وسط حضور جماهيري غفير وصيحات التحدي التي ملأت استاد الملك فهد الدولي بالاثارة"غير العادية"استطاع وبكل جدارة زعيم الكرة الآسيوية بخطواته الثابتة وجبروت خبرته اختطاف كأس ولي العهد من امام نظيره القدساوي، على رغم محاولات الاحباط التي لقيها فريق الهلال من الحملة الصحافية التي شنها رئيس نادي القادسية، والمحملة بثقة الفريق وجاهزيته للفوز في المباراة، مدعياً ان لاعبي فريقه على اتم الاستعداد المعنوي والجسدي والذي يقف خلفه داعمه المدلل جماهير الخبر، عندما تهيأ لهم حضور المباراة بحافلات مخصصة وتزويدهم بالمأكل والمشرب المجاني، وليس هذا بخطأ ولكن ما حملته الصحف تعقيباً على الحوارات التي اجراها رئيس النادي والتي كادت بأن تكون هدفاً لهبوط معنويات فريق الهلال ومن ثم جمهوره ولم يكن بحسبانه انها عادت للهلاليين بالمصلحة، اذ تمكنوا من عقد العزيمة بهدوء مفعم بالخبرة والكبرياء الشامخ للرد على ما تناقلته الصحف والتي ارعبت الجمهور. كما أن الهلال عوَّدنا على اصراره إرضاء الجمهور فقد كان حضور قائد الفريق ومشاركته بمثابة دافع لبلوغ الهدف على رغم اصابته التي اعلن عنها مؤخراً. لم نر سامي الجابر الا كما هو نجماً يلامس فرحة الجمهور بتواجده وتقويم ما يرضي طموحاتهم وآمالهم، وبقيادته التي طمأنت اللاعبين ليتمكنوا من اللعب بروح الثقة لوجود كابتنهم على رغم تغيب عدد من عناصر الفريق مثل الدعيع والذي احدث قلق الجماهير الهلالية ولكن لم تكن خبرة حسن العتيبي بالقليلة اذ دافع عن مرماه بكل جدارة الى ان احرز الفريق القدساوي هدفهم الاول ما زاد من توتر وقلق الهلال ومما جعل العتيبي يزداد حماسة للحفاظ على مرماه من هدف آخر، وهذا ما صنعه الدفاع الهلالي في حين اتفقوا على اللعب الجماعي والتركيز على هدف معين، وهذا لم يأت إلا من جدارة القدساويين وقدرتهم التي اشعلت المباراة على رغم صغر سن اغلب لاعبيهم، كما قطعوا شوطاً طويلاً لبلوغهم النهائي بعد مباريات عدة اجريت مع اقوى الاندية السعودية، وقد تمكنوا من الفوز عليهم بقيادة النجم ياسر القحطاني صاحب الخبرة الكبيرة بفترة زمنية قصيرة يراها الجميع وكذلك ما يملكه من مؤهلات عالية تؤهله للافضل دوماً. ولا شك في وصول نادي القادسية لنهائي الكأس لهذا الموسم، ومعروف أن النادي يمتلك القدرة الادارية والفنية بلاعبيه الذين امامهم مستقبل واعد لتحقيق بطولات عدة مقبلة وهذا لا يعني انه الافضل، ولكنه متمكن كما شاهدناه في مباراته الاخيرة امام الزعيم صاحب البطولات منذ زمن بعيد، وعلى رغم قرب القدساويين من الفوز الا ان الفريق الهلالي لم يشأ ذلك كما عهدناه، ولو تغيب اهم العناصر لسبب ما فهناك البديل حتى ولو كانوا اقل خبرة، فوجود اصحاب الخبرة بجانبهم يعطيهم الدافع لمواجهة من ارادوا تحديهم، كما حصل في المباراة الاخيرة واحتضانهم الكأس الى هنا يبقى الهلال سيد الأندية السعودية بلا منازع.