كشف محامي الإسلاميين منتصر الزيات انتقال الأمير السابق ل"جماعة الجهاد"المصرية ومنظّرها الأبرز السيد إمام عبدالعزيز الشريف المعروف بلقب"الدكتور فضل"إلى سجن الفيوم ومعه القياديان في"الجهاد"نبيل نعيم وعبدالعزيز الجمل وآخرون للقاء قواعد مجموعات"الجهاد"وعرض المبادرة التي أعدها في شكلها النهائي بعد إقرارها كما هي من جانب الأزهر الشريف. وقال الزيات ل"الحياة"إن اللقاءات أسفرت عن"نتائج هائلة.. كنا نتوقع نجاحاً، لكن لم نكن نتوقع نجاحاً بهذا الشكل. فالكل ينضم والوثيقة تستوعب الجميع". وكشف الزيات الذي روّج لمبادرة وقف العنف عندما أطلقتها"الجماعة الإسلامية"في مصر في العام 1997، أن السلطات المصرية أفرجت عن آخر أفراد مجموعة"بولاق الدكرور"، ولم يتبق من أعضائها في السجن سوى طارق الزمر وعبود الزمر. وأشار إلى أن مجموعة بولاق الدكرور المعروفة أيضاً ب"خلية ناهيا"، هي من أقدم مجموعات الجهاد. وتابع:"نبيل بكر ومحمد أبو حديد وإبراهيم حلاوة جميعهم خرجوا، وكان آخر المفرج عنهم محمود عبدالسميع المحبوس على ذمة قضية طلائع الفتح 1993". وثمّن الزيات توقيت انتقال سيد إمام إلى سجن الفيوم، مشيراً إلى أن تأخر إعلان الوثيقة أثار تأويلات إعلامية وتكهنات غير صحيحة. وتابع:"انتقال سيد إمام قطع الطريق على انتشار مثل تلك التأويلات". وعن موعد إعلان الوثيقة النهائية التي يصل عدد صفحاتها إلى 107، قال الزيات:"الكرة الآن في ملعب سيد إمام. فبعد موافقة الأزهر على الوثيقة من دون أي ملاحظات، أصبح عليه اختيار الميعاد المناسب". لكن المحلل السياسي في شأن الجماعات الإسلامية الباحث في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في"الأهرام"ضياء رشوان توقع إعلان الوثيقة خلال الشهر المقبل، وقال ل"الحياة":"قد يتم إعلانها في مناسبة لها علاقة بأعمال العنف، وفي الشهر المقبل، تشرين الثاني نوفمبر، تمر الذكرى العاشرة لحادثة الأقصر التي أطاحت وزير الداخلية السابق حسن الألفي وجيء بالوزير الحالي حبيب العادلي الذي بدأ منهاجاً جديداً في التعامل مع ملف الجماعات الإسلامية". وأكد رشوان كلام الزيات في شأن التأثير الكبير لوثيقة سيد إمام، مشيراً إلى أنها"ستخرج عن الحدود المصرية وستصل إلى العالم كله". واعتبر في تصريح الى"الحياة"أنها"من أقوى الضربات التي وجهت إلى القاعدة... فتاريخ سيد إمام معروف وتأثيره مشهود له، وأي كلام عن انتكاسات هو محض تأويلات ليس أكثر". ويقود الدكتور فضل المسجون في مصر منذ تسليمه من اليمن العام 2004، وهو أبرز منظّري الحركات"الجهادية"في العالم، عملية مراجعة لأفكار"جماعة الجهاد"التي كانت مسؤولة عن الكثير من أعمال العنف في مصر في تسعينات القرن الماضي. ودعا الدكتور فضل، وهو صاحب كتاب"العمدة في إعداد العدة"الذي يعد دستوراً لكل الحركات الأصولية التي تتخذ من العنف مسلكاً، في بيان له قبل شهور إلى"ترشيد العمليات الجهادية". وانتقد إمام ظهور ما وصفه بأنه صور جديدة من"القتل باسم الجهاد انطوت على مخالفات شرعية كالقتل على الجنسية أو لون البشرة أو المذهب"، معتبراً أنها"عدوان". وأصدر القيادي المصري محمد الحكايمة قبل شهور بياناً باسم"القاعدة في أرض الكنانة"رفض فيه مراجعات الدكتور فضل، معتبراً أنها من إنتاج الاستخبارات المصرية. ولم يصدر حتى الآن أي موقف علني من الدكتور أيمن الظواهري نفسه، علماً أن الأخير تولى إمارة جماعة"الجهاد"خلفاً للدكتور فضل العام 1993 في الخرطوم.