تتراجع أسعار اجهزة الكومبيوتر بصورة ملحوظة، في حين تتوسع أسواقه في مناطق وقطاعات عدة، حول العالم. فعلى الصعيد العالمي، بيع حوالى 55 مليون جهاز كومبيوتر، في الربع الثاني من العام الحالي، بنسبة نمو 11 في المئة، مقارنة بالفترة المماثلة من 2005. ويعود السبب الرئيسي في تراجع أسعار اجهزة الكومبيوتر للمعالجات الإلكترونية المركبة داخل الكومبيوتر، التي أضحت كلفتها مقبولة أكثر، نظراً للتنافس الشرس الذي تبنته شركتا"إنتيل"و"اي ام دي". بيد أن الكلفة المتدنية لتصنيعها، كان لها آثار متباينة على المبيعات بحسب مناطق التسويق العالمية. إذ إن الكلفة المتدنية لهذه الأجزاء انعكست على مبيعات كومبيوتر أعلى في الولاياتالمتحدة، وأدنى في كل من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وبفضل الضغوط على الأسعار، يواصل المجهزون الكبار انتزاع الحصص، في الأسواق العالمية، على حساب المجهزين المتوسطي الحجم، ومنتجي الأنظمة المعلوماتية. وفي الربع الثاني من العام الحالي، استأثر المجهزون الخمس الأكبر في العالم ب 50 في المئة من حصص الأسواق العالمية. وتحتفظ شركة"ديل"بالمركز الأول، أما شركة"هيوليت باكارد"، فما زالت قوية في الأسواق العالمية نتيجة النمو الطلب في قطاع المبيعات الاستهلاكية. وفي التفاصيل، نمت سوق الكومبيوتر في الولاياتالمتحدة بنسبة 6.4 في المئة، أي أن 16.6 مليون كومبيوتر جديد بيع هناك. ويتوافق نمو مبيعات شركة"ديل"مع معدل النمو في السوق، بسبب تركيزها على قطاعي الخدمات والدعم، إضافة الى اتباعها استراتيجية أسعار"عدوانية"تكمن قوتها الرئيسية في تقديم أفضل أداء ممكن لكل كومبيوتر، خصوصاً الكومبيوتر الدفتري، أو ذلك الذي يحوي معالجات إلكترونية ثنائية القلب Dual Core. ولوحظ أن هبوط الأسعار السريع، بالتزامن مع طرح أسعار المعالجات الإلكترونية"الاقتصادية"المتوافرة بغزارة، يبقيان الطلب على الكومبيوترات الدفترية قوياً. على أي حال، سجلت السوق التجارية نمواً أقل نظراً لتباطؤ المبيعات في الشركات الكبرى، فيما تسجل سوق الشركات الصغرى نمواً ثابتاً لناحية مبيعات الكومبيوتر. وفي منطقة"ايميا"، التي تشمل أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بلغت مبيعات الكومبيوتر 16.7 مليون وحدة، بزيادة نسبتها 7 في المئة، مقارنة بالفترة ذاتها من 2005. وستستمر أسعار الكومبيوتر في التقلص أكثر فأكثر، ما سيساهم بدوره في رفع المبيعات في قطاعي الكومبيوتر المحمول والمكتبي. وتحتضن منطقتا آسيا - الباسيفيك وأميركا اللاتينية النسب الأعلى في نمو مبيعات الكومبيوتر حول العالم. فمنطقة آسيا-الباسيفيك شهدت نمواً بنسبة 22.5 في المئة، مع نمو قوي جداً في مبيعات الكومبيوترات الدفترية 44 في المئة. كما شهدت أميركا اللاتينية نمواً بنسبة 27 في المئة، بفضل الأداء الممتاز سواء للأسماء التجارية المحلية المتواجدة بكثرة في قطاع التجزئة، أم للبرمجيات الخاصة بالكومبيوترات ذات الأسعار المخفضة. وفي اليابان نمت المبيعات في شكل ضعيف 0.5 في المئة فقط في السوق الاستهلاكية. لكن حالة شبه الركود هذه، يعوضها النمو الجيد في سوق الكومبيوترات المتخصصة.