سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلوة وغداء ... ورئيس الحكومة ينفي وجود "حال طوارئ" . السنيورة يؤكد لصفير حزنه للفراغ في الرئاسة الأولى : ملتزمون إنجاز الانتخاب والبطريرك يقدر ما نفعله
صورة تذكارية وخلوة استمرت 45 دقيقة، حصيلة أول لقاء جرى أمس، بين البطريرك الماروني نصر الله صفير ورئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في اليوم الأول للبنان من دون رئيس للجمهورية بعدما فشل النواب في انتخاب الرئيس العتيد واجلوا الأمر أسبوعاً. وأعلن السنيورة انه"لمس لدى البطريرك صفير مدى تقديره لما نقوم به وتأييده لمساعينا والتزامنا إنجاز الاستحقاق الرئاسي". عند مدخل بكركي استقبل أمين سر البطريرك الخوري ميشال عويط الرئيس السنيورة الذي سارع صباحاً الى الصرح البطريركي، في ضوء خلو سدة الرئاسة المارونية من شاغلها، وعند باب الصالون استقبله البطريرك صفير، وبعد الصورة التذكارية والترحيب وتبادل الأحاديث عن الطقس والمناظر الخلابة التي تكلل هذا الوطن، عقدت خلوة بينهما في مكتب البطريرك. بعد اللقاء، قال الرئيس السنيورة:"نأتي الى هذا الصرح كالعادة لزيارة غبطة البطريرك والتشاور والاستفادة من حكمته ومعرفته، وهذا اليوم أحببت أن أزور غبطته للوقوف على رأيه في هذه المستجدات، وكانت مناسبة لان أنقل اليه أيضاً حثيث حزني الشديد الذي غمرني البارحة عندما تأكد لي ان ليس هناك من إمكان لإتمام هذا الاستحقاق الدستوري... وكان اللبنانيون جميعاً يعولون على أن ينجح ممثلو الأمة في التوصل الى توافق والى رئيس وفاقي يكون فوق السلطات ويكون المرجع والحكم لكل اللبنانيين، لكن حزني هذا لن يتحول الى يأس على الإطلاق لأن هذه الحكومة عبرت مرات عدة عن أننا نتطلع بجد واجتهاد ورغبة أكيدة في إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري والإسهام بكل ما نستطيعه حتى ينجز بما فيه خير لبنان واللبنانيين". وأكد ان"الحكومة ستستمر في عملها كما ينص عليه الدستور وهي ليست راغبة في سلطة إضافية وليست راغبة في إطالة هذه الفترة دقيقة واحدة. وان سعينا الأساسي خلال المرحلة المقبلة التي نأمل الا تطول اكثر من أيام هو لبذل كل جهد ممكن مع النواب وجميع الفئات السياسية في لبنان من اجل إنهاء هذه الفترة في أقرب فرصة وسيكون السعي مركزاً مع الجميع من اجل التوصل الى رئيس وفاقي يحقق آمال اللبنانيين وتطلعاتهم". وطمأن السنيورة المسيحيين بالقول:"ليكن الأمر واضحاً جداً للجميع. لا أحد على الإطلاق يأخذ مكان فخامة الرئيس. هذه مرحلة استثنائية نص عليها الدستور، انه في حال خلو سدة رئاسة الجمهورية تناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء وليس بشخص أحد على الإطلاق بل بمجلس الوزراء المؤلف حالياً من 17 عضواً وهو، أي مجلس الوزراء، لا يزال الشرعي والدستوري حسبما ينص عليه القانون وحسبما مارسناه خلال المرحلة السابقة. هذه المرحلة استثنائية ونحن فعلياً نقوم بهذا العمل لأن الدستور نص على هذا الأمر وليس هناك أي مخالفة على الإطلاق". وقال:"ليطمئن الجميع بأن ما يشعر به كل لبناني الى أي فئة او طائفة انتمى، أشعر معه بالشعور نفسه، لذلك فان سعيي والتزامي والتزام مجلس الوزراء كله هو إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري في أقرب فرصة، وان كان هذا الأمر يتطلب 24 ساعة فلن تكون 25 ساعة". وعن مسألة حال الطوارئ أوضح السنيورة ان"ليس هناك من حال طوارئ وليس هناك ما يستدعي اي قلق من اللبنانيين لجهة الأوضاع الأمنية. الجيش منذ زمن يتولى المسؤولية بكفاءة عالية ومسؤولية كبيرة. نحن نحترم أداء الجيش ونقدر ما يقوم به من عمل كبير في هذا الشأن وهو الذي نجح في امتحانات أساسية على مدى الفترة الماضية والتي كان آخرها مخيم نهر البارد". السنيورة:الجيش ممسك بالأرض وأكد أن"ليس هناك من حال طوارئ وليس هناك من داع لذلك والجيش يؤدي دوره ومسؤولياته وتتعاون معه كل الأجهزة العسكرية والأمنية بكل كفاءة. إذاً لا داعي على الطلاق لأي قلق لجهة الأوضاع الأمنية. الجيش يقوم بعمله وهو ممسك تماماً بالأرض". وعن الحديث الإيراني عن حرب أهلية، أعرب السنيورة عن اعتقاده بأن"هذه التصريحات ربما صدرت في شكل غير مسؤول من البعض. نحن في لبنان نعلم جيداً ان اللبنانيين غير راغبين على الإطلاق في ان يستعيدوا الآلام ومآسي الماضي. هم يريدون النظر الى المستقبل وهذا يجب ان يكون همنا. يجب الا نعود الى الماضي على الإطلاق الا للاستفادة من الدروس وهي كبيرة ومؤلمة تعلمناها ولا يريد اللبنانيون على الإطلاق اللجوء الى العنف بل ان يتوصلوا الى ان يكون لديهم رئيس وفاقي يكون فوق الجميع وان تتكون حكومة تحظى أيضاً بثقة اللبنانيين ومجلس النواب لكي تعالج الكثير من القضايا والمسائل التي تراكمت علينا وعلى اللبنانيين على مدى 30 عاماً". وعما اذا كان سيتم تعيين وزراء جدد مكان الوزراء المستقيلين أو انهم سينضمون مجدداً الى الحكومة، اكتفى بالقول:"همنا اليوم واحد، ومن الطبيعي العمل لتأمين الاستحقاق الدستوري وتسيير أمور الناس". وعن عدم رضى صفير عن تسلم الحكومة مهام رئيس الجمهورية، اعتبر السنيورة هذا"استنتاجاً"، وقال:"لا أحد من اللبنانيين يرضى بعدم انتخاب رئيس للجمهورية وأنا في مقدمهم وأنا أيضاً بجانب غبطته في هذا الشأن. لا أحد راضياً، ولكن جرى الأمر، فماذا نفعل؟ علينا التعامل مع الأمر بمسؤولية وكما ينص عليه الدستور وان ننظر الى الأمام ونبذل كل جهد ليصار الى إنجاز هذا الاستحقاق". وعن تخوف البعض من إقدام الحكومة على تمرير بعض المراسيم في ظل الضياع الموجود في البلد، قال السنيورة:"لا أحد يخاف او يخيف. سنقوم بمسؤولياتنا في هذه الحكومة، لأنها حكومة كاملة الأوصاف من ناحية كونها دستورية، وهذا الموضوع محسوم منذ زمن بالنسبة إلى جانب كبير من اللبنانيين". لكنه أكد"الأخذ في الاعتبار دائماً الملاءمة السياسية في الكثير من الأمور كي يكون تركيزنا مستمر نحو الهدف الأوحد وهو انتخاب رئيس للجمهورية". وعن مبادرة النائب ميشال عون، قال السنيورة:"العماد عون بنفسه أعاد سحبها وبالتالي لم يعد من إمكان للبحث فيها، وجرى حديث كثير في شأن مبادرة العماد عون ودستوريتها ودستورية النقاط الواردة فيها، وعندما سحبت من التداول، يمكن أخذها اليوم على أنها مادة للتفكير في ما جرى طرحه فيها". وشدد على ان"الأفكار التي طرحها البطريرك لائحة المرشحين الى الرئاسة يجب ان تكون دائماً في بالنا وبالتالي، حتى غبطته قال اذا كان هناك من أمور أخرى فلا مانع لدي، وبالتالي يجب ان يكون النظر في ما ورد في لائحة البطريرك وهذا الأمر يستوجب منا التعبير دائماً عن احترامنا وتقديرنا لغبطته ولما قام به من مبادرة حاول من خلالها إظهار حرصه وخوفه على البلد ويحاول إيجاد حلول ومخارج للازمة، وغبطته يقول ان ليس لديه مانع في النظر الى مخارج أخرى". وعن الجهة التي تتحمل مسؤولية العرقلة، قال السنيورة:"لبنان بلد الحوار والانفتاح والاعتدال وقبول الآخر والاستماع، وهذه ميزة لنا، لبنان مثل"لوحة الفسيفساء"، وهي اجمل ما تكون عندما ننظر اليها وعندما"نفرطها"تصبح قطع بحص". وشدد على تمسكه"بأن تكون ولاية رئيس الجمهورية كاملة مكملة ولمدة ست سنوات لأن اي رئيس جمهورية سيأتي لمدة سنتين تأكدوا انه منذ بداية السنتين ستبدأ المشاكل من الطامحين والطامعين وغيرهم. ولاية رئيس الجمهورية يجب ان تكون محترمة وفق الدستور". وكان صفير استبقى السنيورة والوفد المرافق الى مائدة بكركي في حضور المطارنة: رولان أبو جودة، سمير مظلوم، شكر الله حرب، القيم البطريركي الخوري جوزف البواري، أمين سر البطريرك الخوري ميشال عويط وأمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق.