قطعت الخطوط الجوية القطرية الشك باليقين بعد إعلان رعايتها لنادي الأهلي السعودي حيال موضوع عدم السماح للشركات الأجنبية بالاستثمار في المجال الرياضي السعودي، بعد أن حامت الشكوك حول موضوع استثمار الشركات الخارجية في الدوري السعودي، إلا أن المهم في الموضوع هو أن نادي الأهلي قد طوى بعقد الرعاية الضخم ملفات كثيرة تتعلق بالأزمة المالية الخانقة التي مر بها الأهلي بداية الموسم، والتي ترتب على إثرها إعلان رئيس النادي الامير فهد بن خالد استقالته من منصبه قبل أن يعدل عن ذلك القرار، فالبنية التحتية لنادي الأهلي وأبرزها أكاديميته العالمية، أبرز تلك الأسباب التي سالت من أجلها لعاب الخطوط الجوية القطرية، لينضم بذلك الراقي مع نادي برشلونة الاسباني في سجل الرعاة لإحدى أكبر شركات النقل الجوي في العالم. ولكن السؤال الحقيقي، هو أين هي الشركات المحلية الكبرى من رعاية أندية الدوري السعودي؟ ولماذا لا تقدم لجنة التطوير في الاتحاد السعودي لكرة القدم عرضا لفكرة رعاية الأندية من قبل الشركات المحلية الكبرى والمؤسسات الحكومية متمثلة في قطاع البنوك مثلاً، فالتجارب السابقة خير برهان لاستفادة الشركات السابقة من رعاية بعض الأندية أو الدوري على وجه العموم، فقد سبق لمشغلي الاتصالات في المملكة رعاية بعض الأندية السعودية، وما زال بعضها مستمراً في عقد الرعاية، وإن انسحب البعض الآخر من الدخول في هذا الحقل، إلا أن هناك تخوفا من تلك الشركات الكبرى الدخول في هذا المجال لعدة أسباب، وإن كان أبرزها تجارب بعض الرعاة السابقين وانسحابهم من هذا المجال، ولكم في تجربة شركة الاتصالات السعودية وشقيقتها زين وشركة ركاء خير مثال. إن الأجواء الضبابية التي تحوم حول سماء الأندية تجاه طلبها لرعاة رسميين ، قد لا تكون مناسبة لدخول هذه الشركات حتى في مجرد التفكير في هذا المجال بصفة رسمية، فالأندية ما زالت تحت ملكية الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهي مشكلة رئيسية لا يمكن بأن تغامر أي شركة كبرى من أجل وضع شعارها على قمصان لتلك الأندية، ففتح مجال الخصخصة لتلك الأندية، سيجعل من سوق الكرة السعودية سهماً غالياً في سوق بورصة الشركات التي ستتنافس بكل ما أوتيت من قوة للدخول في الرعاية والتسويق التجاري، فالخصخصة أصبحت مطلباً رياضياً سيرفع من حدة المنافسة والمستوى وكذلك من العوائد المالية للأندية والشركات واتحاد اللعبة على وجه الخصوص. إن نجاح أندية الشرق الآسيوي، وتفوقها على نظرائها من أندية الغرب، لم يكن بمحض الصدفة، فأندية اليابان وكوريا الجنوبية والصين قد فتحت باب الخصخصة للشركات للدخول في الاستثمار الرياضي بشكل عام، فكانت أندية الشرق هي الأوفر حظاً في الحصول على لقب القارة منذ عام 2006، بل إن البيئة الرياضية هناك قد أصبحت صالحة للاستثمار، فأصبحت الشركات العالمية الكبرى تتجه نحو تلك الدول بالرغم من وجود بعض المعوقات وغياب بعض المقومات التي تعيق نجاح تلك الاستثمارات لتلك الشركات التي تريد أن تحول بوصلة الاستثمار تجاه الغرب الآسيوي، وتحديداً في السعودية والإمارات، إلا أنه وبكل صراحة لا يزال الكثير من المثبطات والعوائق لكي تقتحم تلك الشركات في هذا المعترك الاقتصادي الرياضي الضخم.