يُقدّر البنك الدولي تكلفة التدهور البيئي والصحي الناجم عن نقص المياه والصرف الصحي، بما يزيد على واحد في المئة من إجمالي الناتج المحلي في كولومبيا و0.6 في المئة في تونس و1.4 في المئة في بنغلادش. أما التكلفة الاقتصادية في جنوب شرق آسيا فأعلى بكثير. وجاء ذلك في تقريره، لمناسبة عقد الأسبوع العالمي للمياه في ستوكهولم، وينتهي في 23 من الشهر الجاري، في وقت يحتفل المجتمع الدولي بالسنة الدولية للصرف الصحي. وشارك البنك الدوليپبرنامج المياه والصرف الصحي، لإبراز الحلول الناجحة لمشاكل القطاع التي تواجه المجتمعات المحلية المنخفضة الدخل. ونقل البنك الدولي على موقعه الألكتروني، ملخصاً عن تقريره لمناسبة أسبوع المياه، وفيه"لا تتوافر مراحيض لاثنين من بين كل خمسة أشخاص على مستوى العالم، ولا تتوفر مياه الشرب الآمنة لشخص من بين كل ستة أشخاص. ويؤدي هذا النقص إلى وفاة مليوني طفل سنوياً ويحد من حضور التلاميذ الفصول الدراسية ،ويمثل إهانة جسيمة لكرامة البشر. ويتسبب نقص الصرف الصحي في تلوث مصادر المياه". والبنك الدولي أكبر جهة مانحة خارجية في قطاع المياه، بحيث تبلغ قيمة محفظته 20 بليون دولار في مشاريع قيد الإنشاء ذات صلة بالمياه في أكثر من 100 بلد. وتركز عملياته على تحسين إدارة الموارد المائية وتوسيع نطاق إمدادات المياه بما في ذلك تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والري والصرف الزراعي وتوليد الطاقة المائية. ويعمل البنك وبرنامج المياه والصرف الصحي بالتوازي، على توجيه استعمال القروض لتحسين القطاع. ففيپأثيوبيا على سبيل المثال، يساند البنك نهج اللامركزية في البلدات والقرى ويموّل البنية الأساسية من خلال الإقراض، وفي الوقت ذاته، يقدم برنامج المياه مساعدة فنية في تصميم الاستراتيجية القومية للصحة العامة والصرف الصحي وتنفيذها. وتظهر أكثر المشاكل حدة في المناطق الفقيرة حيث الكثافة السكانية عالية ومستوى أخطار التلوث مرتفعة. ومن المشاريع الناجحة للبنك، مشروع التخلص من مياه الصرف في بومباي في الهند،پحيث ساعد على توفير خدمات الصرف الصحي لأكثر من ربع مليون شخص في أحياء فقيرة، عن طريق تأمين مراحيض عامة. ويتركز معظم استثماراته في البلدان المتوسطة الدخل، في مشاريع معالجة مياه الصرف في المدن، وهو مجال يمثل مصدر قلق كبير لها.پ ففي كولومبيا على سبيل المثال، أسفر تحسين الصرف الصحي في المناطق الحضرية عن تدفق مياه الصرف غير المعالجة في الأنهار. ويقدم البنك الدولي مساندة للمرافق العامة فيپكولومبيا لكي تزيد حجم مياه الصرف المعالجة وتصبح هذه المرافق مؤسسات فعالة تستخدم حلولاً مبتكرة على المستوى المحلي. وغالباً ما تكون مشاريع المياه والصرف الصحي في المناطق الريفية، جزءاً من عملية أوسع نطاقاً ومتعددة القطاعات. ففي اليمن وفّر البنك خدمات المياه إلى مليوني شخص في مجتمعات محلية جبلية نائية. بينما يركز برنامج المياه والصرف الصحي على تغيير السلوكيات. فيشجع أحد برامجه الرئيسة مثلاً على غسل اليدين بالصابون في بيرو والسنغال وتنزانيا وفيتنام. ويقدم البنك الدولي دعماً إضافياً لتوسيع نطاق الحصول على الصرف الصحي الأساسي والصحة العامة، من خلال فريق الاستجابة السريعة المؤلف من مهنيين في مجال الصرف الصحي ويقدم مساعدة فنية ومساندة استشارية لفرق المشاريع.