- الرأي - بدرية عيسى - جازان : معركة الضيعة وشدا، دارت أحداث هذه المعركة سنة 1343ه، حين تقدّم جيش الإمام يحيى حميد الدين بقيادة شخص يُدعى العوّامي، على الحدود الشرقية لمنطقة جازان، فاستولى على بلدة الضيعة. عندها، فرّ شيخ الضيعة سليمان بن غلفان مع جماعته إلى بلاد بني الحرّث ليبدأوا المقاومة من هناك. أُغري الجيش الإمامي بذلك الانتصار السهل، فاندفع غربًا واستولى على جبل شدا، ثم تقدم باتجاه بلاد بني الحرث. في تلك الفترة، كان الحكم الإدريسي يعيش حالة من الضعف الشديد. تجمعت قبائل بني الحرث بقيادة سليمان بن غلفان، وتواصلوا مع قبائل المسارحة التي استجابت للنداء، وشكّلوا وفدًا مشتركًا من الحرث والضيعة والمسارحة، وتوجهوا به إلى الإمام الإدريسي لعرض الموقف وطلب الدعم من ذخيرة ومؤونة. ووافق الإمام الإدريسي على الطلب، وأثنى على موقفهم واستعدادهم للدفاع عن أرضهم، وعيّن معهم قائدًا يُدعى حسين أفندي مصطفى لتنسيق خطة الدفاع، وزوّدهم بما يحتاجون من الذخيرة، ووجّه القبائل الجنوبية إلى الاستنفار العام، واتخذ القائد حسين أفندي من موقع يُسمّى السلب مركزًا للقيادة. وعند علم القائد الإمامي بقوة المقاومة، انسحب إلى قرية خبطة بجبل شدا، متخذًا إياها معسكرًا له استعدادًا للدفاع عن مكاسبه، آملاً أن تتطاول خطوط المقاومة ويضعف حماسهم، ليشنّ هجومًا مضادًا لاحقًا. اجتمعت القبائل في السلب، وبعد اكتمال التجمع، نُفّذت خطة الهجوم التي تضمنت أن تغيّر كل قبيلة من جهة محددة: قبائل بني الحرث وجماعة ابن غلفان من الجهة الجنوبية. قبائل أبي عريش والعبادل وسفيان وبني حريص من الجهة الشمالية. قبائل المسارحة وبني شبيل من الجهة الغربية. تقدمت القوات وتسلقوا جبل شدا حتى وصلوا قرية خبطة، فدارت المعركة هناك. وانتهت بانسحاب الجيش الغازي إلى قاعدته في جبل النظير. كانت هذه المعركة واحدة من المحطات الفاصلة التي أوقفت زحف القوات اليمنية نحو شرق الإمارة الإدريسية، ورسّخت دور القبائل الجنوبية في حماية حدودهم. – الإمارة الإدريسية في جنوب غرب الجزيرة العربية – ياسر إبراهيم الذروي.