تباينت مواقف خطب الجمعة في العراق من "مجالس الصحوة" بين مؤيد ومعارض، وسط تحذير من"خطورة عسكرة المجتمع والدولة"، لكنها أجمعت على إدانة تفجيرات العمارة قبل أيام، فيما حذر بعض الخطباء من"الفساد"المستشري لدى المسؤولين. وحذر الشيخ محمد الحيدري، إمام مسجد الخلاني في بغداد، من"ظاهرة عسكرة المجتمع والدولة"مؤكدا على ضرورة فرض القانون لتحقيق الأمن. وقال الحيدري، المقرب من المجلس الأعلى الاسلامي العراقي الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم، ان"عسكرة المجتمع تعني حصول كل الناس على اسلحة، وبالتالي اي مشكلة تحدث ترى الجميع يخرج بسلاحه للشارع". واشار الى ان"الاسلحة المتوفرة لدى الاهالي ليست سلاحاً خفيفاً فحسب انما متوسطة منها"ار بي جي - 7"وقنابل يدوية وغيرها". واعتبر ذلك"ظاهرة خطيرة ستؤدي الى استمرار العنف الذي يضرب البلاد مع استمرار وجود السلاح". وتابع اما"القضية الثانية، فهي عسكرة الدولة". واوضح انه"نتيجة للاعمال الارهابية التي وقعت ونتيجة بناء الاجهزة الامنية والتحدي الكبير الذي تواجهه من قبل الارهابيين والصداميين وغيرهم من اجل ان تكون قادرة على المواجهة، تستقبل الاجهزة الامنية اعدادا كبيرة"من الناس. وطالب الحيدري حكومة نوري المالكي بأن"تضع خطة واضحة لجمع السلاح، ليكون السلاح بيد الدولة فقط". وحذر الحيدري من استمرار نشر السلاح كونه يؤدي الى"تحول البلد الى شرطة وجيش، يعني حكومة تختزل بالسلاح، وهذه حالة خطيرة لأن الاعداد كبيرة والاسلحة ثقيلة وحينئذ يبدأ التآمر والانقلابات". وأكد اهمية فرض القانون، قائلا"يفترض ان يبقى القانون هو الأقوى وليس السلاح". كما ناشد الحكومة"بدء مرحلة جديدة يكون فيها فتح مجال للعمل ليس فقط بالشرطة انما في الاعمار والمصانع لكي تستقطب الشباب والعاطلين وغيرهم في الحركة الاقتصادية الكبيرة"وتنفذ الحكومة العراقية بالتعاون مع الجيش الاميركي خطة تسليح للعشائر بتشكيل"قوات الصحوة"لمحاربة تنظيم"القاعدة"في مناطق متفرقة من العراق. من جهة أخرى، اعتبر الشيخ علي الحسين، خطيب وامام جامع سعاد النقيب في الغزالية،"افواج الصحوة"بمثابة"الحل الامثل لإيجاد الاستقرار الامني في بغداد"وقال ان"تشكيل تلك الافواج في المناطق الساخنة اسهم في حل الازمة الامنية ومساعدة الحكومة في توطيد الامن داخل المناطق والاحياء التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم القاعدة"وطالب الحكومة"بتعميم التجربة في جميع المدن والمحافظات التي تعاني من مشكلات امنية مثل الموصل وبعقوبة وغيرها"ودعا الى ان"يكون عيد الاضحى منطلقاً لتوحيد المسلمين في العراق"وطالب الاهالي"بالرجوع الى منطق العقل والحكمة وقبول الطرف الآخر من دون مشكلات". الى ذلك، اتهم ممثل المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني في كربلاء السيد أحمد الصافي بعض الوزراء بالفساد، ودعا الأجهزة الأمنية الى تشديد الانتباه لافتاً الى"ان ما جرى من تفجيرات في مدينة العمارة يدق ناقوس الخطر للانتباه إلى أن الهدوء لا يعني بالضرورة القضاء النهائي على الإرهاب". وانتقد الصافي عدم اهتمام المسؤولين بقطاع التعليم ما أدى الى تدهوره، وتطرق الى اقتراح إلغاء البطاقة التموينية، مشيراً الى ان"الفساد الإداري هو السبب الرئيسي وراء الغاء البطاقة التموينية"لافتاً الى"وجود حيتان ووحوش لا تشبع من دم الفقير". وكشف الصافي امثلة عن الفساد بالقول:"إن أحد أبناء عضو في مجلس النواب يتسلم راتباً من شبكة الرعاية الاجتماعية المخصصة للفقراء"، كما اتهم بعض الوزراء بجلب اقاربهم لادارة الوزارة، معتبراً ان"وجود مثل هؤلاء في الوزارة المعنية هو السبب الحقيقي لما تعانيه البطاقة التموينية من نقص". من جهته استنكر الشيخ علي المدامغة، خطيب وامام المدرسة الخالصية في الكاظمية، التفجيرات الاخيرة في مدينة العمارة واعتبرها دليلاً على عجز السلطات عن ضبط الوضع الامني في البلاد، وحمل القوات الاميركية مسؤولية ما يجري مطالباً بإجراء تحقيق موسع حول هذه الاعتداءات، وشدد على ضرورة اطلاق سراح المعتقلين لدى الجانب الاميركي والحكومة العراقية خلال عيد الاضحى المبارك، وانتقد مقررات مؤتمر انابوليس مشيراً الى ان"هذا المؤتمر لم يجد حلولاً نهائية للقضية الفلسطينية او القضية العراقية". في هذا الوقت انطلقت تظاهرة في مدينة الصدر شرق بغداد بعد صلاة الجمعة لاستنكار تفجيرات مدينة العمارة. وقال الشيخ سهيل العقابي، من قادة التيار الصدري، ان"هذه التظاهرة، التي جاءت بتوجيه من سماحة السيد مقتدى الصدر، تأتي بمثابة المساندة لأهلنا في العمارة، واستنكارا لما شهدته هذه المدينة من أحداث دموية هائلة".