اتهمت القاهرة أمس تل أبيب ب "فبركة" شريط مصور بثته القناة العاشرة الإسرائيلية وقالت إنه يظهر جنوداً مصريين يضربون حتى الموت لاجئين سودانيين حاولا التسلل إلى إسرائيل عبر الحدود الدولية. وقال مصدر أمني رفيع ل "الحياة" إن"ما أذاعه التلفزيون الإسرائيلي محض افتراء، ولو كان هناك قتلى من المهاجرين غير الشرعيين، لأصدرت وزارة الداخلية بياناً يوضح الأمر". وكانت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أذاعت تقريراً مصوراً مساء الخميس زعم أن"صوراً التقطها ضباط الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء تظهر جنوداً مصريين وهم يضربون بالعصي حتى الموت لاجئين سودانيين حاولا اجتياز الحدود إلى إسرائيل". وقال ضابط إسرائيلي إن"المصريين حاولوا إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين الذين سعوا إلى مساعدة أحد السودانيين لإنقاذه من أيدي الضباط الذين سحبوه وانهالوا عليه ضرباً بالعصي حتى لقي حتفه". وأشار إلى أن"الصور التقطت عبر مناظير ليلية وكاميرات للجيش"، وزعم أن"الجنود المصريين يلاحقون اللاجئين على الحدود وهم يطلقون عليهم النار"، لافتاً إلى أن"إسرائيل تخشى من أزمة ديبلوماسية مع مصر إن هي عرضت كثيراً من الحوادث التي يرتكبها الجنود المصريون بحق السودانيين على الحدود". وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أعلن الشهر الماضي أنه اتفق مع السلطات المصرية على تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود لمنع المتسللين. وبالفعل، كثفت الشرطة عملياتها واعتقلت عشرات المتسللين، معظمهم سودانيون حاولوا الاستفادة من تعهد إسرائيلي بمساعدة"مجموعة صغيرة من لاجئي دارفور". غير أن المصدر الأمني المصري أكد أن"الجنود لا يطلقون النار مباشرة على المهاجرين غير الشرعيين ويحاولون القبض عليهم"، مشيراً إلى أنه"في حال حاول هؤلاء الاعتداء على قوات الأمن لدى محاولتها منع تسللهم، يطلق رجال الأمن النار دفاعاً عن النفس وتأدية لمهامهم وإن كان هناك قتلى بين المهاجرين تعلن وزارة الداخلية ذلك في بيان رسمي، فالضباط على الحدود وظيفتهم حماية أمن البلد". وشدد على أن"أحداً من المهاجرين غير الشرعيين لم يقتل في الليلة التي أشار إليها التقرير الإسرائيلي". وتساءل مستنكراً:"كيف عرف الإسرائيليون أن القتيلين المزعومين سودانيان؟". وكانت الحدود الدولية بين مصر وإسرائيل شهدت استنفاراً أمنياً خلال الفترة الأخيرة في محاولة للحد من هجرة الأفارقة غير المشروعة. وتشير بيانات رسمية إلى أن أكثر من 140 شخصاً حاولوا التسلل إلى إسرائيل خلال النصف الأول من العام الجاري، بينهم 91 رجلاً وشاباً و19 سيدة وفتاة، إلى جانب 30 طفلاً وطفلة. وبلغت محاولات تسلل السودانيين ذروتها خلال حزيران يونيو الماضي، إذ ناهز عددهم 106، منهم 61 رجلاً وشاباً، و17 سيدة وفتاة، و28 طفلا وطفلة. وأعلنت الشرطة المصرية مقتل أحدهم قبل أسبوعين.