تدهور الوضع الامني في شكل خطر في شمال مالي حيث ادت اشتباكات بين الجيش ومتمردي الطوارق في اليومين الأخيرين الى سقوط 32 قتيلاً في اكبر حصيلة تسجل منذ سنوات في هذه المنطقة الواقعة على الحدود مع الجزائر. وأعلن الناطق باسم الجيش المالي عبدالله كوليبالي ان 15 جندياً و17 مهاجماً قتلوا فيما جرح ستة جنود و25 مهاجماً. واستهدف هجوم صباح الاربعاء مركز ابيبارا العسكري الذي يبعد 150 كلم شمال كيدال كبرى مدن هذه المنطقة القريبة من الجزائر. وعن الوضع في منطقة ابيبارا، قال الناطق باقتضاب:"لا نواجه اي مشكلة". وعبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ من هذه المواجهات. وقال في بيان ان"المواجهات الاخيرة تؤكد الضرورة الملحّة للتوصل الى حل فوري ودائم لهذا النزاع لتتمكن مالي من التركيز على اولوياتها في مجال التنمية وتعزيز ديموقراطيتها". وقالت مصادر قريبة من المتمردين ان المهاجمين كانوا في نحو اربعين من السيارات الرباعية الدفع. وأضافت ان المواجهات استمرت ساعات وغادر المتمردون المنطقة قبل وصول تعزيزات حكومية من كيدال. وكانت الهجمات وعمليات الخطف والمواجهات المسلحة تزايدت اخيراً في منطقة كيدال التي ينتعش فيها تهريب كل انواع البضائع من المخدرات الى السجائر وتشكل نقطة عبور للمهاجرين بطريقة غير مشروعة من اوروبا جنوب الصحراء الى اوروبا. وينشط في المنطقة انصار زعيم المتمردين ابراهيم اغ باهانغا الذي استأنف القتال في آذار مارس الماضي قبل ان يوقع في الثالث من نيسان ابريل في طرابلس الغرب، بروتوكولاً ينص على إنهاء الاعمال العدائية ووقف اطلاق النار مع باماكو. وأوضح مصدر في الطوارق ان الهجوم استهدف"الانتقام لمقتل القائد بركة شيخ"العضو في"التحالف الديموقراطي ل 23 ايار من اجل التغيير"تمرد الطوارق السابق والذي عثر على جثته في 11 نيسان قرب كيدال. وأضاف ان عناصر مجموعة اغ باهانغا كانوا في عداد المهاجمين. ويبدو ان قادة المتمردين عقدوا اجتماعاً قبل 48 ساعة من الهجوم لتعيين قائدي العملية با موسى والشيخ اغ عوسه، وهما متمردان سابقان من الطوارق في التحالف الذي وقع اتفاق السلام في الجزائر في تموز يوليو 2006. وانضم عدد كبير من اعضاء التحالف الى حركة التمرد. وصرح مسؤول في لجنة متابعة اتفاقات الجزائر التي تضم ممثلين عن الحكومة المالية ومتمردين طوارق سابقين والوسيط الجزائري، بأن"القائد با موسى والشيخ اغ كانا على رأس المتمردين الذين خاضوا معارك عنيفة مع الجيش المالي". وأضاف المصدر نفسه:"ارادوا الثأر لمقتل القائد بركة". وكان هذا المتمرد السابق انضم الى الجيش المالي بعد توقيع اتفاق الجزائر الذي انهى تمرد الطوارق رسمياً. وبعد اغتيال هذا الضابط غادر كل اعضاء التحالف الديموقراطي للتغيير الذين كانوا يشاركون في عملية السلام، كيدال لاستئناف التمرد. ورافق تدهور الوضع على الصعيد الامني في نيسان، توتر ديبلوماسي مع الجزائر احدى الدول الكبرى التي تتوسط في النزاع بين باماكو والمتمردين الطوارق. وعلقت الوساطة الجزائرية بعد انتقادات وجهتها الصحف المالية. وكان وزير الخارجية المالي مختار عوان اعلن من الجزائر الاثنين، ان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اكد ان بلاده ستستأنف وساطتها في النزاع بين الحكومة المالية والمتمردين الطوارق.