تشكل أعطال مكائن الصرف الآلي هاجساً مؤرقاً لعملاء البنوك... إذ انهم يصطدمون بأعطالها أو عدم قدرتها على خدمة العميل وقت الحاجة، كما أن بعض هذه"الصرافات"تصادر عليهم أموالاً بسبب خطأ تقني"استردها البعض في ما بعد، لكن آخرين ما زالوا يحاولون تحصيلها". وطالب اقتصاديان مؤسسة النقد العربي السعودي ساما، بتبني استراتيجية تستهدف تطوير خدمة الصرافات الآلية في السعودية، وقالوا ل"الحياة":"يجب التحرك لتطوير هذه الخدمة، بعد أن أصبحت الأعطال عادة ملازمة للصرافات الآلية خصوصاً في نهاية الأسبوع". وتأتي هذه المطالبة في وقت قال مصرفيون ل"الحياة":"إن المصارف المحلية تخصص ملايين الريالات لتنفيذ صيانة دورية لصرافاتها الآلية، إذ يتم توقيع عقود سنوية مع شركات متخصصة في مجال الصيانة، تتضمن بنودها مراقبة الصرافات الآلية وتغذيتها بالنقود، وعلاج المشكلات التي تواجهها". وكانت المصارف بدأت قبل نحو عامين تقديم خدمات إيداع المبالغ النقدية عبر أجهزة الصرف الآلي، وكان طرح هذه الخاصية التي يراد منها تخفيف الضغط على فروع المصارف وبالاً على نسبة كبيرة من المواطنين والمقيمين. يقول منير الحربي:"لا أفهم لماذا المصارف تصر على تقديم خدمة الإيداع النقدي عبر أجهزة الصرف الآلي، على رغم أن الفترة الماضية أثبتت أنها لا تستطيع تقديمها بالحد الأدنى من الجودة". واتهم مواطنون مصارف عدة بهضم حقوقهم المادية بشكل يرجح أنه غير متعمد. وقال هؤلاء ل"الحياة"إنهم حاولوا صرف مبلغ من أجهزة صرف آلي إلا أنها لم تخرج، وعلى رغم هذا خصمت من حساباتهم، موضحين أن محاولاتهم مع المصرف لاستعادة حقوقهم باءت بالفشل. ورأى مصدر مصرفي أن ضبط"خدمات أجهزة الصرف الآلي وتغذيتها بالنقود ليسا بالصورة السهلة التي يظنها البعض، فعملية تغذية الصراف تكون من خلال رجال مكلفين فقط بتغذية المكائن، وكل بنك يتعاقد مع شركة متخصصة تتم من خلالها تغذية الصرافات بالنقود وصيانتها". وأكد إبراهيم العبيد أنه منذ رمضان الماضي وهو يحاول استعادة مبلغ 3 آلاف ريال حاول سحبها من أحد أجهزة الصرف الا أنها لم تخرج، وفوجئ لاحقاً بخصمها من حسابه. وقال ل"الحياة":"رفعت أكثر من شكوى إلى المصرف الذي يوجد فيه حسابي تحتفظ"الحياة"باسمه الا أنه على رغم مرور نحو شهرين على الأمر لم يعيدوا المبلغ".ويصف عمر المويهي رؤية منظر وصولات الصراف الآلي ملقاة على الأرض بالمنظر"الشائن"وغير المسؤول، لافتاً إلى وجود منظر آخر مزعج يتجسد في رؤية مكائن الصرف الآلي محاطة ب"شبك حديدي"من أمانة المدينة أو البلدية، إضافة إلى وجود جزء كبير منها"مكسورة"أو خارج الخدمة، خصوصاً في أوقات الذروة. وأوضح مصدر في أمانة مدينة الرياض في حديث مع"الحياة"أن"دور الأمانة يقتصر على التأكد من وجود مكائن الصرف الآلي في مواقعها الصحيحة التي صرح لها بوضعها فيها".