ذهبت لموعدي عند اختصاصي غدد وسكري في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض - تحتفظ"الحياة"باسم الطبيب - لاستشارته في التنمل الذي أصاب أطراف أصابع اليدين، لكونه الطبيب المتابع لحالتي منذ سنوات. لما قابلت الطبيب في ممر العيادات في المستشفى سلمت عليه، وهو في طريقه إلى عيادته، وقبل أن أتحدث إليه، قال:"الكلام ليس معي، مع الممرضات"، فقلت هذا حقه وقابلت الممرضات، وتكلمت معهن. بعد الانتظار، شاهدت الطبيب خارجاً من العيادة، فقال لي:"ماذا تريدين؟"، فقلت له:"معليش يا دكتور أنا أحتاج إلى استشارتك، لأنك متابع لحالتي، عن سبب التنمل الذي أصاب الأطراف؟"، فقال بصوت عال سمعه الجميع في ممر المستشفى:"تنمل يديك أو جسمك هذا مو شغلي"، وكان أسلوبه أكثر من مستفز أمام المرضى والعاملين في المستشفى، ولم يقدر سني ولا الوضع الصحي الذي كنت فيه. في هذه اللحظة اشتد التنمل في جسمي، وفي الوقت ذاته حزنت على نفسي وبكيت مجبرة، وأنا أهم بالخروج في هذا الوضع النفسي والصحي السيئ. صادفتني ممرضة أعرفها من كثرة ترددي على المستشفى، ولما رأت حالتي أدخلتني عندها في العيادة، وأخذت تهدئ من حالتي، ولكن لم أمكث طويلاً، ففضلت الذهاب إلى المنزل، على رغم الحالة الصحية السيئة التي كنت أعيشها. ولأن الوضع النفسي لدي كان غير مقبول، خصوصاً أمام منسوبي المستشفى، ذهبت إلى المنزل، وفي طريقي إلى المنزل أصبح الفك السفلي يرتجف كثيراً لدرجة أنني لم أستطع التحكم فيه، وعند وصولي إلى المنزل أجريت تحليلاً سريعاً لنسبة السكر، فوجدته مرتفعاً إلى مستوى لم يصل إليه أبداً منذ أصبت به. ذهبت إلى أحد المراكز الطبية الخاصة، فأكد لي الطبيب المختص بأن الارتفاع المفاجئ في السكر حدث بسبب هزة عصبية، واستمرت الحال تسوء أكثر، فذهبت إلى أحد المركز الطبيبة المشهورة في الرياض عند طبيب استشاري مخ وأعصاب، والذي بدوره أكد تأثير رد الفعل هذا علي. بعد ذلك، نقلت إلى طوارئ مستشفى الملك فيصل التخصصي، وطلب مني أحد أطباء المخ والأعصاب أن أنوّم حالاً، وذلك لتشخيص حالتي بأنها عبارة عن شلل نصفي نتيجة للأسباب السابق ذكرها. في هذه الحالة، ماذا يجب علي أن أفعل؟ ومن يأخذ حقي؟ خصوصاً أن المستشفى نفسه لم ينصفني؟ ويؤكد ذلك ما قاله لي موظف في خدمات المرضى"اذهبي واشتكي"، وذلك عندما رويت له ما حصل مع الطبيب رفع صوته علي وكان يهدد بإقفال ملفي في المستشفى. لا أخفيكم أن الله وفقني في تجاوز هذه الأزمة، على رغم أنني ما زلت أعيش أعراضها، إلا أن هذا الطبيب لا يزال يمارس أسلوبه غير الإنساني مع المرضى، وأنا على يقين بأن هذا الوضع سيتكرر مع مرضى آخرين. وللتأكد من تفاصيل ما حدث أنا على أتم الاستعداد لتقديم ما يثبت تجاوزات المدعو والأخذ بحقي. الرياض - أم ماجد الشلهوب