وسام المواطن الأول.. بمرتبة الشَّرف الأولى    محافظ القريات يتفقد منفذ الحديثة ويطّلع على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن    أكد أن السعودية أكبر شريك لأمريكا في المنطقة.. ولي العهد: العمل المشترك مع واشنطن يشمل الاقتصاد وإحلال السلام العالمي    إحباط توزيع 2.7 مليون كمامة منتهية الصلاحية    تظليل وتبريد الساحات المحيطة بمسجد نمرة    أكد أنه رفع العقوبات عن سوريا بناء على طلبه.. ترمب: محمد بن سلمان رجل عظيم والأقوى من بين حلفائنا    ولي عهد البحرين يصل إلى الرياض وفي مقدمة مستقبليه نائب أمير المنطقة    عسل "الكوكب الأحمر" يحير العلماء    ترأسا القمة السعودية – الأمريكية ووقعا وثيقة شراكة اقتصادية إستراتيجية.. ولي العهد وترمب يبحثان جهود تحقيق الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً    الاتحاد يسعى لحسم لقب"روشن" في بريدة    فناربخشة يعرض مبادلة النصيري ب» ميتروفيتش»    "إهمال المظهر" يثير التنمر في مدارس بريطانيا    ضبط 3 وافدين لارتكابهم عمليات نصب لحملات الحج    القبض على مقيمين لترويجهما مادة الميثامفيتامين المخدر    ولي العهد يصطحب ترمب في جولة بحي الطريف التاريخي بالدرعية    "واحة الإعلام" تختتم يومها الأول بتفاعل واسع وحضور دولي لافت    " الإبداع السعودي" يختتم مشاركته في " كتاب بوينس آيرس"    الكوادر النسائية السعودية.. كفاءات في خدمة ضيوف الرحمن    أمير الشرقية يطلع على إنجازات وزارة الموارد في المنطقة    "مؤتمر علمي" لترسيخ الابتكار في السعودية الاثنين المقبل    بمشاركة دولية واسعة من خبراء ومتخصصين في القطاع الصحي.. السعودية رائد عالمي في الطب الاتصالي والرعاية الافتراضية    رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادًا لموسم حج (1446ه)    «مبادرة طريق مكة».. تأصيل لخدمة ضيوف الرحمن    النفط يستقر مع تأثر السوق بتطورات التجارة الأميركية الصينية    حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة ينقذ (4) أشخاص بعد جنوح واسطتهم البحرية    شراكة تتجدد    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تباين    فهد بن سلطان يرعى حفل تخريج طلبة جامعة تبوك.. اليوم    أمير نجران يستعرض تقرير نتائج دراسة الميز التنافسية    تخريج 3128 خريجاً من الجامعة الإسلامية برعاية أمير المدينة    الأمير فهد بن سعد يرعى اليوم حفل جائزة «سعد العثمان» السنوية للتفوق العلمي في الدرعية    أمير الرياض يستقبل سفير موريتانيا ومدير السجون    الرياض وواشنطن.. استثمارات نوعية عالية التأثير    القمة الخليجية الأميركية.. توحيد الجهود لمواجهة التحديات    المرأة السعودية.. جهود حثيثة لخدمة ضيوف الرحمن    رئيس الشورى: المملكة تواصل دعمها لتعزيز وحدة الصف في العالم الإسلامي    «الشورى» يطالب بمحتوى إعلامي يغرس القيم ويعزز حضور المملكة العالمي    الصندوق الكشفي العالمي يثمّن دعم المملكة    مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية تُدشّن أول نظام روبوتي مختبري من نوعه «AuxQ»    برشلونة أمام فرصتين لحسم لقب ال «لاليغا»    بندر بن مقرن يشكر القيادة بمناسبة تعيينه مستشارًا بالديوان الملكي بالمرتبة الممتازة    النصر يعادل الرقم القياسي في لقاء الأخدود    الأمير حسام بن سعود يرعى حفل تخريج 4700 طالب وطالبة من جامعة الباحة    الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بنجران في زيارة لمدير عام التعليم بمنطقة نجران    نجران الولاء.. وقدوات الوفاء    الخارجية الأمريكية: ترمب يرى السعودية شريكا أساسيا بكل المجالات    العلاقات السعودية الأمريكية.. شراكة راسخة وآفاق واعدة    شاشة كبيرة لهاتف Galaxy Z Flip 7    إنفانتينو: السعودية ستنظم نسخة تاريخية من كأس العالم 2034    الاتفاق يُمدد عقد الشهري لمدة موسم    ملك البحرين يصل إلى الرياض وفي مقدمة مستقبليه نائب أمير المنطقة    المعرض الدولي للمعدات والأدوات يستعرض الفرص في السوق البالغة قيمته 10.39 مليار دولار أمريكي    رئيس جمعية الكشافة يكرِّم شركة دواجن الوطنية لدعمها معسكرات الخدمة العامة    قطاع ومستشفى المجاردة الصحي يُنظّم فعالية "اليوم العالمي لنظافة الأيدي" و "الصحة المهنية"    مدير عام فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بجازان يهنئ سمو أمير منطقة جازان وسمو نائبه بمناسبة تعيينهما    انطلاق منافسات "آيسف 2025" في أمريكا بمشاركة 40 طالبًا من السعودية    أطفالنا.. لسان الحال وحال اللسان    100 مبادرة إثرائية توعوية بالمسجد النبوي.. 5 مسارات ذكية لتعزيز التجربة الرقمية لضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قال في افتتاح مؤتمر إتحاد المحامين العرب في دمشق أن "ترسيم مزارع شبعا يخدم اسرائيل ... وبعض المسؤولين اللبنانيين يريد خراب لبنان" . الأسد : مستمرون بالتعاون مع التحقيق .... وسنقاتل دفاعاً عن سيادتنا الوطنية
نشر في الحياة يوم 01 - 10 - 2007

أكد الرئيس بشار الأسد امس ان السيادة الوطنية السورية لها أولوية على قرارات مجلس الامن الصادرة في شأن التحقيق باغتيال الرئيس رفيق الحريري وانه"لايجوز التنازل عن موضوع السيادة الوطنية حتى لو كان الظرف أن نقاتل من أجل بلدنا، فسنكون مستعدين"، بعدما اكد تمسك سورية بالتعاون الكامل مع فريق التحقيق الدولي.
وبعدما أشار ان المطالبة بترسيم الحدود مع لبنان"يخدم اسرائيل ويضر المقاومة اللبنانية"، اتهم"بعض اللبنانيين بافشال المبادرات العربية"لتحسين العلاقات بين لبنان وسورية لأنهم"يرون دورهم بخراب لبنان"، وانهم ارادوا مع قوى خارجية"تشكيل ادانة لسورية وليس لجنة تحقيق"لكشف من اغتال الحريري".
وجاء كلام الرئيس السوري في خطاب ألقاه في افتتاح مؤتمر المحامين العرب، حيث ركز فيه على الشؤون الخارجية مع اشارة عابرة الى الوضع الداخلي بتأكيد التزام الاستمرار بالبرنامج الاصلاحي. وهنا مقتطفات من الخطاب:
"بدت تطورات الوضع اللبناني كإحدى افرازات هذا الواقع الدولي الجديد منذ صدور القرار 1559 حتى مقتل الرئيس الحريري وتشكيل لجنة التحقيق الدولية وما ترتب عنها من صدور قرارات دولية جديدة تحاول النيل من سورية ومواقفها. واذا كان بعض التحليلات ذهب الى ان بعضاً من تداعيات الاحداث في لبنان يعود الى تغطية قوات الاحتلال في العراق لفشل مشروعها الذي ارادت ان يكون العراق احدى أوسع بواباته، و هو كلام حق، فإن الحق الكامل في هذا الشأن هو ان استهداف سورية ولبنان هو جزء من مشروع متكامل يقوم على نسف هوية المنطقة واعادة تشكيلها من جديد تحت مسميات مختلفة تلبي في النهاية تطلعات اسرائيل للهيمنة عليها و على مقدراتها ....".
پالعراق
پوفي الشأن العراقي قال الأسد:"عارضنا غزو العراق لأسباب تتصل بمبادئنا وقيمنا ومصالحنا، كما سنعارض أي تدخل أو اجتياح لأي أرض عربية، والتزمنا بمبدأ عدم التدخل في الشأن العراقي، وأعلنا رغبتنا في بناء علاقة تقوم على المزيد من الأخوة والتكامل والتنسيق، وعبرنا عن استعدادنا لتقديم المساعدة للعراق عندما يطلب منا الشعب العراقي ذلك، كما أكدنا على وحدة العراق واستقراره، وعلى ضرورة مشاركة كافة أبناء الشعب العراقي في العملية السياسية، اضافة إلى إجلاء القوات الأجنبية عن أراضيه وأؤكد اليوم أن كل هذه الأهداف وفي مقدمها وحدة الأراضي العراقية، لا يمكن أن تتحقق إن لم يستند أي حل مستقبلي فيه على موضوع أساسي وهو عروبة العراق، بل إنني أؤكد على أن مستقبل المنطقة كلها يتعلق بهذا المبدأ. ....
ونتمنى من الكثير من الأخوة العرب في كل المستويات، سواء كانوا في موقع المسؤولية أو بعض المثقفين أو بعض الإعلاميين، أن يبتعدوا عن الدخول في مستنقع المصطلحات الطائفية المطروحة الآن في العراق، لأننا نريد أن نعيد العراق إلى عروبته لا أن يشدنا البعض من العراقيين باتجاه المستنقع الطائفي، وإلا سنغرق كلنا في سفينة واحدة".
پلبنان
پ"أما في الشأن اللبناني، فلم تكن الأحداث منفصلة عما يجري على الساحات الأخرى، وكانت نقطة البدء هي صدور القرار 1559 الذي كان قد بدأ الإعداد له منذ فترة طويلة، والذي هدف إلى إحداث انقلاب في المعادلة السياسية في لبنان والمنطقة عبر استهداف المقاومة الوطنية اللبنانية، والعلاقات السورية-اللبنانية وعبر زعزعة الاستقرار الداخلي في لبنان....
"وعلى رغم تحفظاتنا على القرار 1559 وإدراكنا لدوافعه البعيدة والقريبة، فقد استجبنا له ونفذنا ما يخصنا فيه من التزامات حيث انسحبت القوات السورية من لبنان، وجاء اغتيال الرئيس الحريري في إطار خطة خبيثة لإحداث انقلاب كلي ليس في لبنان فقط، وإنما في الوضع السياسي في المنطقة عموماً ولا سيما في إطار العلاقة بين البلدين والشعبين.
"وتتالت بعدها الأحداث والاغتيالات والتصعيد الإعلامي مستهدفة الأمن والوفاق، إضافة إلى دور سورية ومكانتها وسط حملات محمومة لتشويه صورتها والتشويش على مواقفها وتسميم الأجواء بين الشعبين الشقيقين من خلال اتهام مباشر لسورية تغذيه المصالح والانفعالات والارتباطات الأجنبية والحسابات المشبوهة. وقد اخترنا في سورية ضبط النفس إزاء كل ذلك، وعدم الانجرار إلى المواقف التي يريدها الآخرون، لأن ما بنيناه بالدم المشترك للشعبين السوري واللبناني على مدى عقود لا يمكن أن نخسره بانفعالات عابرة، ولكن بدا واضحاً أن الأمر لم يكن يراد له أن يسير في سياقه الطبيعي لا سيما بعد صدور القرار 1595 عن مجلس الأمن وتشكيل لجنة التحقيق الدولية التي حرصنا على التعاون معها وتسهيل مهمتها في ضوء احترام القوانين والسيادة الوطنية، وعلى رغم أن التقريرين الصادرين عن اللجنة كانا مليئين بالثغرات وعلى رغم أنهما لم يكونا منصفين لسورية، فإننا أعلنا رغبتنا باستمرار التعاون لأننا كنا دائماً مع الشرعية الدولية، ولأن تحقيقاً نزيهاً ومستقلاً سيكون في مصلحة سورية حكماً، ولكن ظهر جلياً أن بعض القوى اللبنانية والأطراف الدولية لم ترد التحقيق أن يصل إلى مداه بصورة موضوعية ونزيهة طالما أنه سيبرئ سورية. وكانت الرغبة واضحة لديهم بالإيقاع بسورية من خلال آليات تحقيق تنصرف إلى إثبات تهمة جاهزة ومعلنة قبل أن تجف الدماء. ولم يكن ثمة مكان عند هؤلاء لتمتع المتهمين بقرينة البراءة إلا صورياً، بل ظهر وكأن المطلوب فقط أن ينسج التحقيق خيوط الاتصال بين مجموعة من العناصر في إطار نموذج بدا وكأنه مرسوم مسبقاً...".
پتزوير في التحقيق
پوأضاف الأسد:"طبعاً لنا توسع هنا في موضوع التحقيق، كلكم تابعتم موضوع التزوير الذي حصل وانفضحت كل الأمور وأصبحت واضحة كالشمس، لذلك لن نتوسع كثيراً في هذا الموضوع، سأبقى في الإطار العام. والأمر هنا لا يتعلق بالتشكيك في نزاهة لجنة التحقيق الدولية من عدمه بل بتوصيف الأجواء السياسية والإعلامية والقانونية التي أحاطت بعمل اللجنة وشكلت مناخاً ضاغطاً على عملها وأدت في المحصلة إلى توجيه أحكامها واستنتاجاتها في اتجاه محدد أو تكييفها مع طروحات محددة لأطراف محددة لا يشك أحد بعدائها لسورية ومواقفها ومن ثم استبعاد أي توجه أو فرضية أو احتمال آخر. إننا في سورية واضحون كل الوضوح تجاه التحقيق، إننا مع التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري كي يصل إلى معرفة الفاعل أو الفاعلين، وسنتابع التعاون مع التحقيق حالياً وفي المستقبل، كما طلبتم، من أجل جلاء الحقيقة على قاعدة السيادة والمصلحة الوطنية، وكما قلت تلتقي مصلحة سورية مع مصلحة التحقيق عندما يكون نزيهاً وإذا كان هناك من يعتقد أن تسييس التحقيق وحرفه عن مجراه الطبيعي يمكّنه أن يدفع سورية للقيام بما يريدون فهم يضيعون وقتهم، كما يضيعون الفرصة المناسبة لتحقيق الاستقرار في المنطقة الأمر الذي سينعكس عليهم بشكل سلبي، أما توظيفهم لبعض المزيفين أو الانتهازيين أو الخونة كشهود فلا يغير في مواقف سورية شيئاً، بل يغير فقط في صورتهم المزيفة أصلاً ويجعلهم أقرب إلى صورتهم الحقيقية أمام الشعوب العربية وأمام العالم.
سأعود لموضوع التحقيق على مبدأ أو على قاعدة السيادة الوطنية لأن هناك خلطاً وهناك مصطلحات تطرح بشكل خبيث، وبكل تأكيد لديكم معرفة في كل هذه التفاصيل، ولكن نحن الآن نتحدث على الهواء ولا بد من شرحها لمن يسمعنا على التلفزيون. عندما قلنا التحقيق يبنى على السيادة الوطنية فهذا يعني بأننا وضعنا حدوداَ. هذا الكلام يجب أن يكون واضحاً، وطرحنا، وطبعاً عندما أقول السيادة الوطنية فهذا يعني المصلحة الوطنية التعاون الكامل أيضاً يعني حدوداً، حدود التعاون الكامل هي نزاهة التحقيق وهي السيادة والمصلحة الوطنية، فالتعاون الكامل يتوافق مع السيادة الوطنية، ماذا طرحوا، وتسمعون هذا الشيء في بعض التصريحات والبيانات، التعاون من دون حدود، تعاون من دون حدود يعني بكل بساطة من الممكن أن نتعاون ضد مصلحتنا الوطنية. لا حدود على الإطلاق في هذه الكلمة، الهدف من هذه الكلمة طبعاً هو هذا الشيء، الهدف أن نتعاون ضد مصلحتنا، الهدف وهو الأهم والأخطر هو نقل التحقيق من حدود القانونية، عندما نقول ان التحقيق يجب ان يكون نزيهاً وحيادياً يعني مبني على أسس قانونية، عندما نقول مبني على أسس قانونية يعني هناك حدود، عندما نقول لا يوجد حدود يعني خرجنا عن الإطار القانوني، انتقلنا من الإطار القانوني، إلى الإطار السياسي وكما تعلمون السياسة ليس لها ضوابط، يقومون بأي شيء خاصة من خلال مجلس الأمن، قانوني منطقي شرعي لا يهم، القرار بيدهم، فكانت اللعبة والصراع خلال هذه الأشهر الماضية، هي محاولتهم خلق لعبة سياسية بغطاء قانوني، أما محاولات سورية فكانت استعادة التحقيق إلى المجرى القانوني، وبما أن الإطار القانوني يتوافق مع السيادة ويتوافق مع براءة سورية، لذلك أكدنا دائماً على هذه النقطة، ولو ناقشناه بشكل بديهي أو منطقي. من أين أتوا بكلمة تعاون من دون حدود، أنا أريد أن أعرف ما هو الشيء الموجود في العالم من دون حدود، إذا كانت الشرائع السماوية نزلت لتضع لنا ضوابط وحدوداً، وتوجهنا باتجاهات محددة، وإذا كانت القوانين في الدول وضعت لتضع للناس أيضاً حدوداً والمواثيق الدولية كذلك، فهل هم لا ينتمون إلى دين ولا ينتمون إلى قانون ولا ينتمون إلى شيء، هذه هي اللعبة السياسية القانونية التي يجب أن تفهمونها كمحامين لكي تعرفوا كيف تضعوا الإطار القانوني في مواجهة الإطار السياسي، أحياناً نتحدث بالقانون، فيقولوا لماذا تضيعون وقتكم اللعبة سياسية، وإذا تحدثنا في السياسية يقولون ولكن من الناحية القانونية الأمور غير صحيحة، فإذاً هناك مناورة يجب أن نفهمها، على كل الأحوال هناك نقاش كثير بين القانويين والسياسيين أيهما أعلى السيادة الوطنية أم قرار مجلس الأمن. ويبقى في هذا الإطار حصانة الرؤساء والمسؤولين وإلى آخره.
السيادة الوطنية
"الرد على كل هذه المخاوف يكون بترك النقاش حول هذه المواضيع للقانويين والسياسيين لكن دائما هناك إطار الوطني، الإطار الوطني يعني المسؤول الكبير، ويعني المواطن في كل مواقعه. والإطار الوطني بالنسبة لنا هو الأعلى وليس الإطار القانوني ولا الإطار السياسي ولا كل هذه النقاشات في موضوع السيادة الوطنية. أنا قلت في المرة الماضية بالنسبة لكل إنسان وطني، السيادة الوطنية هي الأعلى. لا قرارات مجلس أمن ولا غيرها، فعلينا كوطنيين أن ننطلق في تعاوننا مع هذه الأشياء من سيادتنا الوطنية ومن كرامتنا، هذا الموضوع محسوم بالنسبة لنا ومن يقبل تحت الإطار القانوني أو السياسي أن يكون هناك شيء أعلى من سيادته الوطنية في أي بلد وفي أي مكان في العالم، فعليه أن يبدل جنسيته ويستغني عنها ويأخذ بدلاً منها جنسية دولية تعطيها الأمم المتحدة، وعندها علينا أن نلغي الكثير من المفاهيم التي نطرحها ونتربى عليها، كمفهوم التضحية من أجل الوطن والوطن المقدس. عندما نقبل بأي مفهوم آخر خارج إطار السيادة الوطنية فعلينا أن نلغي هذه المفاهيم، فإذاً موضوع السيادة الوطنية لا يجوز أن نتنازل عنه حتى لو كان الظرف مستعد لكي نقاتل من أجل بلدنا. يجب أن نكون مستعدين لهذا الشيء. ونؤكد أن كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل، يعني اطمأنوا حول هذه النقطة، كما قلت في البداية ستبوء بالفشل ولن تمنع سورية من تقديم الدعم للشعب اللبناني في كل ما له صلة بتمسكه باستقلاله برفضه للتدخلات الأجنبية، بتأمين مستقبل كريم لأبنائه. وستبقى سورية الشقيق الأكبر الذي يقف إلى جانب لبنان الوطني متى احتاجها أو طلب منها.
"سأتحدث قليلاً عن الموضوع اللبناني. أولاً أنا لست قلقاً كثيراً وربما لست قلقاً على الإطلاق بالنسبة للعلاقات السورية اللبنانية، بالرغم من الجروح الكثيرة، لأن ما يحصل عابر وهناك في لبنان من يداوي الجروح، وهناك في سورية من يداوي الجروح بشكل مستمر، هذا من جانب، من جانب آخر أنا أيضاً لست قلقاً على العلاقة بين اللبنانيين كما يصورها البعض في الإعلام، بالرغم من الثغرات والفجوات الكثيرة، مستندين في ذلك إلى وعي الشعب اللبناني، ومعرفته تماماً بحجم المؤامرة وفهمه للفتنة المعلّبة والمحضرة التي ستطرح عندما تصبح الأمور محضرة ومهيأة، فأنا لست قلقاً من هذه الناحية، القلق يكون أحياناً من بعض المسؤولين اللبنانيين الذين يرون قوتهم ونفوذهم بخراب لبنان أو يرون مصلحة لبنان تمر عبر مصالحهم السياسية أو المالية، لكن الآن هذه فقط مقدمة، الآن سأتحدث عن موضوع المبادرات، خاصة أنكم تحدثتم عن موضوع لجنة لتحسين العلاقات بين سورية ولبنان، وأقول حقيقة لا توجد مشكلة بين سورية ولبنان، ولكن سأشرح الآن بعض التفاصيل لكي تفهموها، طبعاً نحن مع أية مبادرة لتحسين العلاقة بين كل الدول العربية، العلاقة ليست على ما يرام بكل الأحوال . على الأقل عندما نتحدث عن موضوع التضامن العربي.
المشكلة مع السياسيين
"المهم ما يطرح الآن على الساحة السياسية الإعلامية هو تسميات، مبادرات، وساطات، تحركات عربية من أجل تحسين العلاقة بين سورية ولبنان. ولو بدأنا بتسلسل زمني فسورية كانت أول من بادر لان سورية لم تفكر للحظة من اللحظات بأنها يجب أن تنسلخ عن لبنان في العلاقة المتميزة بينهما، وسعينا دائما وتحدثت في خطابي الماضي على مدرج جامعة دمشق عن ظروف هذه المحاولات وفشلها وإغلاق الأبواب اللبنانية، وحتى هذه اللحظة نحن نريد هذه العلاقة وسنبقى نسعى وهناك علاقات جيدة مع الكثير من اللبنانيين وأقول بشكل أوضح ان القسم الأكبر من اللبنانيين هم مع هذه العلاقة خاصة المواطنين والمشكلة هي مع بعض السياسيين.
"بعد أن سدت الأبواب في وجه سوريا كان هناك تسويق في لبنان لان المشكلة مع سورية هي سورية وبأن سورية هي من يريد أن يخرب هذه العلاقة لأنها تريد أن تنتقم وهي تغلق الحدود وتقوم بأعمال تخريب وتحريض وما إلى ذلك واقنعوا معظم العرب بأن المشكلة هي لدى سورية، يعني نحن لا يحق لنا أن نغلق الحدود أو لا نغلقها الحقيقة قمنا بأخذ إجراءات محددة أمنية نتيجة بعض الإشاعات وبعض الحالات التي تم إلقاء القبض عليها من قبل أجهزة الأمن، أما هم فيحق لهم أن يضعوا شهوداً مزورين لكي يضروا بسورية، مع ذلك نحن الأكبر والأقوى لا نهتم بهذه المواضيع ولا توجد لدينا أية مشكلة.
"تحرك السودان بين سورية ولبنان مع بعض الأفكار العامة، وقلنا منذ البداية نحن لا توجد لدينا آية مشكلة ومنفتحين على كل الأفكار التي من الممكن أن تطرح ونحن نؤيدها ونساعدها. لم تكن هناك آية استجابة للمبادرة السودانية. طبعاً طلبنا من الأخوة في السودان أن يتحركوا مع الدول العربية أيضاً لدعم هذه المبادرة فتحركوا مع مصر ومع السعودية وتحركوا اعتقد مع رئاسة القمة ومع الجامعة العربية والكل أيّد. كل هذه الدول أيدت المبادرة السودانية لكن لم تكن هناك استجابة من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين بعدها حاول الأمين العام للجامعة العربية أن يتحرك بنفس الاتجاه وزار سورية ولبنان ولم يكن قد حضر أية فكرة أو أية تفاصيل فشنوا عليه هجوماً كاسحاً، توقفت كل الأفكار يعني انهوها في مكانها إلى أن وصلنا إلى القمة السورية - السعودية التي حصلت قبل عيد الأضحى بأيام قليلة وفعلاً المسؤولون العرب بشكل عام مهتمون بهذا الموضوع وكان هناك اهتمام من قبل مسؤولين في السعودية بهذه النقطة وقلنا لهم نفس الكلام نحن مستعدون لأية أفكار تطرح في هذا الإطار لكن إذا كان هناك تحرك فلا بد من أن نضع أفكاراً لكي تكون قاعدة لهذا التحرك، من أين نأتي بالأفكار؟ بالنسبة لنا لو سألت نفسي الآن سؤالاً بسيطاً ما هي المشكلة بيني وبين لبنان؟ لا توجد مشكلة حقيقة ، هناك مجموعات قليلة في لبنان ترفض سورية ترفض الحل العربي وتطبل وتزمر كلما أتى مسؤول لكي يشتم سورية، ولكن هؤلاء قلة مؤقتين، يعني لا يمكن أن يكون لبنان كله كذلك ولا يمكن أن يستمر الوضع بهذه الطريقة. هذه حالة عابرة، لذلك لا نعتبرها مشكلة حقيقية، مشاكل حقيقة لا يوجد، فمن أين نأتي بالأفكار، سأقول لاحقا من أين نأتي بالأفكار، المهم تم الحوار مع الأخوة في السعودية حول هذا الموضوع وكانت هناك قمة وكان هناك تأييد سوري وسعودي لأفكار واردة في القمة . تسربت هذه الأفكار أو سربت لبعض وسائل الإعلام فكان هناك هجوم كاسح في البداية على المملكة ولاحقاً على سورية وآخر التصريحات هي أن هذه الأفكار أفكار سورية وهي لا تلبي حاجة لبنان الحقيقة.
"لم نبتسم عندما سمعنا هذه التصريحات بل ضحكنا كثيراً لأن هذه الأفكار من أين أتينا بها كما قلت عندما اسأل نفسي ولا ارى مشكلة بيني وبين لبنان فمن اين اضع الافكار، قمنا بأخذ افكارهم وطروحاتهم ووضعناها في هذه المبادرة فرفضوها، يعني هم يرفضون افكارهم، وهذا يعطي فكرة واضحة عن الوضع السياسي. طبعاً الافكار التي طرحناها مع السعودية هي افكار للمناقشة، طبعاً ليست افكاراً نهائية ...
احدى النقاط هي ترسيم الحدود، وهل سمعتم بأن سورية في يوم من الايام طرحت موضوع ترسيم الحدود مع لبنان، لم نطرحه على الاطلاق، لا نعتقد بأن هناك مشكلة حدود بين سورية ولبنان ... كثير من الناس لا تعرف ما هي قضية مزارع شبعا، هم طرحوا موضوع الحدود للترسيم منذ اشهر قليلة وارسلنا لهم ردا خطيا رسميا بأننا مستعدون لترسيم الحدود.
"هم طبعاً هدفهم واضح ونحن نعرف الهدف، اولاً لا توجد مشكلة بين سورية ولبنان حول مزارع شبعا ... هي اصغر مساحة من هذا المجمع الذي نتواجد به الآن يعني ليست مشكلة بين سورية ولبنان على سبيل المثال ترسيم الحدود الذي حصل بين سورية والاردن عندما طرح الأردن هذا الموضوع منذ عامين كانت هناك أراض شاسعة وكبيرة. وانتهى الموضوع خلال أشهر بين السعودية واليمن، الوضع هنا يختلف، المساحة صغيرة والجانب الآخر بأن هذا الترسيم بحاجة لشقين: الشق الأول شرعي عندما تثبت هذه الدول على طرفي الحدود ملكية هذه الأراضي فتذهب الى الأمم المتحدة وتسجلها، الجانب الآخر هو الجانب تقني يتعلق بالأعمال الهندسية لكي يضعوا الأحداثيات التي تحدد هذه الحدود بشكل دقيق ونهائي. الآن إسرائيل محتلة لهذه الأراضي، لا سورية موجودة ولا لبنان الموجود هو إسرائيل فما هو الهدف من هذا الترسيم الآن، لو سألنا سؤال: من هو المستفيد الأكبر أو لمصلحة من ومن هو المتضرر الأكبر أي ضد من هذا طلب إسرائيلي فقط، طلب إسرائيلي موضوع مزارع شبعا، والعمل هو ضد المقاومة فقط، لا يضر سورية ولا يضر لبنان، ولا يفيد سورية ولا يفيد لبنان، يضر المقاومة ويفيد إسرائيل، لذلك هم رفضوا بدء ترسيم الحدود من الشمال أرادوا البدء من مزارع شبعا، لأن الهدف من طرح ترسيم الحدود هو فقط مزارع شبعا. يتحدثون أيضاً من جانب آخر من موضوع الملكية، يقولون بأن سورية عليها أن تثبت ملكية المزارع، من يثبت الملكية هو صاحب الملكية، وليس من لا يمتلك أنتم قانونيون وتعرفون بهذا الشيء. فكيف نعطي وثائق لشيء لا نمتلكه، بأي منطق، ما هذا الطرح، وإلى آخره، على كل الأحوال هذا نموذج ومثال بسيط يعطيكم صورة عن المشكلة بالنسبة لما يقال عن العلاقة السورية اللبنانية، في الواقع الجزء الأكبر من اللبنانيين على مستوى المواطنين هم مع سورية وحتى على المستوى السياسي الجزء الأكبر هو مع سورية، لكن هذا الجزء الأكبر مغيب بالإعلام، بالإعلام لا نرى إلا الجانب المعادي وهم قلة لذلك أقول، كما قلت في البداية أنا لست قلقاً على العلاقة السورية - اللبنانية، لسبب بسيط، ونتعامل معها بهدوء، لأن اتفاق 17 أيار الجديد كما سميته في خطابي في 5 آذار يسقط بفعل الجاذبية الأرضية اللبنانية أو لنقل الجاذبية السياسية أو الشعبية اللبنانية الصرفة. فلبنان سيعود إلى وضعه الطبيعي وهذه العلاقة ستعود، ومع ذلك نحن نرحب بأي مسعى لتحسين هذه العلاقة ...
عزل سورية !
وقال الأسد:"هناك نقطة أخرى تطرح، ولكي تخاف سورية ويخاف العرب بأن الدور سيأتي إليهم، هي موضوع العزل، يقولون سيعزلون سورية، كالعادة نأخذ المصطلح ولا نفسره، يعني موضوع العزل أكثر شيء مستخدم في الطب، وهناك حالتين للعزل. في العزل الطبي: نعزل المريض لكي لا يصيب الآخرين. وبالتالي المشكلة هنا هو المريض. وفي العزل الاجتماعي: نعزل شخصاً جيداً عن أولاد السوء، وأولاد السوء هم المشكلة هم لم يحددوا لنا أي نوع من العزل يتحدثون عنه، لا نعرف اذا كنا نحن المشكلة أم الآخرون لكي نعرف أي نوع من العزل لنحضر أنفسنا، طبعاً هذا قشور أنا لم أدخل الآن في جوهر المصطلح، أنا أتحدث عن الشكليات أيضاً لو أخذنا هذا المفهوم بالنسبة لهم هو عبارة عن زيارات المسؤولين والمسرحيات التي تجري في المنطقة والأدوار الوهمية التي نلعبها كدول عربية، وهذا ما يقومون به ومنع زيارات المسؤولين الأجانب وبعض العرب إلى سورية. يعتقدون بأن عدم زيارات هؤلاء ستعزل سورية، لو عدنا إلى المسؤولين الأجانب، البعض منهم جيد مع قضايا العرب ويحاول أن يساعدنا ولكنه فشل فشلاً مطلقاً، الآخرون يأتون إلينا إما بطلبات أو بتهديدات أو بضغوطات، يعني إن لم يأتوا فلن نخسر الكثير بكل الأحوال أيضاً أنا أتحدث الآن عن القشور، الآن لنتحدث عن الجوهر، ماذا يعني مفهوم العزل، عندما لا نكون معزولين فهذا يعني بأننا دول صاحبة سيادة كاملة ويعني بأننا نساهم بشكل فاعل في صياغة منطقتنا ونحن نعرف بأننا من مائة عام وأكثر لم نساهم في صياغة مستقبل هذه المنطقة، فنحن معزولون كعرب لأننا لا نساهم وبمعزل عن هذه الزيارات البهلوانية فنحن غير مساهمين إذا أردنا أن نكون غير منعزلين فعلينا أن نكون أقوياء ولا نستطيع أن نكون أقوياء إلا إذا شاركنا، ولكي نشارك يجب أن نفرض هذه المشاركة لن يسمح لنا أحد بشكل طوعي أن نشارك. وعندما نكون مشاركين وأقوياء فعلاً ونحن من يصيغ مستقبل هذه المنطقة وقضاياها ونحن نكون من يطبخ كل ما يحصل فعندها نحن نعزل الآخرين هم يستطيعوا ان يعزلونا دوليا لكن لا يجوز أن يكونوا قادرين على عزلنا في منطقتنا لذلك هذا المفهوم لا يقلقنا و لا يقلق أي دولة عربية او أي مواطن عربي يستطيع ان يفهمه بشكل صحيح.
النقطة الأخيرة التي أريد ان أتطرق إليها هي بعض البهلوانيات السياسية الإعلامية التي ظهرت بعد حرب العراق و التي أشبهها بحرب الشوارع. فجأة يأتي مسؤول أجنبي يغط بالعراق ويطلق تصريحات نارية ومن ثم يهرب. في البداية كانوا يحاولون رفع معنويات أتباعهم وقواتهم هم وكلما كانت الأمور تزداد سوءاً يضطرون الى رفع المعنويات ولكن الأمور دائماً تزداد سوءاً، فاستنتجنا الآن من كل هذه الزيارات كلما تحصل زيارة پيعني أن الورطة كبيرة، الآن انتقلت هذه المسرحيات إلى لبنان كما تلاحظون فهذا شيء جيد لأن هذا يعني بشكل مؤكد أن هناك في لبنان ورطة للتيار الذي يسير مع التدويل والقوى الدولية لذلك ندعو إلى هذا التيار ونتمنى له المزيد من الزيارات لكي يرفعوا معنوياتهم ويرفعوا معنوياتنا...".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.