كشفت مصادر وثيقة الصلة بقيادات "الجهاد" المسجونة في مصر أن مبادرة شاملة لوقف العنف ستعلن على الأرجح في 30 حزيران يوينو الجاري، لتتزامن مع مبادرة وقف النار التي أعلنتها "الجماعة الإسلامية" في 5 تموز يوليو 1997. وقالت مصادر مطلعة على هذا الملف إن إعلان القادة"الجهاديين"مبادرتهم يُعتبر أقوى رد على بيان القيادي الإسلامي المصري محمد خليل الحكايمة الذي انتقد"مراجعات"أعدها الأمير السابق ل"جماعة الجهاد"سيد إمام الدكتور فضل مع عدد من قادة الجماعة المسجونين في مصر. وقالت المصادر ان إعلان المبادرة المرجح في 30 الجاري، أو قبله أو بعده بأيام قليلة سيتزامن مع صدور الوثيقة الشاملة لسيد إمام ل"ترشيد العمل الجهادي"التي ستكون في 100 صفحة من القطع المتوسط. وأوضحت أن الوثيقة ستُضاف إلى كتاب"العمدة في إعداد العدة"الذي يُعد بمثابة"دستور"للحركات الأصولية الإسلامية، ليُجمعا معاً وتصدر طبعة جديدة من الكتاب. وتابعت أن إعلان المبادرة سيعني أن"ملف الجهاد"أُغلق بنسبة 90 في المئة، وسيتوّج بإفراجات عن قياديي هذه الجماعة على فترات، مشيرة إلى أن السجون المصرية لا يزال فيها نحو 2000 معتقل من"الجهاد". وتوقعت المصادر أن تفرج السلطات عن دفعة كبيرة من المعتقلين مع إعلان المبادرة. وكان الحكايمة أصدر قبل أيام بياناً باسم"تنظيم القاعدة في أرض الكنانة"انتقد فيه"مراجعات"أعدها الأمير السابق ل"جماعة الجهاد"سيد إمام الدكتور فضل مع عدد من قادة الجماعة المسجونين في مصر، لكن محللين رأوا أن صدور هذا البيان ما هو إلا محاولة لعرقلة إقرار المراجعة. وكان الدكتور فضل، وهو أبرز منظّري الحركات"الجهادية"في العالم، دعا في بيان له إلى"ترشيد العمليات الجهادية"وتحدث عن وثيقة مراجعات ستصدر قريباً. وانتقد إمام ظهور ما وصفه بأنه صور جديدة من"القتل باسم الجهاد انطوت على مخالفات شرعية كالقتل على الجنسية أو لون البشرة أو المذهب"، معتبراً أنها"عدوان"، وأكد أنه يكتب مراجعة عنوانها"وثيقة ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم"استحسنتها معظم الفصائل الجهادية ووقع عليها مئات المعتقلين الجهاديين. كما استبق الدكتور فضل الانتقادات التي يُتوقع أن تثار ضد الوثيقة، قائلاً:"لا يجوز الرفض المسبق لما ورد في هذه الوثيقة بحجة أنها كتبت في السجن، أو بدعوى أنه"لا ولاية للأسير"، فأنا لم أدّع الولاية على أحد ولا ألزم أحداً برأيي باسم طاعة القيادة، فهذا شيء لا وجود له، ولا أدعي أهلية الفتوى ولا الاجتهاد، وإنما أنا مجرد ناقل علم". وكان الحكايمة ألمح في بيانه إلى أن مراجعات الدكتور فضل جاءت تحت ضغط. وقال في بيان باسم"مراجعات الجهاد... حقائق ومسلمات"، إن"الأبحاث الشرعية الجديدة الصادرة من وراء شمس الحرية ما هي إلا نتاج مشروع استراتيجي للمخابرات المصرية"بدأ قبل عشرة أعوام وأُطلق عليه"خطة الاستقطاب والحوار، أي إضرب بقوة ولكن في الوقت نفسه لا مانع من أن تحاور، ولكن شرط أن تستقطب أنت من تحاوره إلى ما تريده". وقال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان إن الحكايمة أضعف من أن يوجه انتقاداً إلى الدكتور فضل، مشيراً إلى أن هجومه لن يكون له تأثير بالنظر إلى مكانة الدكتور فضل الذي توقع حدوث هذا الهجوم واستبقه"بردود حاسمة". ورأى أن مسألة الهجوم قد تكون تمت بتنسيق مع الدكتور أيمن الظواهري"لكن الظواهري لن يعلن موقفه من مبادرة الدكتور فضل لأسباب شخصية". وقال إن محاولة الحكايمة"محاولة يائسة"لإضعاف مبادرة الدكتور فضل و"زيادة عدد من لم يحسموا أمرهم وزيادة المتشككين"من بين قادة"الجهاد"المعتقلين في مصر.