لن أقول إننا الوحيدون الذين لا نجيد تنظيم ال«بروتوكولات»، فربما غيرنا كثيرون، لا سيما في عالمنا العربي، وبعض دول جنوب آسيا، وليس شرقها، بحكم أننا نتحدث كثيراً عن أننا نملك الخبرات، ونستطيع أن ننظم بطولة في حجم كأس العالم، وليس فقط لحظات تتويج قد لا تستغرق أكثر من 10 دقائق. ما أعنيه من هذه المقدمة، هو ما يحدث في تنظيم النهائيات لدينا من فوضى ومشاركة المسؤول وغير المسؤول في عملية التتويج، حتى إنني بت لا استغرب إن شارك عمال النظافة في تتويج الأبطال، فقبل أشهر قليلة وجه الأمير نواف بن فيصل في اجتماع الاتحاد السعودي لكرة القدم بإعداد ملف لتنظيم نهائيات كأس أمم آسيا، وبعده بأيام قليلة رسبنا في تنظيم منصة التتويج لبطل دوري «زين» لهذا الموسم. إن المشكلات ليست في أننا لا نستطيع التنظيم، فقد نظمنا قبل أكثر من 23 عاماً نهائيات كأس العالم للشباب في أربع مدن سعودية، ولاقى ذلك الحدث العالمي نجاحاً كبيراً بشهادة «فيفا» والعالم، أكدنا من خلاله مقدرتنا على استضافة كبرى البطولات العالمية. هل رأيتم قبل عقدين وبضع سنوات كنا ننظم بطولة عالمية، لكنني لا أدري لماذا لا نتعلم كيف ننظم أنفسنا؟ وحتى لا يفهم ما أقصده بطريقة خاطئة، فأنا أتحدث عن التنظيم على مستوى نهائيات مسابقاتنا الرياضية، وبالأخص على مستوى كرة القدم. أحلم ألا أشاهد يوماً في تتويج لبطولة من بطولاتنا من يقفز فوق منضدة التتويج داخل المنصة الرئيسية، أو من يزاحم اللاعبين ليصل أولاً، وعلاقته بالتكريم، كعلاقة سائق «الليموزين» الذي يقف خارج الملعب، بل إنني استغرب من رؤساء الأندية، الذين يفترض أن يكونوا هم القدوة، وهم يتقدمون اللاعبين ليكونوا أول من يتسلم كأس البطولة، في منظر يثير الشفقة، ولا تملك وأنت تتابعه وتشاهده إلا أن تدعو لرئيس النادي هذا بشيء من الحكمة، لكن ما شاهدناه في تنظيم نهائي الدوري، يجب ألا يتكرر مستقبلاً، لأنه أحرج رئيس الاتحاد «الموقت»، واستفز المشاهدين الذين كانوا يتابعون لحظات التتويج، خصوصاً أننا أمام هذا العدد الكبير من «الشخصيات» لم نعد نرى اللاعبين، فقد ضاعوا أمام أصحاب ال«بشوت». وكعرف دولي في تنظيمات البطولات الأوروبية، فإن منصة التتويج في بطولتي الدوري وكأس الأمير فيصل وفي البطولات السنية، يجب ألا يزيد عدد المسؤولين فيها عن ثلاثة أشخاص فقط، لهم علاقة وثيقة بالحدث، كرئيس الاتحاد ورئيس الرابطة ومندوب الشركة الراعية، ولن يكون من اللائق أن يأتي إلى المنصة من ليس له علاقة في التتويج، حتى وإن عضواً في اتحاد الكرة، كما حدث في تتويج بطل دوري «زين»، فليس من المقبول أن تحاول «الرابطة» إقناع الوسط الرياضي ببيان يدينها قبل غيرها، وهي تورد العبارة التالية: «لكن الإخوة أعضاء اللجنة المكلفة بإدارة الاتحاد السعودي نزلوا لموقع التتويج، ومنعاً لإحراجهم لم نطلب منهم مغادرة الموقع، وهذا كل ما في الأمر»، فهل انتهى الأمر هنا..؟ أتمنى أن يكون اتحاد كرة القدم قد استفاد من ذلك الموقف «المحرج جداً»، وأن يكون قد بدأ فعلياً من الآن في الإعداد ل«بروتوكول» التكريم الكبير لبطل كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، لا سيما أن المناسبة هي تتويج وعرس كبير لموسمنا الرياضي، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. [email protected] @ AbdullahShaikhi