غيّر حميد البديري احد عناصر جيش المهدي الجناح العسكري لتيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المفرج عنه قبل اسبوعين من سجن الديوانية مكان اقامته واستقر في «حي الرحمة» في النجف تحسباً لتعرضه لعمليات انقامية. وكان القيادي البارز في التيار الصدري الشيخ حامد الحسناوي نجا من محاولة اغتيال اسفرت عن اصابته بجروح بالغة في مدينة الديوانية (180 كم جنوب بغداد). وقالت المصادر الامنية ان مسلحين اطلقوا النار على الشيخ حامد الحسناوي بالقرب من منزله مساء الاربعاء، ما أسفر عن اصابته بجروح بالغة نقل على إثرها الى المشفى». وكان الحسناوي اطلق سراحه من السجن قبل نحو شهر، بعد ان قضى عاماً في سجن تسفيرات الديوانية، لاتهامه بالتورط باعمال عنف. ويقول حميد البديري الذي كان اعتقل برفقة الحسناوي لمدة ستة أشهر بعد ضبط مواد متفجرة والغام ارضية داخل منزله في حي العسكري جنوب الديوانية انه لم يبق سوى يوم واحد في منزله بعد تلقيه معلومات بوجود اسمه ضمن قائمة اغتيالات معظمها من انصار الصدر المفرج عنهم. ويؤكد البديري ل «الحياة» ان «الشرطة الحكومية في مدينة الديوانية رفضت الافراج عنا قبل ان تأخذ ضمانات بمحال اقامتنا، فيما تخضعنا اجهزة الاستخبارات والمليشيات المرتبطة ببعض احزاب السلطة الى المراقبة الدقيقة. ويكمل «نخشى تحولنا الى اهداف انتقامية من الاطراف المعادية للخط الصدري». وعلى رغم تحسن الاوضاع الامنية في شكل لافت في مدن الجنوب العراقي الشيعية بعد عمليات صولة الفرسان التي شنتها الحكومة ضد انصار الصدر بداية عام 2008 الا ان المخاوف من تراجع الوضع الامني مستمرة على خلفية استمرار الصراع السياسي بين الاطراف الفاعلة وبروز المشاعر «الثأرية» لدى عناصر الصدر او غرمائهم. يقول البديري: «فضلت تغيير مكان اقامتي للحفاظ على حياتي فسكنت مدينة النجف في حي سكني جميع القاطنين فيه هم من اتباع الخط الصدري (...) يصعب على الاجهزة الامنية التعرض لنا ونحن عصبة في هذا المكان». ويعد «حي الرحمة» معسكراً ضخماً في قلب النجف يضم منازل عشوائية بنيت عام 2003 بعد توزيع قطع اراض من السيد مقتدى الصدر على انصاره. وما زال «جيش المهدي» يتبنى مسؤلية حماية الحي فيما تتحاشى الاجهزة الامنية في مدينة النجف الاحتكاك بسكان الحي او التعرض لهم. ويقول مسؤول امني في مدينة الديوانية ان محكمتي النجف والديوانية اصدرتا عشرات من مذكرات الاعتقال بحق اشخاص يعيشون داخل حي الرحمة في النجف ولا تتمكن القوى الامنية من الوصول اليهم. ويرى البديري بدوره ان «أكثر المفرج عنهم من السجون الحكومية والاميركية يتعرضون الى التصفيات الجسدية من قبل احزاب اسلامية مناوئة لخط التيار الصدري». وقال مصدر امني في الديوانية ان «الاغتيالات التي تحدث تتعلق بثارات بين الاطراف»، واضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه « من خلال التحقيقات اكتشفنا ان هذه الشخصيات التي تستهدف هي عرضة لأعمال ثأر من قبل اناس آخرين في الديوانية (...) كما هو معروف للجميع ان الديوانية مدينة عشائرية وهذه الجماعات كان لها دور واضح في تأجيج العنف وقتل وتهجير اناس هنا ما ادى الى تصاعد احقاد ضدهم». ويرفض المصدر اشارة مسؤولي التيار الصدري بأصابع الاتهام الى الاجهزة الامنية او الى الاحزاب في المدينة. وكانت محكمة ذي قار (400 كم جنوب بغداد) اعلنت الحكم على خمسة من عناصر التيار الصدري بالحكم المؤبد وقد حكمت هذه المحكمة على ثلاثة معتقلين آخرين قبل أيام بالحكم المذكور. من جانب آخر اعتقلت القوات الامنية العراقية في ذي قار القيادي في التيار الصدري الشيخ حيدر ألغزي. وقال مصدر في مكتب الصدر في الناصرية (مركز محافظة ذي قار) ان الاعتقال تم بعد منتصف الليل حيث اقتادت القوات المداهمة الشيخ ألغزي إلى دائرة مكافحة الإرهاب في المحافظة.