اعتبر الرئيس بشار الاسد ان طلب ترسيم الحدود بين لبنان وسورية في منطقة مزارع شبعا"طلب اسرائيلي"معلنا ان السيادة الوطنية أعلى من القرارات الدولية، في اشارة الى تلك المتعلقة بالتحقيق في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق الملزمة بفعل استنادها الى الفصل السابع. وفيما ردت قوى 14 آذار بانه من الضروري اثبات لبنانية هذه المزارع واتهمت دمشق بالرغبة في استعادة هيمنتها على لبنان، اعلن البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش سيستقبل الجمعة المقبل في المكتب البيضاوي النائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل البرلمانية. وقالت مصادر وزارة الخارجية الاميركية ل"الحياة"ان بوش"سيعيد تأكيد وقوف الادارة الاميركية والمجتمع الدولي الى جانب حق الشعب اللبناني في تقرير مصيره وتحقيق استقلاله الوطني على اسس حرة وديموقراطية، بعيدا عن التدخلات الخارجية". وشددت المصادر على ان الرئيس الاميركي سيؤكد"رفضه قبول اي مساومات او صفقات"، في سياق تنفيذ ارادة المجتمع الدولي كما عبرت عنها قرارات مجلس الامن. وامتنع البيت الابيض عن اعطاء اي تفاصيل عن القضايا المطروحة المدرجة على جدول اعمال المحادثات التي ستشمل لقاءات بين الحريري وعدد من كبار المسؤولين في الادارة. واكتفت المصادر بالقول إن المسؤولين الاميركيين سيتبادلون وجهات النظر مع الحريري حول"عدد من المسائل الخاصة بالتطورات المتعلقة بالوضع اللبناني والاقليمي". ويأتي استقبال بوش للحريري في اعقاب المحادثات التي اجراها في بيروت كل من دافيد ولش، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط، واليوت ابرامز نائب مستشار الامن القومي وابرز مستشاري الرئيس لشؤون المنطقة. وكان الرئيس الاسد اتهم، في خطاب القاه في افتتاح مؤتمر المحامين العرب في دمشق،"بعض اللبنانيين بافشال المبادرات العربية"لتحسين العلاقات بين لبنان وسورية، لانهم"يرون دورهم بخراب لبنان"وانهم ارادوا مع قوى خارجية"تشكيل ادانة لسورية وليس لجنة تحقيق"لكشف قتلة الحريري. وقال الاسد ان تطورات الوضع اللبناني بدت كاحدى افرازات الوضع الدولي الجديد منذ صدور القرار1559 حتى اغتيال الحريري وتشكيل لجنة التحقيق الدولية وما ترتب عنها من صدور قرارات دولية جديدة تحاول النيل من سورية ومواقفها. واضاف :"ان استهداف سورية ولبنان هو جزء من مشروع متكامل يقوم على نسف هوية المنطقة واعادة تشكيلها من جديد تحت مسميات مختلفة تلبي فى النهاية تطلعات اسرائيل للهيمنة عليها وعلى مقدراتها". واضاف:"اننا واضحون كل الوضوح ازاء التحقيق فى اغتيال الرئيس الحريري واننا مع التحقيق لنصل الى معرفة الفاعل او الفاعلين وسنتابع التعاون مع التحقيق حاليا وفي المستقبل من اجل جلاء الحقيقة على قاعدة السيادة والمصلحة الوطنية. وان مصلحة سورية تلتقى مع مصلحة التحقيق عندما يكون نزيها واذا كان هناك من يعتقد ان تسييس التحقيق وحرفه عن مجراه الطبيعي يمكنه ان يدفع سورية للقيام بما يريدون فهم يضيعون وقتهم كما يضيعون الفرصة المناسبة لتحقيق الاستقرار فى المنطقة الامر الذى سينعكس عليهم بشكل سلبي". وعن لجنة التحقيق الدولية، قال الاسد ان"الإطار الوطني في عملية التحقيق الدولية الجارية في اغتيال الحريري هو الأعلى وليس الإطار السياسي أو القانوني، وان السيادة الوطنية هي الأعلى لا قرارات مجلس الأمن ولا غيرها"، معلنا ان دمشق تعمل على"استعادة التحقيق إلى المجرى القانوني لأن الإطار القانوني يتوافق مع السيادة ويتوافق مع براءة سورية". وعن ترسيم الحدود مع لبنان، قال الاسد :"لا توجد مشكلة بين سورية ولبنان حول مزارع شبعا. لو سألنا من هو المستفيد الاكبر من ترسيم الحدود فى مزارع شبعا ومن هو المتضرر الاكبر وهي تحت الاحتلال الاسرائيلي. هذا طلب اسرائيلي فقط وهو ضد المقاومة فقط لانه يضر المقاومة ويفيد اسرائيل. لذلك هم رفضوا بدء ترسيم الحدود من الشمال وارادوا البدء من مزارع شبعا". وفي بيروت، ردت قوى 14 آذار مارس التي تمثل تحالف الاحزاب والشخصيات المعارضة لسورية ودورها في لبنان على بعض ما جاء في خطاب الرئيس بشار الأسد فاسفت لأن"تعمد السياسة السورية دائماً الى تجاوز الوقائع"في ما يخص قوله ان سورية لا يمكنها اعطاء وثائق عن ملكية مزارع شبعا، لا تملكها، وان شريحة كبيرة من اللبنانيين تؤيد سورية. وقال النائب انطوان زهرا القوات البنانية بعد اجتماع هيئة المتابعة لقوى 14 آذار ان"المشكلة هي السعي السوري لاعادة الهيمنة على لبنان... ونحن نسعى الى علاقات جيدة بين دولتين مستقلتين على اساس الندية..." واعتبر ان موقف الأسد بالنسبة الى ملكية مزارع شبعا"التفاف على الموضوع لأن هناك محاضر تقول ما هي النقاط الحدودية بين لبنان وسورية في المزارع واحدها يشير الى 36 نقطة مرسومة على الحدود تؤكد ان غرب هذه النقاط هو للبنان وشرقها لسورية ولا حاجة للجوء الى الارض ميدانياً لترسيم الحدود لانها نقاط موجودة في محاضر سابقة". وأضاف زهرا:"كبرت او صغرت، مزارع شبعا يجب اثبات لبنانيتها لأنها على خط التماس العربي - الاسرائيلي وتشكل حجة لاستمرار المقاومة المسلحة في لبنان".