على الرغم من أن الطلاق يضع نهاية قانونية للعلاقة الزوجية، إلا أن تأثيرات العنف الأسري قد تبقى حاضرة في حياة بعض النساء، خصوصًا على المستوى النفسي. وخطورة هذا النوع من العنف تكمن في آثاره العميقة على الاستقرار الأسري، إذ يزرع الخوف والقلق ويقوض الثقة بين الزوجين، ما يؤدي إلى هشاشة العلاقة ومن ثم الطلاق . ويقول ل ( الرياض ) الدكتور عماد الفارسي، الأخصائي النفسي والاجتماعي، إن "هذا الخوف المستمر قد يكون انعكاسًا لتجارب تهديد أو تحكم سابقة، وأحيانًا نتيجة مضايقات حقيقية تستمر بعد الطلاق، ما يترك المرأة في حالة يقظة مفرطة تشبه اضطراب ما بعد الصدمة". واضاف تشير منظمة الصحة العالمية (2023) إلى أن 38% من النساء اللاتي تعرضن للعنف من الشريك السابق يواصلن الشعور بالخوف والقلق لسنوات بعد الانفصال. دراسة نُشرت في Journal of Interpersonal Violence توضح أن بعض النساء يعشن تحت ضغط نفسي شديد بعد الانفصال، إما بسبب التهديدات المباشرة أو عبر الوسطاء، وهو ما يعيق قدرتهن على بدء حياة جديدة بثقة. ويؤكد الدكتور الفارسي على أهمية أن تدرك المرأة حقوقها القانونية وتتمسك بها، وألا تسمح للخوف بأن يقيّد حريتها أو خياراتها. "التجرد من هذا الخوف هو خطوة أساسية نحو التعافي، تبدأ بالمعرفة، ثم طلب الدعم النفسي والقانوني، وصولًا إلى بناء حياة آمنة ومستقرة"، يضيف الفارسي. وفي السعودية، عززت أنظمة الحماية من الإيذاء إجراءاتها خلال السنوات الأخيرة، من خلال خطوط اتصال عاجلة، ومراكز إيواء، وتشديد العقوبات على الملاحقة أو التهديد بعد الطلاق. ختامًا، يوضح الدكتور الفارسي أن الطلاق قد يكون بداية جديدة، لكنه يتطلب شجاعة داخلية ودعمًا خارجيًا لتجاوز آثار الماضي، واستعادة الإحساس بالأمان والقدرة على العيش دون خوف.