بدا أمس أن "مراجعات" الأمير السابق ل "جماعة الجهاد" المصرية سيد إمام الدكتور فضل باتت قاب قوسين أو أدنى من الصدور رسمياً، إذ أفيد أن نصها أُحيل على لجنة مختصة في الأزهر لدرسها دراسة شرعية والموافقة عليها قبل طبعها وتوزيعها. وسيتزامن صدور المراجعات مع إطلاق مجموعة كبيرة من السجناء المحسوبين على"جماعة الجهاد"، ربما الأسبوع المقبل. وقال أسامة أيوب، القيادي"الجهادي"في ألمانيا، ل"الحياة"في اتصال هاتفي أمس، إن الدكتور فضل أبلغه قبل أسابيع أنه انتهى من إعداد المراجعات التي ستصدر تحت عنوان"ترشيد الجهاد في مصر والعالم"، وانها تقع في كتاب من نحو 90 صفحة، ولن يكون فيها ذكر مباشر ل"القاعدة"، وإن كان واضحاً أن المقصود بالنقد هو هذا التنظيم وعملياته. وأكد أيوب أن الدكتور فضل كانت لديه تحفظات منذ التسعينات، أي قبل سنوات من تسليمه إلى مصر في 2004، على العمليات التي تقوم بها جماعات توصف ب"الجهادية"ويسقط فيها ضحايا مدنيون. وأوضح أنه كان على اتصال به خلال وجوده في اليمن في النصف الثاني من التسعينات وناقشا عمليات تفجير وقتل في دول عربية، خصوصاً الجزائر التي كانت تشهد آنذاك موجة مذابح وتفجيرات عشوائية تبنتها"الجماعة الإسلامية المسلحة". وتابع أن الدكتور فضل كان متحفظاً جداً على مبرر"التترس"الذي قدمته جماعات فجّرت أماكن عامة وقتلت أبرياء بحجة أنه لم يمكنها الوصول إلى من تعتبرهم"كفاراً"أو"مرتدين"سوى بقتل أبرياء أيضاً. وقال أيوب إنه لا يعرف بالتحديد متى ستصدر المراجعات الجديدة، لكنه قال إن الدكتور فضل هو من أعدها ولم يشترك معه فيها أي من قادة"جماعة الجهاد"المسجونين في مصر. وشدد على أهمية الموقف الجديد للدكتور فضل الذي تنازل عن"إمارة الجهاد"في 1993 كونه أحد أهم المراجع التي يعتمد عليها"الجهاديون"حول العالم، إذ أن كتبه مثل"العمدة في إعداد العدة"أواخر أيام الجهاد الأفغاني و"الجامع في طلب العلم الشريف"في التسعينات كانت تُدرّس في معسكرات"القاعدة"في أفغانستان. ودعا أيوب السلطات المصرية إلى الاهتمام بالسجناء الإسلاميين المفرج عنهم، قائلاً إن كثيرين منهم بلا عمل ولا معيل بعدما قضوا سنوات طويلة في السجون، لافتاً إلى أن بعضهم أكمل دراسات عليا في السجن ويمكنه تقديم مساهماته للمجتمع. أما ياسر السري، مدير"المرصد الإعلامي الإسلامي"في لندن، فقال ل"الحياة"إن"مراجعات"الدكتور فضل أحيلت على لجنة شرعية في الأزهر لدرسها والموافقة عليها، وإن الكتاب الجديد سيكون في 100 صفحة تقريباً وردت معلومات مماثلة في موقع مصري على شبكة الانترنت أمس. لكن السري قال إنه ليس واضحاً بعد هل ستقبل السلطات المصرية طلب الدكتور فضل أن يُنشر كتابه الجديد مدموجاً بكتابه القديم"العمدة"، إذ يرى الأمير السابق ل"جماعة الجهاد"أن كتاب"العمدة"أساء بعض"الجهاديين"فهم أجزاء منه، وإن لصق"المراجعات"ب"العمدة"سيزيل سوء الفهم هذا. وقال السري إن حواراً تلفزيونياً أجري مع الدكتور فضل في سجنه، لكن ليس واضحاً إن كان سيبث، ومتى سيبث إذا تمت الموافقة على بثه. وقال أيضاً إن موقف المهندس محمد الظواهري، شقيق الدكتور أيمن الظواهري الرجل الثاني في"القاعدة"، ما زال غير واضح، وإن كان يتردد أن لديه بعض التحفظات على"المراجعات". وأضاف أن القيادي"الجهادي"الآخر عبود الزمر وافق على مبادرة الدكتور فضل من منطلق"سياسي"إذ أنه يدعم أي خطوة تساعد في تحسين الأوضاع في البلاد وطي مرحلة قانون الطوارئ ووقف العنف، لكنه لم يتبن"المراجعات"بعد من ناحية"شرعية". وزاد أن القيادي السابق في"جماعة الجهاد"أحمد حسين عجيزة الذي سُلّم من السويد في 2001 وافق على المبادرة، وكذلك الضابط المصري"الجهادي"عبدالعزيز الجمل الذي سلّمته صنعاء إلى القاهرة مع الدكتور فضل في 2004، لكن بعض القياديين الآخرين المسجونين مثل مجدي سالم ومحمد الشرقاوي وأحمد سلامة مبروك يعترضون عليها. وأصدر القيادي المصري محمد الحكايمة قبل أيام بياناً باسم"القاعدة في أرض الكنانة"رفض فيه مراجعات الدكتور فضل، معتبراً أنها من انتاج المخابرات المصرية. ولم يصدر حتى الآن أي موقف علني من الدكتور أيمن الظواهري نفسه، علماً أن الأخير تولى إمارة"جماعة الجهاد"خلفاً للدكتور فضل عام 1993 في الخرطوم.