يأتي اليوم الوطني 95، الذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام تحت شعار "عزنا بطبعنا" تعبيراً صادقاً عن ما نتميز به في طباعنا وهويتنا الوطنية، فقد كنا وسنظل بطبعنا الأصيل نحمل الصفات التي نشأنا عليها وتأصلت في أسلوب حياتنا ونعكسها في تعاملنا ومواقفنا اليومية. وفي عالم يتسم بالتغيرات السريعة والتحديات المتزايدة، يظل الثبات على القيم والمبادئ جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية، ويأتي شعار "عزنا بطبعنا" ليعبر عن هذا الثبات وتلك القيم، مستعرضًا ما يميزنا كأفراد وجماعات في مجتمعنا. وتتجلى الهوية الوطنية في العادات والتقاليد التي نشأنا عليها. فكل مجتمع يحمل في طياته تاريخًا طويلًا من الأحداث والشخصيات التي شكلت طبيعته. إنّ القيم مثل الكرم، والضيافة، والشجاعة، والاحترام هي صفات متأصلة في طباعنا، وهي ما تميزنا وتجعلنا فخورين بتراثنا. وتنعكس هذه الصفات في سلوكياتنا اليومية، من طريقة تعاملنا مع الآخرين إلى كيفية استجابتنا للتحديات. فلا يخفى على أحد أن الفرد الذي ينتمي إلى مجتمع يحمل مثل هذه القيم سيكون أكثر قدرة على بناء علاقات متينة وتجاوز الأزمات. إنّ "عزنا بطبعنا" لا يعني فقط الاعتزاز بالتراث، بل أيضًا العمل على إبراز هذه القيم في كل ما نقوم به. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهنا في العصر الحديث، مثل العولمة والتغيرات الثقافية، يظل من الضروري أن نحافظ على هويتنا. فالأصالة ليست مجرد كلمة، بل هي نهج حياة يجب أن نعيش به. يجب علينا أن نعلم الأجيال المقبلة أهمية هذه القيم، وكيف يمكن أن تكون دليلاً لهم في مستقبلهم. وفي نهاية المطاف، إنّ "عزنا بطبعنا" هو أكثر من مجرد شعار؛ إنه دعوة للاحتفاء بجذورنا الثقافية، ولتجديد الالتزام بقيمنا الأصيلة. فكلما تمسكنا بتلك القيم، أصبحنا أكثر قدرة على مواجهة التحديات وبناء مجتمع قوي ومتماسك. إنّ اعتزازنا بطبعنا هو الذي سيقودنا نحو مستقبل مشرق، حيث نكون فخورين بهويتنا، ونؤثر إيجابيًا على العالم من حولنا. في مثل هذا اليوم من عام 1351ه سجل التاريخ توحيد المملكة العربية السعودية تحت هذا المسمى الذي يفخر به كل مواطن، على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- . ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اليوم رمزاً للوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية، دمت يا وطن المجد والعزة.