تتميز المدينةالمنورة بالعديد من المواقع التاريخية التي ترتبط بالسيرة النبوية وتشكل وجهه لزوار المدينةالمنورة للوقوف على هذه المعالم التاريخية والأثرية والتعرف على مكوناتها عن قرب. وتشكل الآبار النبوية أحد مكوّنات التاريخ الإنساني المتعدّد الذي تزخر به المدينةالمنورة، ويعود تاريخها إلى العهد النبوي وما قبله، ولبعضها ارتباط بسيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- إما بشربه -عليه الصلاة والسلام- منها، أو توضأ أو اغتسل منها، أو بمروره -عليه الصلاة والسلام- بها، ولبعض تلك الآبار كذلك مواقف تتصل بسيرته أثناء حياته -صلى الله عليه وسلم-. وتعدّ بئر «غرس» التي تقع في حي العوالي على بعد 1500 متر جنوب المسجد النبوي، أحد أهم المعالم التاريخية والأثرية بالمدينةالمنورة. وشهدت بئر «غرس» أعمال تطوير وتحسين ضمن برنامج تطويري يشمل عدة مساجد ومواقع ومعالم أثرية وتاريخية في المدينةالمنورة، للمحافظة على طابعها المعماري وتأهيلها لخدمة مرتاديها، مع المحافظة على مكوناتها التاريخية وتفاصيل المكان. وبئر «غرس» كانت لسعد بن خيثمة وهو الذي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبيت في منزله أيامه في قباء قبل أن يتحول إلى المدينة، لذلك تعد من آبار قباء، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستطيب ماءها ويبارك فيها، وقال لعلي -رضي الله عنه- حين حضرته الوفاة: «إذا متُّ فاغسلني من بئر غرس بسبع قرب». ويشهد الموقع توافد أعداد كبيرة من زوار المدينةالمنورة للتعرف على هذا المعلم التاريخي وسط اهتمام وتنظيم ومتابعة لتحسين تجربة الزائرين لهذه المواقع. زائر أثناء تجربة شرب ماء البئر بئر «غرس» في المدينة المنورة