لم يعد من المستغرب أخيراً أن يسبق الناس حديثهم عن أحد الدعاة بالنجم. الإعلام بوسائله الجماهيرية وغير الجماهيرية، أسهم في مضاعفة نجومية الدعاة الذين اقترنت نجوميتهم بمواقف فكرية مختلفة، واتجاهات دعوية متعددة، وظهر الدعاة بمظهر النجم الإعلامي الذي يتوق الناس للقائه والسلام عليه، بعد أن ظل لفترة طويلة نجماً غير متوج بسبب علمه وتأثيره الاجتماعي في مجتمعه وأمته. ويقول مشرف الصفحة الدينية في جريدة"الحياة"مصطفى الأنصاري:"إن الدعاة أخذوا يتكيفون مع متغيرات النجومية"، ويستشهد على ذلك بقوله:"نجح معظم الدعاة السعوديين في الاستفادة من كل وسيلة عصرية لنشر الدين، وربما لجأ بعضهم إلى قاعدة"الغاية تبرر الوسيلة"ومع أن هذه القاعدة غير مسلم بصحتها في كل الأحوال إلا أن اتفاق كل الناس على وسائل محددة أمر متعذر ماضياً وحاضراً... والصحيح أن البلايين من الناس اتفقوا على غايات بعينها، ولكن الصحيح أيضا أنهم اختلفوا في طرائقهم ووسائلهم لتحقيقها... وإذا كان الدعاة يتفقون على غاية واحدة هي دعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن الفرقاء لا يترددون أيضا في اتهام بعض الدعاة بأن غايتهم هي البقاء على هرم النجومية. ويشير عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور حاتم الشريف إلى أن"المخلصين من العلماء لم يسعوا إلى النجومية، وإنما الأخيرة هي التي سعت إليهم، فهم عندما ظهروا كان قصدهم نفع الناس وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، لكن ثناء الناس على علمائهم ووجهائهم من عاجل بشرى المؤمن، لكنه لا ينفي بذلك أنه قد يكون من المحسوبين علي العلماء والمصلحين من يتهافت علي الشهرة.