على رغم أنهم لم يؤشروا بالمنديل ولم يقولوا لها"أنا ماشي"فقد اعتُبر ما فعلوه"فعلاً خادشاً للحياء"على رغم أنهم حيوها ليقولوا لها شكراً فقط . وعلى رغم أن من الآداب العامة التي يحرص عليها الدين أن نشكر كل من جاملنا بإهداء أو تحية بردها بمثلها أو بأحسن منها هذا وعلى رغم أن كلمة شكراً يمكن أن تقال عن طريق الجوال أو رسائل sms لأننا حتى ولو أنكر البعض ذلك نتواصل ونتخاطب ونتراسل في علاقة أخوية راقية جداً بعيداً عن الشبهات رداً على مقال أو اعتراضاً على تصريح أو مجاملة لكتاب جديد مثلاً! فنحن لم نعد النساء والرجال عالمين مختلفين يرتاب كل منهما من الآخر فنحن نعمل سوياً وتحكمنا الآداب العامة والأخلاق والقيم الرفيعة المستوى وقبلها بكثير مراقبة الله واحترام الذات. لم نعد نقبل أن نعامل كأطفال، وفينا ومنا من تتبوأ مرتبة وكيل وزارة والتي وصلت إليه بمجهودها وتميزها ونجاحها في العمل.. لم نعد نقبل هذه الطريقة في المعاملة وفينا ومنا موظفة في الأممالمتحدة.. لم تعد هذه المعاملة الدونية ترضينا ولم نعد نقبل بها. أكثرنا يعمل في أماكن مختلطة ونتخاطب مع رؤسائنا لو كنا في بيئة نسائيه خالصة هاتفياً، لأن الرجال بيدهم مفاتيح الأمور وسهولة التصرف فما هو الفرق؟ الوجود في مكان محدد وتحت دائرة الضوء وفي اطار الحشمة والعفاف الذي يعلن عن نفسه أرقى بكثير من الاختباء تحت مظلة العيب، خصوصاً عندما تكون البيئة ثقافية راقية تعلن عن ميلاد أديب أو أديبة سعودية جديدة. لم يعد مقبولاً أن نشكك في نوايا الآخرين، خصوصاً اننا نتعامل مع رجال الأمن الذين أحاطوا الأديبات بحجاب حاجز كالحجاب الحاجز الذي بداخل أجسادنا، فما الفرق بين رجل الأمن وبين مثقف رغب في شكر زميلته لإهدائها كتاباً. جاءت الأخبار السيئة بموقف آخر تعرضت له سيدة خُطف الجوال الخاص بها على رغم ان الجوال ربما يكون به صورها الخاصة التي لا يقبل الدين اطلاع احد عليها إلا بعد أذنها وبرضاها الطوعي. لماذا نضع أيدينا على قلوبنا في كل معرض للكتاب وتتخوف الكثيرات من الحضور على رغم انه لقاء ثقافي محترم في بيئة محترمة راقية تجمع مثقفي ومثقفات مجتمعنا؟ لماذا نترك صورة سيئة عند الحاضرين والحاضرات الأجانب الذين تصادف وجودهم أو حرصوا هم أنفسهم على الحضور باهتمام شخصي أو تلبية لدعوة كريمة من المسؤولين؟ لماذا يصر البعض على مطالبة المرأة بالحضور بصحبة ولي أمر وعدم التجول داخل معرض متخم بالكتب وكأنها طفلة نخشى عليها من الضياع، بعض السيدات الحاضرات أفادت بأن بعض رواد المعرض كانوا يطالبونها بعدم التحدث مع البائع وعدم سؤاله عن أسعار الكتب؟ ما الحل إذاً؟ هل من المفترض أن تحمل كل أنثى ورقة وقلماً لتعبر عما تريده مكتوباً عليها لا أتكلم مع الغرباء من دون ولي أمري؟ لأعود وأكرر.. لم يؤشروا لها بالمنديل بل قالوا لها شكراً فقط؟ فأين الخطأ الفادح؟! [email protected]