تخوّف العالم من أن تؤدي تحرشات الزوارق العسكرية الإيرانية في مضيق هرمز، بوحدات من الأسطول الأميركي، إلى دفع أسعار النفط العالمية نحو الارتفاع إلى مستوى قياسي جديد، وأن تؤدي التوترات العسكرية في المضيق إلى شل إمدادات النفط والغاز إذ يعتبر المضيق ممرًا لنحو 40 في المئة من معروض النفط العالمي، إلى 31 مليون طن من الغاز الطبيعي السائل تصدّرها قطر إلى آسيا وأوروبا. وارتفع سعر مزيج"برنت"خام القياس الأوروبي أكثر من دولار للبرميل في التعاملات الآجلة أمس، بسبب مخاوف مستمرة بشأن مستقبل الطلب مع تباطؤ الاقتصاد الأميركي، لتتوقف موجة هبوط استمرت ثلاثة أيام. وكسب مزيج برنت 1.01 دولار ليبلغ 95.40 دولار للبرميل بعد ان صعد قبل ذلك بقليل إلى 95.55 دولار. وارتفع الخام الأميركي 0.67 دولار إلى 95.76 دولار للبرميل، والسولار ستة دولارات إلى 822.50 دولار للطن. وتوقعت هيئة الأرصاد الوطنية في الولاياتالمتحدة في تقريرها الأسبوعي ان ينخفض الطلب على وقود التدفئة عن المستوى المعتاد بنسبة 38.5 في المئة في الأسبوع الجاري مع ارتفاع درجات الحرارة باكراً في معظم أجزاء البلاد. وفي استطلاع أجرته وكالة"رويترز"لآراء المحللين قبل صدور بيانات المخزون اليوم توقع محللون ان يكون مخزون الخام في الولاياتالمتحدة انخفض بواقع 900 ألف برميل الأسبوع الماضي، للمرة الثامنة، ليهبط مستواه دون 300 مليون برميل. وأشار الاستطلاع الى احتمال زيادة المشتقات الوسيطة بواقع 300 ألف برميل والبنزين بواقع 2.1 مليون برميل. وقال وزير الطاقة الفنزويلي رفاييل راميريز ان ما من حاجة لزيادة منظمة"أوبك"إنتاجها، وتوقع ان تبقى الأسعار قرب مئة دولار نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج والمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي. وقال مندوب لدى"أوبك"ان من المستبعد ان تغير المنظمة سياستها الإنتاجية في الاجتماع الذي تعقده في الأول من شباط فبراير المقبل إذا ظلت الأسعار قريبة من مستواها الحالي. وعزا وزراء من"أوبك"ارتفاع الأسعار إلى مئة دولار الى مضاربات وتوترات سياسية عالمية لا الى عوامل العرض والطلب. وازدادت التوترات السياسية بعد صدور تقرير صحافي عن تحرش خمسة زوارق تابعة للحرس الثوري الإيراني مطلع الأسبوع بثلاث سفن للبحرية الأميركية في مضيق هرمز وهو ممر رئيسي لشحن النفط يقع قبالة ساحل إيران. ويتخوف محللون من ان تحاول إيران، وهي ثاني أكبر منتج للنفط الخام في"أوبك"، عرقلة حركة السفن عبر الممر المائي الإستراتيجي إذا لجأت الولاياتالمتحدة إلى شن عمل عسكري عليها بسبب برنامجها النووي. ويساور القلق قادة البحرية الأميركية من لجوء إيران إلى زرع الألغام في المضيق والخليج عموماً ضمن أي مواجهة عسكرية رئيسة. ويعد المضيق الذي يقع قبالة الساحل الإيراني في مدخل الخليج أهم ممر مائي في العالم نظراً للحجم الهائل من صادرات النفط التي تعبره يومياً. وتقول إدارة معلومات الطاقة الأميركية ان إمدادات النفط عبر المضيق تشكل نحو 40 في المئة من إجمالي المعروض النفطي المتداول عالمياً. ويتذبذب الرقم مع تغير إنتاج"أوبك". وتمر صادرات قطر، أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، عبر المضيق في طريقها إلى آسيا وأوروبا. وتبلغ هذه الشحنات 31 مليون طن سنوياً.