قال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري بعد لقائه أمس البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي، وهو أول لقاء بينهما منذ توليه رئاسة الحكومة: "علينا البدء بخطاب ودي وصداقة اذا كنا حريصين على علاقة جيدة مع الاخوان السوريين لأننا موجودون في لبنان وهم موجودون في سورية، وهناك العامل الجغرافي الذي يحكم دائماً الدولتين بعلاقات مميزة". وأوضح الحريري انه تطرق مع صفير في خلوتهما التي دامت ساعة، الى الأوضاع في المنطقة و"ما يعانيه اخوة لنا في فلسطين من تعسف اسرائىلي واضح وتعاطي الحكومة الاسرائىلية بمنطق القوة"، والى الوضع الداخلي وناقشا الأمور "في صراحة تامة وصدق ومحبة". وقال ان "صفير كرر الكثير من الأمور التي يقولها في استمرار. وشرحت له وجهة نظري واعتقد ان هناك الكثير من النقاط المتلاقية مع غبطته وخصوصاً ضرورة حلّ كل المشكلات بالحوار والمحبة والانفتاح على كل القضايا ومناقشتها بانفتاح كلي". وسئل هل وجدتم حلاً للنقطة العالقة بينكما أي ملف العلاقات اللبنانية - السورية في هذه المحادثات؟ أجاب: "لا طبعاً، ولكن غبطته أعاد ما سبق وقاله عن الرغبة الموجودة لديه بضرورة قيام علاقات ممتازة ومميزة بين لبنان وسورية. والموضوع الآخر اي الوجود السوري فلا يزال غبطته على موقفه من هذا الأمر". وعن قيام الدولة بأي مساع لتقريب وجهات النظر بين صفير والقيادة السورية، قال: "لا يمكن الحكومة اللبنانية ان تكون وسيطاً بين اي جهة في لبنان وبين سورية. فالحكومة اللبنانية تمثل لبنان وتالياً ليست وسيطاً بين اناس واناس والا طارت الدولة ولم تعد موجودة. نحن نسمع من الجميع. ونأخذ في الاعتبار الآراء المختلفة الموجودة في البلد وبينها قيادات لها قيمتها واحترامها". وسأل كيف يمكن الدولة بسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية واسرائيل موجودة، عشر سنوات تأخر هذا الموضوع ولا نضع الحق على السوريين فيه. أما القول ان اسرائىل لم تنفذ قرارات الأممالمتحدة لأن السوري في الجانب الآخر اعتقد ان فيه مبالغة أو ابتعاداً عن الحقيقة". وأكد ان "القوات السورية وجدت لتساعد الدولة اللبنانية على نشر سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية ولتحقيق الوفاق الوطني والقيام بكل الاصلاحات السياسية، وهذه الامور لم تنجز كلها. وحين يقال ان الاتفاق لم ينفذ في كثير من البنود فهذا أمر صحيح. وبالتالي يجب ان ندرس هذا الأمر في روية وهدوء ومودة ومحبة، وعن مطالبة صفير الدائمة بالسيادة قال: "الجميع يطالب بسيادة لبنان وليس فقط صفير. ولكن هناك اختلاف في النظرة الى السيادة، انا واثق بأن السوريين ساعدونا في الماضي ولا يزالون يساعدوننا وسيستمرون، وعندما يأتي الوقت ونشعر بأننا لسنا في حاجة الى مساعدتهم الميدانية سنتحادث معهم ونتوصل الى الحلول المناسبة". وسئل ألا تعتقد ان الوقت حان لاعادة انتشار القوات السورية في البقاع أجاب: "كل شيء ممكن لكن ليس تحت الضغط، وانا واثق بأن هذا الموضوع سيطرح في شكل صحيح وعلينا ان نبحث هذه الأمور مع السوريين بروح اخوية". وعن تأجيل زيارته لسورية قال: "هلق مش وقتها". وعن زيارة صفير لسورية قال: "قلت سابقاً انني لن اطلب منه ان يزور دمشق، قلت له رأيي وهو ملك له". وعن الإشكال المتعلق بتوقيت عملية المقاومة الاسبوع الماضي قال: "لندع هذا الكلام ونرى الايام المقبلة التي تحكم بصحته أو خطأه، فهذا الموضوع أصبح وراءنا ودخلت معطيات جديدة اليوم فلنتابعها ونتعايش معها". وأعلن ان "هناك محاولة مستمرة لتصوير الوضع الاقتصادي في لبنان على انه يتراجع وهذا ليس صحيحاً لأنه يتعافى، وهو أفضل من أي دولة عربية ما عدا الدول النفطية"، داعياً الشباب الى عدم الهجرة. ورأى ان ادانة الأممالمتحدة للانتهاكات الجوية الاسرائيلية "كان يجب ان تصدر قبل الأمس". وأوضحت مصادر بكركي، ان الحريري اطلع صفير على ما قد يبحثه مع البابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته للفاتيكان الاثنين المقبل. وان "صفير ركز على ضرورة ايلاء الشأن الاقتصادي الاهتمام الجدي"، ثم تحدث صفير في "قضية الوجود السوري وضرورة تطبيق الطائف في شكل صحيح وليس انتقائياً"، مؤكداً "ان هذا لا يعني العداء مع احد". وقال: "نحن نريد افضل العلاقات المميزة مع سورية ونعتبر ان لبنان القوي سند لها لا العكس". وقدم وفد من طلاب "القوات اللبنانية" في الذكرى السابعة لتوقيف قائدها سمير جعجع، وذكرى الحرب مذكرة الى الحريري يطالبونه فيها ب"ملاقاة صفير في دعوته للحوار من أجل استعادة السيادة والقرار الحر". وشددوا على انهم لا يتقدمون بمطلب شخصي.