سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"نيويورك تايمز" تجري حواراً مع القيادي الجزائري وتنشر تفاصيل عن التحاق "الجماعة السلفية" بتنظيم بن لادن . زعيم الفرع المغاربي ل "القاعدة" يهدد بهجمات ضد المصالح الأميركية
دافع عبدالمالك درودكال أبو مصعب عبدالودود، زعيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، عن انضمام تنظيمه إلى"القاعدة"بزعامة أسامة بن لادن، معتبراً أن هذا التحالف الذي أثمر في 2007 قيام فرع ل"القاعدة"في شمال افريقيا كان"ضرورة شرعية"، مهدداً بتوجيه ضربات إلى المصالح الأميركية بما فيها النفطية. وقال درودكال في حوار مع صحيفة"نيويورك تايمز"بثت أجزاء من تسجيل صوتي له بالعربية على موقعها الالكتروني أمس إن الانضمام إلى"القاعدة"كان بغرض"خوض معاركنا تحت راية واحدة"، لافتاً إلى أن الهدف هو مواجهة"النظام الدولي الذي كله ظلم وإجحاف على المسلمين". وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها زعيم"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"إلى وسيلة إعلامية، بعدما دأبت قيادات التنظيم على إجراء اللقاءات الصحافية وبثها عبر مواقع التنظيم على شبكة الانترنت وكان آخرها مقابلة أجريت مع"أمير"المنطقة التاسعة الصحراوية مختار بلمختار عام 2006. وتحدث درودكال عن قصة الانضمام إلى"القاعدة"وقال إنها تمت عبر قنوات عدة بين 2004 و2005، موضحاً أن الأمير السابق ل"القاعدة في بلاد الرافدين"أبو مصعب الزرقاوي هو إحدى هذه القنوات. وأضاف:"عملية الانضمام اعتمدت على قنوات أخرى أيضاً واتصالات ساهم فيها إخوة آخرون". وتحفظ عن ذكر هذه القنوات بدقة ولا حتى أسماء"الوسطاء"بين"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"وتنظيم"القاعدة". لكن"نيويورك تايمز"أشارت إلى أن الاتصال تم مع الزرقاوي بعد اعتقال القيادي في"الجماعة السلفية"عماري صايفي عبدالرزاق البارا في تشاد، بمساعدة من القوات الأميركية التي كانت تتابعه مع مقر قيادة في شتوتغارت منذ مشاركته في 2003 في عملية خطف سياح أجانب في الصحراء الجزائرية والافراج عنهم لقاء فدية مالية ضخمة. وذكرت الصحيفة أن"الجماعة السلفية"اتصلت بالزرقاوي لتسأله إن كان في الإمكان خطف رهائن فرنسيين لمبادلتهم ب"البارا"من خلال الضغط على الفرنسيين ليضغطوا بدورهم على التشاديين الذين اعتقلوا الناشط الجزائري، وان مسؤول"القاعدة في بلاد الرافدين"وافق على ذلك، إلا أن"البارا"كان سُلّم إلى الجزائر قبل القيام بأي عمل لتحريره. وذكرت الصحيفة الأميركية في تقرير طويل عن"الجماعة السلفية"وانضمامها الى"القاعدة"، أن الزرقاوي هو من نصح الجماعة الجزائرية بالانضمام الى تنظيم بن لادن وبدأ يشير إليها في خطاباته منذ 2005. وتابعت أن الاتصالات بين"الجماعة السلفية"و"القاعدة"تواصلت بعد الزرقاوي من خلال قياديين من شمال افريقيا في تنظيم"القاعدة"مباشرة وليس فرعه العراقي فقط. ونقلت عن مسؤول في الاستخبارات الألمانية أن الرجل الثاني في"القاعدة"الدكتور أيمن الظواهري أرسل"رسالة خاصة"إلى درودكال هذه السنة ليطلب منه"الانتقام"لقضية الرسوم المسيئة للرسول الكريم والتي نُشرت في الدنمارك. وتحدث درودكال في المقابلة مع"نيويورك تايمز"عن الجزائريين الذين التحقوا بصفوف تنظيم"القاعدة"في العراق، قائلاً إن أعدادهم قليلة جداً. وقال:"نعم لدينا تأييد ودعم من أمتنا الإسلامية"، مضيفاً:"لن تتردد في ضرب الولاياتالمتحدة كلما، وأينما، استطعنا ذلك وفي أي مكان من العالم". وتساءل درودكال أ ف ب:"إذا كانت الادارة الاميركية تعتبر حربها ضد المسلمين شرعية، فلماذا لا نعتبر نحن حربنا على اراضيها شرعية ايضاً؟". وأضاف:"يجب ان يعلم الجميع اننا لن نتردد في ضرب الولاياتالمتحدة كلما واينما استطعنا وفي اي مكان من العالم". ورداً على سؤال حول اغتيال اربعة سياح فرنسيين في موريتانيا في كانون الأول ديسمبر قال درودكال:"لدينا علاقات مع الاخوان الذين نفذوا ذلك. دربنا بعضهم. اننا نمنحهم دعمنا لتمكينهم من تنفيذ مثل تلك العمليات". وقال:"وجدنا انفسنا على لائحة الولاياتالمتحدة السوداء متهمين بالارهاب في 2001. ثم تبين لنا ان اميركا تبني قواعد في جنوب بلادنا وتقوم بمناورات وتستحوذ على نفطنا وتخطط للسيطرة على غاز بلادنا". وأكدت"مصادر عسكرية أميركية رسمية"استندت إليها"نيويورك تايمز"ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب لديه ما بين 300 الى 400 مقاتل يختبئ معظمهم في الجبال التي تقع شرق الجزائر العاصمة، وشبكة دعم تقدر بنحو مئتي شخص في بقية انحاء البلاد.