أعلنت شركة "سويس ريه" للتأمين، عن كسبها بصورة نهائية دعوى قضائية معقّدة لتعويض مستأجر برجيّ مركز التجارة العالمي، لاري سيلفرشتاين، بعد أن أصدرت محكمة استئناف في نيويورك حكماً لصالحها في هذه القضية، التي مضى عليها خمس سنوات. ويُنهي هذا الحُكم نزاعاً قضائياً طويلاً شارك فيه عشرات المحامين، وتدخّلت فيه أربع محاكم نيويوركية، أصدرت خلاله أحكاماً متناقضة. وأعلنت"سويس ريه"، المؤمِّن الرئيس للبرجين في بيان، أن المحكمة أكَّدت أن تدمير البرجين التوأمين في هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، تمَّ خلال حادث واحد، وليس حادثين منفصلين، وهو ما حاول المستأجر إثباته للحصول على ضعف مبلغ التأمين. وأضافت،"أن المحكمة أيّدت حُكما قضائياً أصليّاً صدر من محكمة أخرى في نيويورك عام 2004 لصالح"سويس ريه". وقال جاك دوبوا، المدير التنفيذي للشركة، ان الدعوى التي رفعها سيلفرشتاين ضد الشركة، كانت محاولة من المستأجر للحصول على التعويض مرتين، ما أخّر حسم القضية خمس سنوات بعد سلسلة طويلة من التقاضي. أما الآن فقد أنهى قرار المحكمة في نيويورك، لمرة واحدة وإلى الأبد، القضية لصالح"سويس ريه". معركة قضائية طويلة عقب أحداث أيلول سبتمبر مباشرة، دخل سيلفرشتاين في معركة قضائية مع 22 شركة عالمية للتأمين، ممثلة بشركتي"سويس ريه"و"أليانس"Allianz الألمانية، وهما ثاني وخامس أكبر شركات التأمين في العالم، للحصول على تعويض عن الدمار الذي لحق ببرجيّ مركز التجارة العالمي، كما لو كان البرجان قد تعرضا لهجومين منفصلين، في حين سعت شركات التأمين إلى اعتباره هجوماً واحداً. والفرق بين العبارتين بلغة المال يمثل ضعف مبلغ التعويض، حيث كان سيلفرشتاين سيتلقى تعويضاً قدره 7.1 بليون دولار في حالة اعتبار الهجوم حدثين منفصلين، ونصف هذا المبلغ في حالة اعتباره هجوماً واحداً. وفي أواخر كانون الثاني يناير 2003، خسرت"سويس ريه"و"أليانس"الجولة الأولى من معركتهما القضائية مع سيلفرشتاين، بعد أن أصدر قاضي أميركي حكماً أعتبر فيه انهيار البرجين ناجم عن هجومين منفصلين وليس واحداً. غير أن الحكم لم يكن نهائيا حيث كان يحتاج لتأكيد هيئة من المحلفين. وفي أواخر تشرين الأول أكتوبر 2003، رفضت محكمة ابتدائية في نيويورك الحكم الصادر في كانون الثاني، مستندة في حكمها على وثيقة بوليصة التأمين الزرقاء، التي أظهرت أن سيلفرشتاين أمّن البرجين معا بقيمة 3.55 بليون دولار، بوثيقة تأمين واحدة، وليس كل برج بوثيقة منفصلة. وتقوم حجة سيلفرشتاين، الذي سعى للحصول على 7.1 بليون دولار، أن البرجين مؤمنين معاً ب 3.55 بليون دولار، لكنهما تعرضا مرتين للتدمير بواسطة طائرتين مختلفتين، في وقتين مختلفين، بحادثين منفصلين. أما شركة التأمين السويسرية فقالت أنه من غير الممكن إزاحة رقم مبلغ التأمين بواسطة التفسيرات، ولا يمكن تغيير شروط عقد التأمين بعد وقوع الخسارة. في أوائل أيار مايو 2004، فازت"سويس ريه"بحكم قضائي أصدرته محكمة في نيويورك أكدت فيه بأن الهجوم الذي تعرض له البرجان، كان حدثاً واحداً وليس حدثين، وأقرّت بأن مسؤولية الشركة السويسرية بالدفع محدودة ب 877 مليون دولار بحدود 1.14 بليوني فرنك. وكان مبلغ التعويض سيقفز إلى الضعف لو اعتبرت المحكمة الهجوم حدثين منفصلين. ونصَّ القرار على عقد جلستين أخريين لتقرير الطريقة التي سيتلقى بها سيلفرشتاين مبلغ التعويض. لكن بعد سبعة شهور، وتحديداً في النصف الأول من كانون الأول ديسمبر 2004، حقّق سيلفرشتاين نصراً مؤقّتاً على شركات التأمين، عندما قضت محكمة في نيويورك بأن تدمير البرجين جاء بسبب"حدثين منفصلين،"وهي كلمة تتناقض مع حكم أيار. بيدَ أن الحكم تم نقضه من قبل محكمة أعلى في نيويورك، دافعةً بأنه صدر من محكمة خارج الاختصاص. ثمّ طافت الدعوى بعد ذلك محاكم عدة، حتى جاء الحكم النهائي في القضية. وأوضح بيان"سويس ريه"أن قرار المحكمة يعني أن التزامات الشركة بالدفع لا ينبغي أن تتجاوز حصة أل 25 في المئة التي تملكها"سويس ريه"من تغطية مبلغ أل 3.55 بليون دولار. لكن البيان لم يحدد المبلغ النهائي. وكان سيلفرشتاين أجّر البرجين، اللذين كانا يحتلان مساحة 6.4 هكتار، لمدة 99 عاماً في تموز يوليو 2001، أي قبل ستة أسابيع فقط من هجوم 11 أيلول.