كانت الرضيعة نائمة في مهدها الصغير في سيارة أبيها، ولا تدرى ما يخبئه لها القدر، ولا تدري أنها ستموت جراء قسوة سارق وإهمال الأم التي تركتها في السيارة ونزلت لشراء أدوية. حنان كانت تجلس بجوار زوجها في سيارته، بعد أن أنهيا بعض الفحوصات الطبية. قام الزوج بترك زوجته في السيارة، وبها المفتاح ليقوم بصرف الدواء من الصيدلية وحدث ما حدث. تتذكر الزوجة المكلومة ما حدث لها، فتقول:"كنا خرجنا من أحد المراكز الطبية وقت الظهيرة. ومن شدة الحر تركني زوجي في السيارة بعد أن أدارها لتشغيل المكيف، وذهب إلى الصيدلية، وكانت ابنتي ترقد في سريرها على الكرسي الخلفي، وتذكرت أن هناك أشياء أخرى لابد من إحضارها من الصيدلية، فذهبت الى الصيدلية لأخبر زوجي بهذه الأشياء وتركت البنت والمفتاح في السيارة، لأنني لن أستغرق إلا دقيقة". وعلى رغم الدموع التي غلبتها، إلا أنها استمرت في اكمال الرواية فتقول:"عندما رجعت إلى السيارة لم أجدها، وأدركت أنها سرقت. لم أكن أريد أن اصدق أن ابنتي داخلها، وانهرت في الشارع، ولجأنا لكل الطرق لمحاولة إيجاد السيارة من اجل الرضيعة النائمة التي لا تدري عن شيء مما يدور حولها". وتضيف والدموع تنهمر من عينيها:"لا أستطيع تذكر تلك اللحظات مرة أخرى، فقد عشت لحظات عصيبة، وكنت على استعداد لدفع أي ثمن لعودة ابنتي، واستمر الوضع على ذلك مدة 3 ساعات حتى جاء من يخبرنا إن السيارة موجودة في أحد الأماكن، ففرحنا وهرولنا مسرعين، وأنا أدعو الله أن تكون الرضيعة بخير. حمدت الله، وقلت في نفسي أن الله استجاب لدعائي وأعاد لي طفلتي، وفتحنا السيارة وأخذت الطفلة من سريرها واحتضنتها وداعبتها والدموع تذرف من عيني، ولكنها لم تستجب لى، وشعرت ببرودة اطرافها فقمت بتدليكها، ولكنها لم تستجب لاحضاني ومداعباتي فقد فاضت روحها وذهبت الى بارئها" وتضيف:"أنا لا أقول إنها ماتت بل قتلت بغير ذنب، قتلت بسبب خطئي وقتلت بسبب سارق بلا ضمير لم يستجب لبكاء وردة لم تتفتح بعد".