سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"لا استئثار من فئة على أخرى في السلطة ... ولم أسمع جديداً عن زيارتي لدمشق" . السنيورة بعد لقائه صفير : استقالة الحكومة أضغاث أحلام لم ينفذ شيء من قرارات الحوار لكن المطلوب عدم التوتر
أكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير أمس ان الحديث عن تقديمه استقالته أضغاث أحلام. وأكد تمسكه باتفاق الطائف بالنسبة الى المواقع في السلطة. وشدد على أن الدولة هي التي يجب أن تكون صاحبة السلطة الوحيدة على كل الأراضي اللبنانية. زار السنيورة البطريرك صفير وعقد معه خلوة استمرت خمسين دقيقة، تناولا فيها كل المواضيع والمستجدات المحلية والاقليمية. واستكملت المباحثات على مأدبة الغداء التي أقامها البطريرك صفير على شرفه، وشارك فيها المطارنة رولان أبو جودة، سمير مظلوم وشكرالله حرب. وقال رئيس الحكومة بعدها:"منذ فترة لم ألتق غبطة البطريرك، ولو انني كنت أتواصل معه هاتفياً كانت مناسبة للاستفادة من حكمته وبعد نظره، وفي جميع القضايا التي بحثناها كانت وجهات نظرنا متطابقة". وسئل عما إذا بحث مع صفير مشروع قانون الانتخاب وتحديداً تقسيم محافظة جبل لبنان؟ أجاب:"تطرقنا الى هذا الموضوع وأرجو أن يكون واضحاً ان الهيئة الخاصة التي وضعت المشروع تقدمت بهذا الاقتراح، وهو موضع بحث ولم تتبناه الحكومة، وان كنا نرى ان هناك وجهات نظر جديدة للمتابعة. ولكن هذا الموضوع يجب أن يكون موضع حوار جدي ومستفيض من السياسيين واللبنانيين. واتفقت مع غبطته على ان هذا الموضوع هو ملك اللبنانيين ويجب التحاور في شأنه". أضاف:"إن هذا المشروع يجب إعطاؤه بعض الحظ والبحث والحوار، لذلك يجب ألا نستعجل أو نصاب بالتوتر. يجب أن نجلس ونتحاور فيه". وحول دعوته الى المؤتمر الفرنكوفوني الذي لم يدع إليه رئيس الجمهورية أجاب:"لم توجه إلي دعوة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، إنما من الدولة المضيفة أي الرئيس الروماني، وأنا لست ممن يوجهون الدعوة. تسلمت الدعوة ولم أعكف بعد على دراستها". وسئل: هل من جديد بخصوص زيارتك الى سورية؟ اجاب:"لم اسمع جديدا، لانني في لقائي الاخير مع الرئيس الاسد في الخرطوم جرى البحث بضرورة وضع جدول بحث لهذه الزيارة، وعقب ذلك زودت الاستاذ نصري الخوري بالافكار في هذا الشأن، ولم اسمع اي شيء بعد ذلك في هذا الخصوص. وما زلنا عند موقفنا تجاه العلاقات بين لبنان وسورية. نحن بلدان عربيان حريصان على ان تكون علاقاتنا جيدة وممتازة مبنية على الاحترام". وعن إشارة مجلس المطارنة إلى استئثار فئة معينة بالسلطة، قال إنه شرح لصفير"حرصي على التمسك الكامل بنص اتفاق الطائف، وقبل الاستعجال بأخذ المواقف والاستنتاجات فالحقائق هي افضل برهان وبالتالي غير صحيح على الاطلاق ان هناك استئثاراً من فئة على أخرى". وسئل: هل صحيح انك كنت عازماً على الاستقالة الأسبوع الماضي؟ أجاب:"بالعربي الفصيح، يقولون عنها هذه أضغاث وأحلام، وهذا الموضوع ليس موجوداً إلا في أذهان من يتخيلون ذلك، فالحكومة باقية طالما هي متمتعة بثقة مجلس النواب. وهناك بعض الأمور تؤدي الى التأخير في الإنجازات وهذا أمر طبيعي، مع اننا تقدمنا في الأسابيع الماضية ببعض الأشياء، كالضمان الاجتماعي والخصخصة". وعن تسلم الجيش اللبناني الأمن في الجنوب قال:"لا تزال لدينا ارض محتلة وعلينا ان نحقق التحرير الكامل لكل الأراضي اللبنانية، ولكن في الوقت ذاته قلنا ان الدولة هي الراعي والحامي للبنانيين وهي التي تضمن أمنهم واقتصادهم وعيشهم، وهي التي يجب ان تكون صاحبة السلطة الوحيدة على كل الأراضي اللبنانية. ونعتقد بأن الخطوات التي نسير عليها من اجل تحقيق التحرير والضغوط التي نسعى الى ممارستها والاتصالات التي نقوم بها مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل تحرير الأراضي من إسرائيل هي خطوة على الطريق الذي سيؤدي الى تمكين الدولة من ان تكون صاحبة السلطة الوحيدة". ورداً على سؤال قال السنيورة:"لطالما قلت إننا بلد عربي، وننظر بالكثير من الثقة والأمل تجاه الأشقاء العرب كي يتخذوا خطوات. لدينا مصلحة في ان نحل مشاكلنا بيننا وبين أشقائنا ومن ضمنها سورية، وأي مسعى عربي مشكور نرحب به طالما هو مستند الى الاحترام المتبادل للبلدين، وهي القاعدة الأساس". سئل: هل تعتبر ان هناك أمناً بالتراضي في لبنان وتقوية أجهزة على أخرى؟ أجاب:"ليس كل ما نسمع من أخبار نتبناه ونعتبره صحيحاً. هذا الأمر غير صحيح، الدولة هي التي تفرض الأمن وليس بالتراضي. وموقفي واضح في ما يخص بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية. أما موضوع تقوية أجهزة ضد أجهزة فجميعها هي للدولة اللبنانية وتعمل لخدمة جميع اللبنانيين، وليس هناك جهاز لمصلحة فريق ضد فريق آخر، لأن أحد أهم المشاكل التي واجهناها في الماضي هو عدم التنسيق بين الأجهزة. وعن تنفيذ قرارات جلسات الحوار، أكد انه"لم ينفذ شيء أساسي منها على الإطلاق، لكن يجب ألا يقلل أحد منا من أهمية ما توصلنا اليه، وهي اصبحت ثوابت ونقاط ارتكاز لدى جميع اللبنانيين، ان كان في موضوع التحقيق الدولي والمحكمة ذات الصفة الدولية او بالنسبة الى العلاقات مع سورية او لترسيم الحدود. يجب على الناس ان يكون بالها طويلاً لأننا نتقدم في ظل ظروف في منتهى الدقة". وأضاف:"إن جميع اللبنانيين متفقون ان لا سلاح للفلسطينيين خارج المخيمات وهذا لم يمر عليه الوقت بعد لتطبيقه، وموقفنا واضح وهو التوصل الى نتائج عبر الحوار وعبر الدعم الذي يمكن ان يقدم للبنان من الأشقاء العرب، لذلك المطلوب الهدوء وعدم التوتر لأنه لا يوصل الى أي نتيجة". وحول إمكان الربط بين كشف شبكة التجسس وما جرى من اغتيالات، قال:"حتى الساعة لم يتوفر لدينا ما يثبت ان هناك ترابطاً والتحقيق لا يزال مستمراً، ومن غير الممكن القول بهذا الشأن. أما القول بوجود ضغوط علينا، نحن لا نقبل ضغوطاً من أحد، والشعب اللبناني يعتبر ان هناك اعتداءات مورست على لبنان بسبب هذه الجريمة المرفوضة من جميع اللبنانيين، والتي جرت في صيدا وذهب ضحيتها شهيدان". وتابع:"نحن نؤسس ملفنا كي نتقدم بشكوى الى مجلس الأمن لكن يجب ان يكون ملفنا متكاملاً، وإذا كانت هناك أي علاقة بين التفجيرات فليتم التعاون مع لجنة التحقيق، ولكن حتى الآن لم يثبت أي شيء". وحول مؤتمر بيروت لدعم الاقتصاد، قال السنيورة:"ما زلنا نعمل عليه، إنما هذا المؤتمر يحصل عندما يتفق اللبنانيون على برنامج الإصلاح، ولن يساعدنا أحد ان لم نساعد أنفسنا".