة لشابة غربية فاتحة العينين أنفها مستقيم ومثالي، بحسب مواصفات الجمال الأوروبية. ويغسل الطبيب يديه قبل إجراء عملية لراقصة باليه في الثالثة والثلاثين من العمر. وهو سيستأصل، بعد تخديرها، قطعة من الجلد من جبينها ليزرعها في أنفها كي يزداد حجماً. وشرح أن «بعض الطلاب يواجهون ضغوطاً كبيرة لإيجاد فرص عمل بعد إكمال دروسهم. وحظوظهم تزداد كلما كانت مواصفاتهم حسنة». وقالت شو يانغ، وهي طالبة تدرس علم المتاحف والمعارض في السادسة والعشرين، إن الدافع لخضوعها هذه السنة لعملية شفط الدهون هو بحثها عن عمل، وأضافت: «كنت سمينة جداً... وفي بعض الأحيان، يركز أصحاب العمل على الشكل أكثر من الخبرة». ويفيد الاتحاد الدولي للجراحين التجميليين بأن الصين تشكل ثالث أكبر سوق عالمية للجراحات التجميلية بعد الولاياتالمتحدة والبرازيل، وهي تزدهر بدعم من القدرة الشرائية المتزايدة للطبقة الوسطى.