يتجّه"تلفزيون دبي"، عبر قناته المتخصصة بالشأن الاماراتي الداخلي"سما دبي"، الى نهج اعلامي تسويقي ثقافي جديد، يتمثل بتصدير صور التراث الاماراتي الشعبي وأفكاره ومظاهره، الى الفضاء العربي والعالمي، بأسلوب لا تنقصه الحرفة او الابتكار. غالب الظن، أن دبي تريد اليوم أن تقود"تظاهرة"تسويق الخصوصية الاماراتية، بعدما نجحت في السنوات الماضية في تسويق كل شيء. كل شيء حرفياً، من البضائع الى الأفكار والمشاريع مروراً بالماركات والعلامات التجارية وصولاً الى البشر أنفسهم. تلفزة دبي قررت، اذاً، ان تقف في وجه الانتقادات التي تطاول بيئتها، ويختلط فيها المنطق بالمبالغة، مع قليل من الحسد والغيرة أحياناً منطق"الفقاعة"التي ستنتهي، مراهنة على الفكرة التي تقول:"صنعنا حاضراً ومستقبلاً عصرياً وحضارياً، لكنّ لدينا جذورنا وخصوصيتنا التي نفخر بها". ذلك هو لسان حال مبتكري فكرة برنامج"الميدان"الذي سيبدأ عرضه، بكثافة لافتة على تلفزيون"سما دبي"بدءاً من كانون الأول ديسمبر المقبل، والذي تغطي اعلاناته جدران المباني في المدينة. البرنامج يروّج للعبة شعبية اماراتية هي"اليولة"، معتمداً على وجه نافذ، هو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة وحاكم دبي. بدأت"اليولة"كحركة استعراضية تصاحب الرقصة الشعبية الرزيف، ثم تحوّلت إلى استعراض شخصي بالسلاح، يظهر اللاعب خلاله مهارته في التعامل مع سلاحه بمرونة وخفة وبراعة، وبالتالي يعتبر صاحب امهر الحركات في الاستعراض مميزاً عن غيره بما أظهره من شجاعة وقوة وخفة في الحركة، والتصرّف بالسلاح"، يشرح حمدان بن دلموك، المشرف العام على مشروع"ترويج اليولة". ويتحدث عن ثلاثة أبعاد للعبة: البعد الاجتماعي الذي يتمثل في العلاقة التي تربط بين مؤدي اليولة وحبه لعاداته وتقاليده ومجتمعه واستعداده للتضحية في سبيل الوطن. والبعد النفسي يظهر من خلال هدوء أعصاب مؤدي اليولة وتمتعه بسعة الصدر والصبر وطول البال وتحمل المسؤولية، وأخيراً البعد الفكري حيث نجد مؤدي اليولة منغمساً تماماً في التركيز وذلك من منطلق معايشته الكاملة للحركات الاستعراضية التي يقوم بها تماشياً مع ايقاع"الرزيف". عبدالله القرقاوي مدير التلفزيون شرح في مؤتمر صحافي أول من امس عن البرنامج الذي يقدّم منافسات اليولة للصغار،"في خطوة تستهدف تحفيز من هم تحت سن 13 سنة للتدرب على فنون اليولة التراثية والتعريف بالفنون التراثية المختلفة، وسيتضمن البرنامج فقرات من الشعر النبطي وفن الشلة والغناء. وسيتم تدريب 40 طفلاً ليكونوا نواة الفرقة الاستعراضية للصغار، كما سيتم تدريب اليولة الصغار والإشراف على تطوير مهاراتهم على يد أفضل وأشهر مؤدي اليولة في الإمارات لإظهار المشاركين الصغار في أفضل صورة ممكنة". ويعتمد نظام البطولة في البرنامج على مشاركة 10 متسابقين في الحلقات من الأولى إلى الثامنة، يتأهل اثنان من كل حلقة ليكون مجموع المتأهلين إلى الدور الثاني 16 متسابقاً، يوزعون للتنافس من جديد بواقع 8 متنافسين في الحلقتين التاسعة والعاشرة، ويتأهل من كل حلقة متسابقان اثنان ليصل إلى الحلقة النهائية 4 متنافسين يختار الفائز من بينهم بواسطة لجنة التحكيم.