قال مبعوث للأمم المتحدة إن السياسيين الصوماليين الذين سيشاركون في القمة التي تعقد في كينيا الأسبوع المقبل امامهم فرصة عظيمة لانهاء 18 عاماً من الصراع ودفع عملية السلام قدماً والتي لم تحقق حتى الآن تأثيراً يذكر على الأرض. ويجتمع رؤساء الدول ووزراء مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية"ايغاد"لدول شرق أفريقيا في نيروبي، عاصمة كينيا، يومي الثلثاء والأربعاء. ووجهت الدعوة إلى المشرّعين الصوماليين وآخرين لحضور الاجتماع للتشاور. ويدور حديث في الدوائر الديبلوماسية عن اقناع الحكومة الصومالية باشراك شخصيات معارضة معتدلة في ادارتها. كما ترددت تكهنات بانتقال الحكومة الصومالية مرة أخرى إلى نيروبي التي تشكلت فيها الحكومة الصومالية أول مرة، نظراً إلى هجمات المتمردين على العاصمة الصومالية وعلى بيداوة التي يوجد فيها مقر البرلمان. وقال أحمد ولد عبدالله مبعوث الاممالمتحدة إلى الصومال الذي يتوسط في محادثات بين الحكومة وجناح معتدل من"تحالف اعادة تحرير الصومال المعارض"، إن أي تحرك في اتجاه المصالحة سيحظى بالترحاب. وقال في مقابلة جرت معه في ساعة متقدمة ليل الخميس:"سأسعد كثيراً بأي تقدم. إذا تشكلت حكومة وحدة وطنية سواء هنا في نيروبي أو أي مكان آخر سيسعد الصوماليون أولاً بها كثيرا كما سنسعد بها نحن كثيراً أيضاً". ويتوقع أن يكون ولد عبدالله سافر إلى جيبوتي أمس الجمعة للقاء ممثلي الحكومة و"تحالف اعادة تحرير الصومال"الذين وقعوا خطة سلام موقتة هناك في وقت سابق من العام. وقال:"سنبذل قصارى جهدنا لتشجيع نجاح السلام في الصومال وندعم القمة". وتعهد معارضون متشددون لحكومة الصومال التي يدعمها الغرب وتحميها القوات الاثيوبية، بعدم قبول أي اتفاق إلى أن تسحب أديس أبابا قواتها. وصعّد المتمردون الاسلاميون هجماتهم على الحكومة وعلى القوات الاثيوبية خلال الشهور القليلة الماضية. وقال ولد عبدالله"لست متفاجئاً بأعمال العنف هذه. أعتقد انها ستتواصل لفترة. لكن من وقّعوا عازمون على المضي قدماً ويلقون تأييداً قوياً من المجتمع الدولي. سواء في يوغوسلافيا سابقاً أو ليبيريا أو دول أخرى يعقب أي اتفاق موجات من العنف لأن المخرّبين ومن يرعاهم سياسياً ومالياً يقولون لهم استمروا وكل شيء سينهار". وصرّح بأن التقدم المحدود الذي تحقق حتى الآن كان"معجزة"في إطار واحد من أكثر صراعات العالم تعقيداً. وقال ولد عبدالله:"جعلناهم يوقّعون ويسافرون معاً إلى ستوكهولم. والتقوا معاً مع مجلس الأمن وكانوا معاً في جنوب افريقيا. هذا بالنسبة إليّ معجزة. الكل يريد أن يضم آخرين الى الركب ويشرك المزيد من الناس. لكن لا... نحن نسير بالسرعة التي تناسبنا ونضع في الاعتبار 18 عاماً من العنف والدمار". ورحب موفد الأممالمتحدة بالتحرك الدولي للتصدي لنشاط القراصنة قبالة سواحل الصومال وارسال مزيد من السفن الى المنطقة لتنظيم دوريات حراسة والتصدي لعصابات تحتجز نحو 12 سفينة و200 رهينة.