يستهل منتخب الإمارات لكرة القدم مشواره في دورة كأس الخليج الپ18 على أرضه وبين جمهوره في العاصمة أبو ظبي اليوم الأربعاء، باختبار قوي باكر ضد نظيره العماني ضمن منافسات المجموعة الأولى، التي تشهد أيضاً مواجهة غير متكافئة بين الكويت واليمن. وينتظر الإماراتيون انطلاق منافسات "خليجي 18" بفارغ الصبر، وارتفع منسوب التفاؤل لديهم كثيراً بإحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخهم، ويعتقدون بأن الفرصة الآن سانحة جداً أمام منتخبهم للدخول في قائمة المنتخبات التي تحتكر ألقاب هذه الدورة وهي الكويت 9 ألقاب والسعودية 3 والعراق 3 وقطر 2. المنتخب الإماراتي أعد العدة جيداً للبطولة، لأن المسؤولين عنه كانوا يدركون تماماً أن الإخفاق على أرضهم لن يهضم بسهولة، كما أن منافسات"خليجي 18"تأتي في وقت جيد للكرة الإماراتية، بعد أن استعاد المنتخب عافيته بتأهله الى نهائيات كأس أمم آسيا الصيف المقبل. وحرص مدرب منتخب الإمارات ميتسو على إيجاد التفاهم المطلوب بين اللاعبين وأوجد خليطاً بين لاعبي الخبرة والشباب، وسيعتمد في البطولة الحالية على نخبة من أفضل نجوم الأندية الإماراتية وفي مقدمهم إسماعيل مطر والمخضرم محمد عمر وسبيت خاطر ومحمد خميس وعبدالرحيم جمعة وفيصل خليل. الاختبار الأول للإمارات سيكون في مواجهة عمان المتطورة والساعية بدورها الى لقبها الأول في دورات كأس الخليج، بقيادة مدربها المحنك التشيخي ميلان ماتشالا، الذي سبق له الإشراف على تدريب منتخب الإمارات لفترة وجيزة. وافلت اللقب من العمانيين في النسخة السابقة في الدوحة، بعد أن قدموا فيها عروضاً جيدة قادتهم الى المباراة النهائية، التي حسمها أصحاب الأرض بركلات الترجيح 5-4 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي. وسيسعى نجوم عمان الى التعويض هذه المرة، لكن نتائج المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية في الدوحة الشهر الماضي غير المشجعة فتحت ملفات كانت عالقة، وأدت إلى استقالة الاتحاد العماني لكرة القدم وتعيين مجلس موقت يديره الرئيس السابق للاتحاد الشيخ سيف بن هاشل المسكري، ومجموعة من رؤساء أندية السلطنة. تاريخياً، يتفوق منتخب الإمارات على نظيره العماني بفارق شاسع، إذ حقق ثمانية انتصارات في مقابل خسارتين وأربعة تعادلات. والفوزان العمانيان تحققا في النسختين السابقتين اللتين كشفتا عن وجه جديد للمنتخب العماني، الذي تخلى عن دوره كجسر عبور للمنتخبات الأخرى وبات منافساً لها على المراكز الأولى. الكويت - اليمن قد يكون التوقيت غير مناسب على الإطلاق لأي مشاركة لمنتخب الكويت في الفترة الحالية، بسبب حالات الإخفاق الأخيرة التي تعرض لها، وآخرها فشله في التأهل الى نهائيات كأس آسيا المقبلة، بعد خسارته أمام البحرين في المباراة الحاسمة بينهما، وتعثر المنتخب الأولمبي أيضاً في تخطي الدور الأول ل"آسياد الدوحة"الشهر الماضي. لكن"الأزرق"الكويتي يملك تاريخاً مهماً وتربطه علاقة وثيقة بكأس الخليج التي توج بطلاً لها تسع مرات رقم قياسي، لكنه منذ النسخة الپ14 في البحرين عام 1998، عبثاً يحاول استعادة بريقه وأمجاده، فحل ثالثاً في"خليجي 15"في الرياض، وكانت نتائجه شبه كارثية على أرضه في"خليجي 16"فجاء سادساً قبل اليمن الأخير، وفي"خليجي 17"في الدوحة بلغ نصف النهائي قبل أن يخسر أمام أصحاب الأرض صفر-2. فنياً، لا يعتبر منتخب الكويت من المرشحين للقب الخليجي هذه المرة أيضاً، لكن ظروف مباريات كأس الخليج تختلف دائماً عن أية مواجهة أخرى، والفارق في المستوى بين النجوم الحاليين وأفراد الجيل الذهبي كجاسم يعقوب وفيصل الدخيل وفتحي كميل وعبد العزيز العنبري وسعد الحوطي شاسع جداً. يقود"الأزرق"في البطولة الحالية المدرب المحلي صالح زكريا 64 عاماً الذي يعود الى القيادة الفنية للمنتخب بعد 21 عاماً من قيادته الى لقب"خليجي 8"في البحرين عام 1986. وهي المرة الثالثة التي يقود فيها زكريا المنتخب بعد عامي 1978 و1986، إذ قاده عام 1986 لإحراز برونزية آسياد سيول، ويعتبر أول مدرب محلي يقوده مرتين في كأس الخليج، وثالث مدرب يشرف عليه مرتين في الدورة الخليجية بعد الصربي بروشيتش خليجي 2 و3 والبرازيلي كارلوس البرتو باريرا خليجي 4 و5 والتشيخي ميلان ماتشالا خليجي 13 و14. وقد تكون المهمة الأولى للكويت في الدورة الأسهل ضد منتخب اليمن الذي يشارك فيها للمرة الثالثة فقط. وفازت الكويت على اليمن في المرتين السابقتين، في"خليجي 16 و17"بنتيجتين كبيرتين 4- صفر و3-صفر على التوالي. ولكن مدرب منتخب اليمن المصري محسن صالح، الذي يعرف الكرة الكويتية جيداً إذ أشرف على فريق العربي لفترة، رفض"اعتبار فريقه الحلقة الأضعف في البطولة".