أبدى رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الدكتور حافظ المدلج استغرابه من غياب قطاعي الطيران والمصارف عن رعاية الأندية السعودية، متوقعاً أن تتسابق شركتا الاتحاد وطيران الإمارات إلى دخول سوق رعاية الأندية بعد توقيع الخطوط القطرية مع النادي الأهلي، وقال ل«الحياة»: «يبقى السؤال الأكثر سوداوية وحزناً: أين الخطوط السعودية من هذا التنافس؟ والمعروف أن قطاعي الطيران والمصارف هما الأكثر رعاية للأندية على مستوى العالم، والمصارف عليها مسؤولية اجتماعية»، مستطرداً: «أتمنى من المصارف كافة، إذا لم يكن لديها الرغبة في رعاية الأندية أو الاستثمار في الرياضة، أن تسهم في إنشاء نافورة أو معلم للوطن!». وأبدى تفاؤله بمستقبل الاستثمار في الملاعب السعودية، بعد توقيع النادي الأهلي مع شركة «طيران قطر»، مؤكداً أن العقد الضخم الذي حظي به الأهلي كفيل بفتح فصل جديد في الاستثمار الرياضي، وفتح الأبواب أمام الشركات الأخرى للاستثمار في الملاعب السعودية، وقال ل«الحياة»: «لوعدنا إلى الوراء قليلاً لم يكن هناك إعلانات على قمصان لاعبي الأندية، بعدها بدأت الأندية تعلن على قمصانها في مقابل 50 ألف ريال للمباراة الواحدة المنقولة تلفزيوناً، وفي عام 2003 وقعت شركة الاتصالات السعودية عقد رعاية مع 12 نادياً بأسعار متفاوتة، ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القاسية، كونها رعت 12 نادياً دفعة واحدة، بعدها دخلت شركة موبايلي على الخط، واستطاعت رعاية الهلال، فقابلتها الأولى برعاية النصر والاتحاد والشباب والأهلي، وانحصرت المنافسة بين شركات الاتصالات في رعاية الأندية، حتى جاءت شركة زين للاتصالات ورعت الدوري»، مضيفاً: «تجربة شركات الطيران في الملاعب السعودية جاءت خجولة بمشاركة طيران الإمارات راعياً مشاركاً بوضع اللوحات في الملعب، أما اليوم فدخول شركة طيران قطر بهذه القوة يشكل نقلة نوعية في الاستثمار الرياضي، إذا ما نظرنا إلى أن المبلغ كبير جداً على رعاية قمصان، فهذا العقد يعد نقله نوعية في قيمة عقود الرعاية، كما سيفتح المجال أمام قطاع الطيران، وستكون هناك ردة فعل من شركات طيران أخرى، ستبحث عن رعاية أندية أخرى والمنافسة بقوة». وأضاف المدلج: «طيران الإمارات حينما رعى نادي أرسنال الإنكليزي أتبعها بريال مدريد وإي سي ميلان وباريس سان جرمان، لم تقف شركات الطيران الأخرى مكتوفة الأيدي، بل نافست طيران الإمارات بقوة حتى حصل الطيران القطري على رعاية برشلونة، وطيران الاتحاد الإماراتي رعى مانشتر سيتي، كما أن شركات طيران أخرى تركية وأوروبية رعت أندية مهمة في أوروبا». وتمنى رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن يرى شركات طيران تتسابق على رعاية أندية أخرى، مثل شركة الاتحاد وطيران الإماراتية «بحكم أنها من أقوى الشركات المجاورة، وفي تنافس قوي بين هذه الشركات الثلاث، ومع الانفتاح القوي على السياحة في تركيا ربما يكون للطيران التركي نصيب في عقود الرعاية، ولكن يبقى السؤال الأكثر سوداوية وحزناً: أين الخطوط السعودية من هذا التنافس؟». كما تسأل الدكتور حافظ المدلج قائلاً: «متى نرى شعار الخطوط السعودية على قمصان أحد الأندية أو على قمصان المنتخب الوطني؟»، مضيفاً: «قطاعا الطيران والمصارف هم الأكثر رعاية للأندية على مستوى العالم، ومن يعلن على قمصان الأندية سيراه الصغير والكبير، كون كرة القدم المتنفس الوحيد في السعودية، والمصارف عليها مسؤولية اجتماعية، وإذا نظرنا إلى شركة عبداللطيف جميل حينما تضخ 120 مليون ريال في الموسم لرعاية الدوري السعودي، ليس فقط لأنها تريد وضع اسمها على قمصان الأندية، لكنها تقدم موازنة للمسؤولية الاجتماعية، وترى أن من واجباتها في نوع من رد الجميل لهذا الوطن أن تذهب هذه المبالغ المصروفة على الدوري إلى الأندية، لهذا ننتظر من المصارف الاحتذاء بهؤلاء ورعاية الدوري وبقية المنافسات والمنتخب السعودي، لأن في هذه الرعاية ضخ أموال للمسؤولية الاجتماعية، ف«المصارف التي تربح سنوياً البلايين معفاة من الضرائب والفوائد وتجد تسهيلات كبيرة من الدولة، وهذه المصارف مدللة من الحكومة، وأسميها القطط السمينة، وبعيداً عن الرياضة، لم أر يوماً من الأيام مصرفاً في السعودية أنشأ حديقة أو مكتبة أو مستشفى أو ملعباً داخل حي سكني مساهمه منه للمجتمع، بغض النظر عن الفئة العمرية في الوطن».