الخبير الدولي للجنة الحكام السعودية يؤكد أن عدد الحكام في بريطانيا 30 ألفاً . جون بيكر : ل "الحياة" : طال الزمن أم قصر فلن يستمر الحكم الأجنبي في السعودية !

أكد خبير لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم الإنكليزي جون بيكر، أن عدد الحكام في بريطانيا يتجاوز 30 ألف حكم يقودون مئات المباريات يومي السبت والأحد من كل أسبوع، وأشار بيكر إلى أن الحكم البريطاني يبدأ الدخول في مجال التحكيم في سن الثامنة عشرة، مشدداً في الوقت ذاته على أن خطته في المستقبل القريب هي الاستغناء عن خدمات الحكام الأجانب في الملاعب السعودية، وأوضح أن الأمير نواف بن فيصل شدد على وجود متحدث إعلامي رسمي للرد على تساؤلات الإعلام في كل القضايا المطروحة، جاء ذلك في الحوار الذي أجرته معه"الحياة"وسلّط من خلاله الضوء على الكثير من النقاط المهمة حول وضع الحكام والتحكيم في السعودية والأمور المتعلقة بهذا المجال، فإلى نص الحوار:
كيف تعاقد معك الاتحاد السعودي لكرة القدم؟
- بداية المفاوضات كانت من مسؤولي اتحاد كرة القدم في السعودية الذين سألوا الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا عن إمكان الاستفادة من خبير في مجال التحكيم على وجه التحديد، ووقتها تلقيت اتصالاً من"الفيفا"بخصوص هذا العرض السعودي، لأنني طوال السنوات الخمس الماضية كنت مدرباً في"الفيفا"للحكام، وذكروا لي أن السعودية تحتاج إلى خدمات من أجل أن يتم تطوير الحكام ويأخذون الاستشارات.
وهل كان للراحل عبدالله الدبل دور في التعاقد معك؟
- بالفعل اجتمعت مع هذا الرجل الطيب في لندن وتم نقاش كل الأمور، وأذكر أن الدبل طلب مني أن أكتب جميع ما سأسير عليه خلال الفترة التي تعقب التعاقد معي، إضافة إلى النقاش مع الأمير نواف بن فيصل عن طريق الهاتف. وفي شهر كانون الثاني يناير حضرت إلى السعودية وتم الاتفاق على كل شيء من أجل توقيع العقد.
وعن الفترة التي ستقضيها كخبير في لجنة الحكام؟
- مدة العقد موسم واحد، وفي حال انهائه سيكون لكل حادثة حديث وفي حال رغبة الطرفين واتفاقهم على التجديد فلن تكون هناك أي مشكلات.
هل كنت تعرف شيئاً عن الرياضة السعودية وتمتلك معلومات تفيدك من خلال عملك الحالي؟
- لدي بعض المعلومات خصوصاً من ناحية بعض الحكام السعوديين في حال وجودهم في بعض المحافل الدولية مثل نهائيات كأس العالم السابقة، وأيضاً لدي معلومات عن الحكام السعوديين بأنهم نزيهون، وأنا متأكد بأنني سأكون في المستقبل مقبولاً لديهم.
كيف وجدت الأجواء الرياضية في السعودية بعد حضورك؟
- خلال الفترة الماضية التي حضرت فيها قبل شهرين كان النشاط الرياضي متوقفاً، ولكن في الأسابيع الأخيرة حضرت أكثر من خمس مباريات في الفترة الماضية، وبصراحة المنافسة قوية والجمهور هنا محب قوي للكرة وهذا يعكس مدى التحدي الموجود.
وهل تابعت الحكام مباشرة؟
- هم يعملون ويتعبون من أجل أن يتطوروا إلى الأفضل قياساً بالإمكانات المقدمة لهم، حتى الحكام الكبار في بريطانيا يحتاجون إلى عمل مضاعف للرقي بمستوياتهم إلى الأفضل مثل التدريبات اللياقية والمحاضرات الفنية والنظرية والتطبيقية.
ما الذي ضايقك من الحكام خلال الفترة الماضية؟
- الحاجة التي أحرجتني هي خروج بعض الحكام من المحاضرات بشكل سريع، بمعنى أنه ليس هناك اهتمام بهذه المحاضرات، الحكام الكبار يحضرون للتجمع لثلاث أو أربع مباريات، وهذا يعطيهم فرصة لأن يحققوا أهدافهم من ناحية تحليل المباريات التي قادوها حتى إنهم يرسمون المحاضرات المتعلقة بتحليلاتهم، أيضاً نهاية كل مباراة يذهبون للحكام من أجل إعطائهم القوة لديهم والنقاط التي يحتاجون إلى تطويرها واليوم الثاني للمباراة نكتب التقرير الخاص للجنة الحكام، شاهدت مجموعة من الحكام المتحمسين الذين أبدوا رغبتهم في التعاون معي.
ما العمل الرسمي الذي تقدمت به والخطة التي ستسير عليها مع اللجنة؟
- قال ضاحكاً... نريد أن نرضيكم كإعلام، الإعلام هنا في السعودية قاسٍ وبكثرة على الحكام، وأنا أعلنها لن تجدوا في المستقبل القريب أي مدخل على كل الحكام أو أية شكاوى، ونحن ننظر إلى أن المباريات المهمة والحساسة سنصل فيها لمرحلة عدم استقطاب الحكام الأجانب.
وهل الإعلام السبب في ما يحدث من هجوم على الحكام وحدوث أخطاء كثيرة؟
- نحن الآن نعقد محاضرات بالتعاون مع لجنة الحكام لوضع قوانين مكتوبة وواضحة بحيث تلقى أية مخالفة مصيرها، حتى إن الأمير نواف بن فيصل شدد في اجتماعه معنا على أن يكون هناك متحدث إعلامي ومن هذا المنطلق سأسعى مع عبدالله الناصر إلى ان تكون للإعلام أولويات من الاهتمام من اجل قطع الإشاعات والفبركات التي لا تفيد.
ولكن الإعلام يعاني هو الآخر من عدم وجود متحدث إعلامي رسمي للجنة من اجل الردود؟
- أنا مستشار فني للجنة الحكام ولا استطيع أن أعطي المعلومة الكاملة حول هذا الأمر لأنه من اختصاص اللجنة لكن بحسب معلوماتي فإن المسؤولين في اتحاد كرة القدم شددوا على أهمية وجود متحدث إعلامي لهذا الغرض.
وهل لديكم في بريطانيا متحدث إعلامي في لجنة الحكام؟
- نعم لدينا متحدث إعلامي ولكن هناك خطاً محدداً بخصوص هذا الأمر وأنا لم يكن مسموح لي بالتصريح، ولكن أي إعلامي يريد الاستفسار يذهب للمكتب الإعلامي وهناك سيأخذ الإجابة الكافية بعد أن يصدر بيان يوزع لكل وسائل الإعلام للتوضيح.
كيف ترى عمل لجنة الحكام الحالية؟
- اللجنة الحالية مجموعة متكاملة ومتجانسة، ولديهم خبرة عريضة اكتسبوها من العمر الكبير الذي قضوه في هذا المجال، واعرف من اللجنة الحالية الحكم الدولي السابق علي الطريفي الذي كان في"مونديال"كأس العالم في فرنسا، وخليل جلال من خلال عملي كمحلل في كأس العالم في ألمانيا الأخيرة، أعتقد أن لدى اللجنة قدرات فنية وخبرات، أعرف تماماً الحكام الجيدين لديكم الآن، بعد رمضان ستكون لنا وقفة مع المستوى الثاني من الحكام، أنا عملي مع حكام الدرجتين الدولية والأولى وسأقوم بعد رمضان بزيارة 13 لجنة فرعية في مختلف مناطق المملكة، وسأعطي يومين لكل لجنة فرعية وسيكون العمل مركزاً على التدريبات اللياقية والتطبيقية والمحاضرات وتحليل فيديو اللقطات، وكلها تعتمد على تأهيل الحكام للمسابقات المحلية.
ما تقويمك لأداء الحكام في الموسم الماضي؟
- كانت مهمتي الموسم الماضي إلقاء المحاضرات فقط، ولكن بدأت فعلياً من الشهر الماضي أعطي رأيي وأمارس عملي من ناحية إعادة الثقة لدى الحكام وبالتالي تطوير أدائهم وبدأت أوضح للحكام ماذا سيحدث في المباريات وأنا متأكد من نجاح العمل الذي أقوم به واهم عمل لدي هو عودة الثقة للحكم.
ما مرئياتكم حول السن الكبيرة لمعظم الحكام الدوليين والتي لا تقل عن أربعين سنة؟
- الحكام في بريطانيا يواصلون ركضهم حتى سن 48 سنة، حتى أنا شخصياً عندما ذهبت إلى"الفيفا"تبقت لي ثلاث سنوات في مشواري، فهم لا يعتمدون على الميلاد إنما اعتمادهم على الأداء، والتعليمات الخاصة ب?"الفيفا"الجديدة تنص على أن يكون عمر الحكم عندما يتقلد الشارة الدولية اقل من 38 سنة، بمعنى ان لكل دولة سبعة مقاعد في"الفيفا"كحكام دوليين عاملين، أنا لا استطيع تحديد السن لدى الحكام السعوديين لأنني في النهاية أظل مستشاراً ولكن لا بد من ان يكون لكل حكم طموح لا يتوقف عند حد معين فقط.
وماذا عن صعوبة وصول الحكم للشارة الدولية إلا بعد مضي سنوات طويلة؟
- لدينا في بريطانيا عشرة مستويات لهذا الأمر، الحكم في بريطانيا يبدأ مجال التحكيم منذ سن الثامنة عشرة ويبلغ عدد الحكام المسجلين أكثر من 30 ألف حكم وتوجد لدينا مئات المباريات في يومين يقودها هؤلاء الحكام وتلاحظ انه في ظل هذا العدد الهائل لا يوجد لدينا في مقاعد"الفيفا"سوى سبعة حكام كما هي الحال في كل الدول بما فيها السعودية، ولذلك الحكم هناك لا يصل إلى الدولية إلا بعد أن يكون كاملاً في كل شيء ويستحق هذه الشارة ولدينا 75 حكماً في"الفيفا".
هل أنت مع أم ضد وجود الحكم الأجنبي في الملاعب السعودية؟
- أنا أريد أن أصل لمرحلة لا نحتاج بعدها إلى الحكم الأجنبي في الملاعب السعودية، ومن وجهة نظري وحتى الآن لا أرى الحاجة لاستدعاء حكم من الخارج.
كم تتوقع الفترة التي سيتم من خلالها الاستغناء عن خدمات الحكم الأجنبي؟
- لا استطيع الإجابة عن هذا السؤال، لأننا نعمل على إعادة الثقة من جديد للحكم السعودي.
كيف ترى خطوة الاتحاد السعودي بالاستعانة بالحكم الأجنبي في المباريات الحاسمة والمهمة؟
- عملي يندرج تحت تطوير أداء الحكام، ويبقى هذا الأمر من اختصاص المسؤولين، لأنهم هم الأدرى والأعلم بهذا القرار.
الحكم السعودي تعرض في مباريات عدة إلى الإيقاف، ما رأيك في هذا الأمر؟
- ليس لدي الجواب الكافي عن هذا الموضوع بتاتاً.
وهل ترى وجود قبول لمعاقبة من ينتقد الحكام ويصرح ضدهم في الإعلام؟
- أنا لست مسؤولاً عن هذا الأمر في كل الأحوال وهذا ليس من اختصاصي.
هل ستطالب مستقبلاً باحتراف الحكم السعودي؟
- هذا الأمر من أهم العوامل التي سأعطيها جل اهتمامي لتصل للمسؤول للنظر فيها.
نوعية أخطاء الحكام السعوديين، هل تراها عادية؟
- هذه طبيعة البشر حتى في الحياة العادية تحدث أخطاء، ففي كل مباراة يحدث 300 خطأ ما بين أخطاء عادية مثل الفاول وغيرها، والأخطاء عموماً لا بد من وقوعها.
هل ستسعى لإيفاد حكام سعوديين لقيادة مباريات أوروبية حتى ولو على مستوى درجة ثانية؟
- في الفترة الماضية شارك اثنان من الحكام السعوديين هما أبوزندة وعبدالرحمن العمري في إدارة بعض المباريات في الدوري الصيني، وهذا الأمر من الأشياء التي يراها الأمير نواف بن فيصل لعمل علاقات قوية مع بعض الدول، من أجل منح الفرصة للحكام السعوديين لأخذ الخبرة خارجياً، ولكن أن تكون مشاركتهم خارجياً بقوة التنافس نفسها في مباريات الدوري السعودي لأن قيادتهم خارجياً لمباريات عادية جداً.
ما رأيك في عملية دمج طواقم الحكام السعوديين مع الأجانب على المستوى المحلي؟
- هناك نية في"الفيفا"لتكوين فرق تقود مباريات قوية، وعامل اللغة لا يعد عائقاً، المهم وجود عنصر الثقة لأنهم لو قدر وفشلوا سيندمون كثيراً، ولذلك الأهم أن يكون عامل التفاهم موجوداً.
هل مكافأة الحكم السعودي معقولة مقارنة بالدول الأخرى؟
- هذه الأمور ليست من صميم عملي، ولذلك لا استطيع الجواب على هذا السؤال.
من من الحكام لفت انتباهك حتى الآن على المستوى المحلي؟
- لم أشاهد حتى الآن سوى عشرة حكام فقط ويمكن الحكم على المستوى العام لكل الحكام بعد ستة أشهر من الآن.
من وجهة نظرك هل الحكم السعودي يتأثر بالضغط الإعلامي؟
- دائماً اسمع من الحكام هذا الأمر، لكنني لا أقرأ الصحف لا قبل المباريات ولا بعدها حتى أعطيك رأيي الكامل.
هل تشارك اللجنة في عملية التكاليف الأسبوعية للمباريات؟
- لجنة الحكام هي المسؤولة عن التكاليف، وإذا أخذت استشارتي أقدم النصيحة بحسب معرفتي بإمكانات أي حكم لأية مباراة.
ماذا ينقص الحكم السعودي؟
- اللياقة البدنية والمهارات وطريقة اتصال الحكام في ما بينهم؟
مباراة النصر والهلال في الدور الثاني في الموسم الماضي كانت مثار جدل واسع في الوسط الرياضي، هل لك أن تعطينا رأيك في طاقم الحكام تلك المباراة؟
- هذه المباراة ضمن الأسباب التي من أجلها تعاقد معي الاتحاد السعودي ولكن لا يمكن أن أعطي رأيي اعلامياً عما حدث فيها.
هل التحليل التلفزيوني لأداء الحكام في المباريات أمر يساعد في النهوض بالحكم إلى المستويات العالمية؟
- الحكم الجيد لا يمكن له أن يتأثر بهذا التحليل لأن عمله في الميدان فقط.
تواجدت في الأسابيع الماضية في بعض المباريات من خلال الملعب، بماذا خرجت؟
- أنت سألتني عن رأيي في الحكام ولهذا السبب احرص على حضور اكبر قدر من المباريات على ارض الواقع لمشاهدة الحكم، لأنني لا استطيع البقاء في مكتبي على رغم أنني اتواجد في اللجنة على فترتين الأولى من التاسعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، والثانية من السادسة مساء حتى التاسعة، وأربع مباريات يتم تحليلها أسبوعياً ووجودي في اللجنة حتى تكون الأمور واضحة لدي، هناك بحق شفافية من اللجنة سواء رئيسها أو نائبه أو حتى الأعضاء ويبقى عملي الأساسي حضور المباريات في الملعب وليس عن طريق شريط الفيديو.
كلمة أخيرة؟
- أنا لا أتكلم في السياسة - قالها ضاحكاً - عموماً نريد ان نشاهد مباريات قوية وأية أخطاء تحدث هي عادية لطبيعة البشر، ولدي علاقات جيدة خصوصاً انني عملت في الاولمبياد.