قدم الهلال درساً مجانياً بليغاً في مشاركته العالمية الأخيرة، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التميز لا يأتي من فراغ، بل هو نتاج عمل مبني على أسس قوية ومتينة ويبدأ من سنوات حتى يأتي نتائجه كما جاءت نتيجة الهلال في مشاركته العالمية الأخيرة. صحيح أن الهلال لم يصل لدور الأربعة وهو الأحق من الفريق البرازيلي بذلك عطفاً على ما شاهدنا من كرة نظيفة قدمها الهلال في مشاركته الأخيرة، ولكن عندما ينجح في دك شباك أحد أقوى أندية العالم مانشستر سيتي برباعية فهو ليس بالأمر العادي ولا يمكن أن يمر مرور الكرام. الهلال شرف الوطن والخليج والعرب والشرق الأوسط بأكمله عندما قدم مشاركة عالمية متميزة كاد أن يصل فيها إلى أبعد مدى لولا ظروف مباراة فلومينيسي من إصابات وغيابات مؤثرة بخلاف الحالة النفسية التي كان عليها أهم لاعبين في الفريق الهلالي نفيز وكانسيلو حزناً على رحيل زميلهم اللاعب جوتا وظهرت ملامحهم قبل صافرة البداية. ولا يمكن أن أغفل الأخطاء الكوارثية التي وقع فيها حكم المباراة وتجاهله احتساب ركلتي جزاء مستحقة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار بشهادة محايدين أكدوا أن للهلال ركلتي جزاء كان حكم اللقاء معمياً عن احتسابها. تحب الهلال أو تكرهه، ولكن كلمة الحق يجب أن تقال وما شاهدناه من هلال العالمية أمر يستحق الاحترام والإشادة، ففريق ذهب إلى كأس العالم بظروف إصابات وغيابات مؤثرة وتعاقدات لم يحالفها النجاح ومع ذلك حتى وهو يفقد أهم لاعب في الفريق منذ سنوات طويلة مضت القائد سالم الدوسري ومع هذا يقدم درساً بالمجان لفريق مانشستر سيتي. المشاركة الهلالية الأخيرة أكدت أن المشروع الرياضي السعودية والنقلة الكبيرة التي تشهدها كرة القدم السعودية تسير وفق منهجية واضحة وخطة تجعلك تراهن أن المستقبل للكرة السعودية، فإذا كانت هذه البدايات فكيف عندما نتقدم خطوات وخطوات مع هذا المشروع الرائع والكبير. فما تناقلته وسائل الإعلام العالمية وحديث القاصي والداني عن مشاركة الهلال يجعلك تفخر بهذا المشروع وأحد أهم ركائزه فريق الهلال، بل وأصبح الهلال بمثابة خط الأساس لجميع الأندية السعودية التي تفكر في تشريف الوطن في الحدث العالمي القادم فالاستعداد لمن يريد أن يكون هناك يجب أن يبدأ من الآن. شكراً إدارة الهلال ولاعبي الهلال وكل منتمٍ لهذا الكيان الكبير على هذا الفريق مدعاة الفخر، وشكر خاص لرئيس الهلال فهد بن نافل الذي تحمل الكثير من النقد والضغوطات في سبيل أن يكون فريقه حاضراً في المونديال ودموعه بعد الفوز الكبير على السيتي تؤكد ذلك. نقطة آخر السطر: الصراع على الكرسي الساخن في الاتحاد لا يزال مستمرًا والتحركات من خلف الكواليس تؤكد بأننا أمام حملة انتخابية منتظرة بين الثنائي المتنافس أنمار الحائلي وفهد سندي، وبلا شك المستفيد الأكبر هو نادي الاتحاد، فصراع الانتخابات مكاسبه ذهب دائمًا. هدوء غريب في الأهلي بخلاف الاتحاد والنصر والهلال، ويبدو أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة.