تحتفل منطقة عملة يورو اليوم بالذكرى العاشرة لبدء تداولها وسط إجماع مختلف الأطراف المهنية والمستهلكين حول اعتبارها"قصة نجاح"غير مسبوقة في التاريخ الحديث للتجارب الاندماجية، حصنت الاقتصادات الأوروبية منذ إطلاقها في 1999 من عواقب سلبية تنجم عن توتر أسواق المال واضطراب أسعار الصرف. وتضم منطقة يورو 16 بلداً أوروبيا آخرها سلوفاكيا التي تبدأ اليوم تعميم استخدام يورو وسحب عملتها الوطنية كورون في غضون أسبوعين. ولتقويم حجم الحماية التي توفرها يورو لاقتصادات البلدان الأعضاء، يمكن التساؤل حول التبعات الخطيرة التي كانت ستطال الاتحاد الأوروبي خلال الأزمة التي تهز النظام المصرفي والمالي منذ صيف 2007، في حال غياب الاتحاد النقدي. وتراجعت العملات الرئيسة العالمية مثل الدولار الأميركي والجنية الإسترليني خلال الأزمة بينما ظلت قيمة صرف يورو مستقرة ومغرية بالنسبة إلى المستثمرين والمدخرين. وفقد الجنيه البريطاني نحو 25 في المئة من قيمته لقاء اليورو منذ كانون الثاني يناير 2008، فيما يواصل الدولار تراجعه أمامها. وتكتسب يورو صدقية متزايدة في أوساط المال حيث ارتفعت حصتها من الاحتياطات النقدية الرسمية في العالم إلى 27 في المئة في 2008 بعد أن كانت 18 في المئة أول العقد. ويبدو أن زيادة حصة يورو من الاحتياطات تتم على حساب الدولار الذي انخفضت حصته من الاحتياطات العالمية من71 الى 63 في المئة. وتفرض مقتضيات الاتحاد النقدي الأوروبي ضبط معدلات العجز العام دون 3 في المئة من الناتج المحلي القائم وكذلك بالنسبة إلى التضخم والضغط على أسعار الفائدة وضمان استقرارها والتحكم في المديونية العامة دون 60 في المئة من الناتج المحلي. وتعد منطقة يورو 15 بلداً زائد سلوفاكيا التي تبدأ اليوم تداولها وهي الأولى من البلدان الشرقية التي تنخرط في عضوية العملة الواحدة إلى جانب البرتغال، اسبانيا، ارلندا، فرنسا، ايطاليا، بلجيكا، لوكسمبورغ، هولندا، المانيا، النمسا، فنلندا 1999، اليونان 2001، مالطا، قبرص وسلوفينيا 2007 . وقال عضو المفوضية مسؤول الشؤون المالية والاقتصادية بأن"اقتصاد سلوفاكيا يستجيب شروط الانخراط في العملة الواحدة بعد خمس سنوات على انضمامها الى عضوية الاتحاد الأوروبي". وذكر يواكيم المونيا أن"الاستجابة لشروط الاتحاد النقدي تقتضي العزيمة السياسية والنشاط الاقتصادي وحان الوقت لأن تشترك سلوفاكيا في الفوائد التي تنجم عن العملة الواحدة"إلى جانب 325 مليون نسمة يشكلون سكان البلدان الخمسة عشر المشاركة في العملة الواحدة. ويتوقع الخبير في مركز"بروغيل"للدراسات السياسية في بروكسيل أن تنضم بولندا والمجر إلى عضوية يورو في حدود 2012 بينما تنتظر دول البلطيق تجاوز الأزمة المالية واستقرار عملاتها من خلال الانخراط في آلية الصرف الأوروبية أقله لمدة سنتين، وفق مقتضيات الاتحاد النقدي. وتبحث الدنمارك خيار الالتحاق بركب العملة الواحدة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها العملة الوطنية الكرون جراء أزمة النظام المالي العالمي. وأمس استقر اليورو أمام الدولار في تعاملات خفيفة لكنه تابع طريقه لتسجيل أول هبوط سنوي في مقابل العملة الأميركية في ثلاث سنوات. وبعد ان أثارت الأزمة المالية إقبالاً من المستثمرين على شراء الدولار، ارتفع الأخير أمام سلة عملات للمرة الأولى منذ 2005. وهبط اليورو نحو 3.4 في المئة في مقابل الدولار خلال 2008، إلا أنه انتعش قرب نهاية السنة إذ قفز اكثر من 10 في المئة خلال كانون الأول ديسمبر في اتجاه يتوقع المستثمرون ان يستمر. أسعار العملات والأسهم وأمس ارتفع اليورو 0.1 في المئة في مقابل الدولار إلى 1.4064 دولار على رغم محدودية التعاملات بسبب عطلة الأسواق في طوكيو وغياب مستثمرين كثر عن السوق لقضاء عطلة رأس السنة. وحام اليورو قرب أدنى مستوياته على الإطلاق أمام الجنيه الإسترليني عند 97.47 بنس. وارتفعت العملة الأوروبية 33 في المئة أمام العملة البريطانية منذ بداية السنة. وفي مقابل الدولار حام الجنيه الإسترليني حول 1.4435 دولار بارتفاع طفيف عن أدنى مستوى في ست سنوات ونصف السنة سجله أول من أمس. وتحدد سعر أونصة الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن على 865 دولاراً. وارتفعت الأسهم الأوروبية مدعومة بمكاسب وول ستريت الليلة السابقة وصعدت أسهم المصارف في جلسة قصيرة في آخر أيام التداول عام 2008 الذي كان سيّئاً للأسواق. وارتفع المؤشر الرئيس لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا"يوروفرست 300"بنسبة 0.6 في المئة إلى 829.54 نقطة. لكن المؤشر فقد 45 في المئة منذ بداية السنة بسبب أزمة الائتمان التي زجت بعدة اقتصادات كبرى في هاوية الكساد. نشر في العدد: 16708 ت.م: 01-01-2009 ص: 20 ط: الرياض