تمكنت المرأة السعودية في السنوات الأخيرة من عبور عدد من المعوقات بنجاح، ولم يسجل لهن هذا النجاح على المستوى المحلي وحسب، وإنما اتسع ليشمل الواقع العربي والعالمي في عدد من المجالات الثقافية والطبية والإعلامية والديبلوماسية كما أن الواقع المحلي يشهد لهن بمشاركة رائدة وفعالة، فهاهي المرأة تجلس في قبة مجلس الشورى، وتشارك في المنتديان والمؤتمرات العالمية والمحلية ، وأصبح وجود المرأة أمرا واقعا يفتخر به، ووصلت إلى المنصب الوزاري، وكانت الأستاذة نورة الفايز أول امرأة سعودية يتم تعيينها بمنصب نائبة وزير التعليم لتعليم البنات، كما سبق تعيين الدكتورة منيرة بنت سليمان العلولا على وظيفة نائب المحافظ للتدريب التقني للبنات بالمرتبة ال 15، وهاهي المرأة مستشارة في مجلس الشورى في الأمور التي ُتعنى بالمرأة والأسرة، وقد ازداد عددهن من 6 مستشارات في دورته السابقة إلى 10 مستشارات في خطوة توسعية لمهام هؤلاء النساء لتشمل تمثيلاً خارجياً ودولياً أسوة بممثلي البرلمانات الدولية كما تتولى المستشارات مقابلة ممثلي الوفود النسائية الدولية التي تبحث وتناقش أوضاع المرأة محلياً وتناقش مكانة المرأة السعودية ودورها على المستوى المحلي والخارجي، هذا بالإضافة إلى حضور جلسات المجلس التي تبحث وتناقش كل قضايا المرأة وما يتعلق بها من قوانين وأنظمة وقرارات ويتطلب الأمر أحياناً إعطاء رؤية علمية من خلال إجراء بحث أو دراسة لواقع مشكلة أو قضية ما. وهن على الجوهرة بنت محمد العنقري، والدكتورة آسيا بنت عبدالله آل الشيخ، والدكتورة مها بنت عبدالله المنيف، والدكتورة مي بنت عبدالعزيز العيسى. إضافة إلى أنه تم التجديد لثلاث مستشارات من بين المستشارات الست المعينات في العام 2006، وهن الدكتورة وفاء بنت محمود طيبة، والدكتورة بهيجة بنت بهاء عزي، والدكتورة نهاد بنت محمد الجشي. وهاهي المرأة السعودية بصحبة مليك البلاد في زياراته الدولية، وهاهي تمثل الوطن خارج الحدود في مواقع مهمة وحساسة، كما أصبح لها دوراً رائداً في مؤسسات المجتمع المحلي والمدني، وأصبحت ناخبة ومنتخبة في الغرف التجارية والهندسية، كما أصبحت عضو في مجالس إدارات الشركات، فالسيدة مها أحمد فتيحي انتخبت كأول امرأة عضو في مجموعة فتيحي القابضة، وفازت الدكتورة فوزية البكر بانتخابها لعضوية مجلس إدارة مؤسسة عسير للصحافة و النشر، وصنفت الدكتورة ناهد طاهر المؤسس والرئيس التنفيذي لأحد البنوك في قائمة أفضل 100 سيدة أعمال في العالم وهي القائمة التي جمعت أكثر من 100 سيدة أعمال مؤثرة في الأسواق الاقتصادية، وقد كانت الوحيدة على مستوى العالم العربي. كما فازت سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بجائزة الشرق الأوسط للمرأة القيادية في مجال التعليم في دبي، وعالمياً اختار البيت الأبيض الأميركي العالمة السعودية الدكتورة حياة سندي ضمن خمسة علماء لدعم برنامج العلوم والتكنولوجيا والذي يهدف إلى تعريف الطلاب بمدارس التعليم العام بشخصيات العلماء وانجازاتهم. وعلى مستوى الشرق الأوسط فازت عميدة الدراسات العليا لأقسام الطالبات بجامعة الدمام الدكتورة دلال التميمي بالمركز الأول في مجال البحوث العلمية بمجال سرطان الثدي بمنطقة الشرق الأوسط التي نظمتها مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني أخيراً. وفي المجال الطبي تعتبر الدكتورة سلوى الهزاع من أشهر أطباء العالم والتي برزت في طبّ العيون... تخرجت في كلية الطب وكانت الأولى على دفعتها وأول طبيبة سعودية تتخصص في أمراض الشبكية والوراثة وأول امرأة عربية تعالج أمراض الشبكية الدقيقة بالليزر ونالت الزمالات السعودية، البريطانية والأميركية. كما تسلمت المديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة الدكتورة ثريا عبيد جائزة حقوق الإنسان المقدمة من رابطة الأممالمتحدة. وظهر أخيراً اسم العالمة السعودية غادة المطيري على لائحة المخترعين الجدد في أميركا بعد أن نالت أرفع جائزة للبحث العلمي في أميركا على اختراعها الجديد الذي قد يحل محل الجراحة في احتفال في العاصمة الأميركية واشنطن. كما وسجلت الطالبة مشاعل الشميمري كأول سعودية تعمل في وكالة الفضاء الأميركية ناسا فهى حصلت على بكالوريوس مع مرتبة الشرف في الهندسة الفضائية، بل رأست فريق البحث العلمي في صناعة صاروخ سلمي يرصد المعلومات من الأحوال الجوية. وخلال العام الحالي قلد خادم الحرمين الشريفين الدكتورة خولة الكريع وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى نظير تحقيقها انجازات عدة بحثية متميزة أهلتها لنيل عدد من الجوائز العالمية وأبرزها جائزة هارفارد 2007 للتميز العلمي للتفوق على 300 طبيب وطبيبة على مستوى العالم. كما أن الدكتورة الكريع ليست المرأة السعودية الوحيدة التي حققت انجازات عالمية في مجالات علمية دقيقة ومتخصصة، إضافة إلى من ذكرنا سابقاً هناك الدكتورة سميرة إسلام، وفهدة الشبيب، ومشاعل العيسى وفاتن خورشيد. وأخيراً حصلت الدكتورة سامية العمودي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ورئيسة كرسي الشيخ محمد حسين العمودي لأبحاث السرطان على المرتبة الخامسة عربياً ضمن قائمة أقوى 100 شخصية مؤثرة في العالم العربي، لما تقوم به من إنجازات في مجال أبحاث سرطان الثدي. وقد أولت الدولة ثقتها للمرأة السعودية نظراً لتميزها المحلي لتمثل الوطن في المحافل الدولية والملاحق الثقافية في الخارج، فقد تم تكليف الدكتورة موضي بنت عبدالله الخلف بتولي منصب مدير الشؤون الثقافية والاجتماعية في الملحقية الثقافية بواشنطن، كما أوفدت وزارة التعليم العالي الدكتورة فاطمة عبدالله السليم للعمل في الملحقية الثقافية السعودية في كندا، لتكون أول سعودية تعمل كديبلوماسية في كندا. كما أن السعوديات يتم استقطابهن للعمل والتدريس في جامعات عربية ودولية ومنهن الدكتورة سهام الصويغ التي عملت مديرة لجامعة المملكة في البحرين، كما تعمل عدد من الأكاديميات في جامعات عربية مثل الدكتورة منيرة الغدير والدكتورة هتون الفاسي التي قلدها السفير الفرنسي لدى المملكة بيرتران بيزانسينو وسام السعفة الأكاديمية برتبة فارسة، من الحكومة الفرنسية، وذلك نظير التعاون الثقافي القائم بينها وبين المؤسسات الأكاديمية والثقافة الفرنسية.