تقدمت القوات الروسية ميدانيًا في الحرب المستمرة بأوكرانيا، بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية، أمس (الإثنين)، سيطرتها على بلدة "داتشنوي" في مقاطعة دنيبروبيتروفسك، وهي البلدة الأولى التي تسقط بيد موسكو في هذه المنطقة الحيوية منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022. وذكرت الوزارة في بيان رسمي أن وحدات "مجموعة قوات المركز" نفذت عمليات"نشطة وحاسمة" أسفرت عن "تحرير بلدة داتشنوي" في مقاطعة دنيبروبيتروفسك الواقعة وسط أوكرانيا، والتي تُعد واحدة من أبرز المراكز الصناعية والتعدينية في البلاد. وتُعد هذه السيطرة تطورًا ميدانيًا مهمًا بعد أن ظلت المنطقة هدفًا مستمرًا للهجمات الروسية خلال الأشهر الماضية، لا سيما عاصمتها الإقليمية دنيبرو التي تعرضت مرارًا لضربات صاروخية وجوية. بالتزامن مع هذا التقدم، شنت القوات الروسية سلسلة هجمات بالمسيرات والصواريخ على مدن ومناطق أوكرانية عدة، أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 4 قتلى و36 جريحًا خلال يوم واحد، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية الأوكرانية. وفي تفاصيل الضحايا، قُتل شخصان وأُصيب اثنان آخران في منطقة سومي، كما سقط قتيلان آخران في منطقتي خيرسون وأوديسا. وشهدت خاركيف حصيلة مرتفعة بلغت 27 جريحًا، بالإضافة إلى خمسة مصابين في دنيبروبيتروفسك. كما استهدفت طائرات مسيّرة روسية العاصمة كييف، محدثة أضرارًا مادية في بعض المباني، لكن من دون تسجيل أي خسائر بشرية وفق ما أكده رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو. الهجمات الروسية الأخيرة جاءت بعد أيام من أعنف هجوم على كييف منذ بدء الحرب، حيث أطلقت القوات الروسية يوم الجمعة الماضي أكثر من 30 طائرة مسيّرة مفخخة وما يقرب من 10 صواريخ استهدفت العاصمة، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل وإلحاق أضرار مادية كبيرة. على الجانب الآخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها تصدت خلال الساعات الماضية لموجة مكثفة من الهجمات الجوية الأوكرانية باستخدام المسيّرات. وأكدت الوزارة أنها اعترضت 91 طائرة مسيّرة أطلقتها القوات الأوكرانية، توزعت بين مقاطعات بيلغورود (20 مسيّرة) وكورسك (14 مسيّرة) ومنطقة موسكو (8 مسيّرات). وفي سياق متصل، كشف حاكم مقاطعة ياروسلافل الروسية، ميخائيل إيفرايف، عن تمكن أنظمة الدفاع الجوي من إسقاط طائرتين مسيّرتين أثناء محاولتهما الاقتراب من أجواء المقاطعة. التصعيد المتبادل بين موسكو وكييف يعكس استمرار حدة المعارك وتبادل الهجمات بين الطرفين، وسط مؤشرات على دخول الحرب مرحلة جديدة أكثر ضراوة، سواء على الجبهات البرية أو عبر الهجمات الجوية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى. ويأتي هذا التطور في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية الدولية لإيجاد مخرج للأزمة التي دخلت عامها الرابع، فيما تواصل روسيا تعزيز مكاسبها الميدانية، رغم استمرار الدعم الغربي العسكري لأوكرانيا.