كشف رئيس اللجنة الوطنية الزراعية بمجلس الغرف السعودية المهندس عيد المعارك، أن 560 مزرعة نخيل في مدينة «جبة» بمنطقة حائل ثبت أنها مصابة بسوسة النخيل الحمراء، تمثل 40 في المئة من عدد مزارع النخيل في جبة والبالغة 1400 مزرعة. وأوضح المعارك في حديثه إلى «الحياة»، أن الخسائر التي تكبدها المزارعون كبيرة ولا توجد إحصاءات عن حجم تلك الخسائر حالياً، مضيفاً أنه طالب وزير الزراعة خلال لقاء عقد معه أخيراً بتكثيف الوزارة لحملاتها لمكافحة سوسة النخيل الحمراء. واعتبر أن «السوسة الحمراء انتشرت في شكل وبائي بمدينة جبة الواقعة شمال منطقة حائل»، وعزا سبب انتقال هذه السوسة إلى عملية نقل فسائل النخيل من المناطق المصابة مثل محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية. وأضاف المعارك: «هناك مكافحة لسوسة النخيل الحمراء في الأحساء حالياً، إضافة إلى منع نقل فسائل النخيل خارجها، غير أن المكافحة التي تتم حالياً في تلك المنطقة ضعيفة لأن مديرية الزراعة ليس لديها الإمكانات، كما أن البلدية ليس لديها الخبرة الكافية لمكافحة هذه الآفة». وأشار إلى أنهم ناقشوا مع وزير الزراعة خلال اللقاء الذي عقد أخيراً، هذه المشكلة التي يواجهها مزارعو التمور، إذ أفاد أنه سيتم توجيه دعم إضافي لمدينة جبة لمواجهة سوسة النخيل، مشيراً إلى أنه حتى الآن ليس هناك تحرك من وزارة الزراعة ممثلة في المديرية الزراعية بجبة لمكافحة هذه الآفة. وحذر من أن انتشار سوسة النخيل الحمراء سيكون له تأثير سلبي على سوق التمور في المملكة، غير أن هذا التأثير سيبقى محدوداً، لأن إنتاج المملكة من التمور سنوياً يتجاوز مليون طن، ويزيد على حاجة السوق، نافياً في الوقت نفسه تلقي اللجنة الوطنية الزراعية بمجلس الغرف السعودية أية مطالبات بالتعويضات للخسائر الناجمة عن انتشار سوسة النخيل الحمراء. ولفت المعارك إلى أن اللجنة ستنظم ندوة خاصة حول مكافحة انتشار سوسة النخيل الحمراء، وسيحاضر فيها المشرف على كرسي النخيل والتمور بجامعة الملك سعود الدكتور صالح الدوسري والدكتور خالد العبيد. وكان وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، حمّل في وقت سابق عمليات تهريب فسائل النخيل المصابة من منطقة إلى أخرى مسؤولية انتشار سوسة النخيل في مناطق المملكة، والتي تنتقل بين المناطق في شكل فاق التوقعات. وقال بالغنيم: «إن هناك عملاً مستمراً لمكافحة سوسة النخيل ولكنها تنتقل في شكل أكبر مما كنا نتوقع»، مبيناً أن المواطنين الذين يقومون بشراء فسائل النخيل من مصادر غير معروفة وغير مختومة من الزراعة يسهمون في انتشار سوسة النخيل في مناطق المملكة. وأكد أن هناك تعاوناً مباشراً مع جهاز الأمن العام، داعياً أي شخص يرغب في نقل فسائل نخيل من منطقة إلى أخرى بالتوجه إلى وزارة الزراعة للكشف على الفسائل المنقولة للتأكد من عدم إصابتها لختمها بالرصاص وإعطاء شهادة نقل الفسائل لتقديمها لنقاط التفتيش، وقال إن غير ذلك يعتبر تهريباً في نظر الجهات المعنية ويطبق عليه النظام. يذكر أن المساحة المزروعة بالنخيل في المملكة بلغت في 2011 حوالى 156 ألف هكتار، ويقدر عدد النخيل في المملكة بحوالى 23,7 مليون نخلة، ويبلغ عدد الأصناف نحو 400 صنف تنتشر بمختلف المناطق الزراعية في المملكة.