اخيراً وجدت "دراما المستشفيات" سبيلاً الى الشاشات العربية. إذ تموّل شركة انتاج أميركية مسلسلاً مصرياً تجري معظم أحداثه داخل مستشفى. عنينا مسلسل"لحظات حرجة"الذي تشارك فيه النجمة المصرية يسرا كضيفة شرف إضافة الى الفنانة منى زكي. وبهذا سيكون هذا المسلسل الأول عربيا في ما يطلق عليه اسم"دراما المستشفيات"المنتشرة بكثافة في الغرب، الى درجة تندر ان تجد دولة لا تقوم تلفزيوناتها بإنتاج هذا النوع من الدراما. خبر إطلاق المسلسل العربي هذا، تزامن مع احتفال تلفزيون"بي بي سي"البريطاني ببلوغ مسلسل"المصاب"العشرين سنة. ويعتبر هذا المسلسل من أول مسلسلات هذا النوع من الدراما، والتي ما زالت تحقق نجاحات كبيرة، حتى إن"بي بي سي"تقوم، ومنذ سنوات، بإنتاج مسلسلين آخرين تدور أحداثهما داخل المستشفيات وعيادات الأطباء اضافة الى مسلسلها الأقدم والذي لا يزال يبث كل سبت. الأميركيون الى جانب الكثير من الدول الاوروبية انتجوا نسخهم المحلية من المسلسل البريطاني. ويمكن اعتبار المسلسل الاميركي"اي آر"من أنجح هذه النسخ. فهذا العمل الذي بدأ عروضه سنة 1994 مازال مستمراً بنجوم جدد بعدما ترك فريق النجوم القديم المسلسل، ومنهم جورج كلوني. تركيبة مسلسلات المستشفيات تكاد تكون واحدة، فهي تعتمد في الدرجة الاولى على قصص تدور حول حالات مرضية حرجة، وتنتهي كل حلقة بالمرضى وهم يتركون المستشفى ويعودون الى حياتهم الطبيعية ثم يختفون. حلقات مسلسلات المستشفيات تهتم أيضاً بالشخصيات الثابتة في هذه المسلسلات من أطباء وكادر طبي، وتتعرض لقصصهم العاطفية والاجتماعية الخاصة. هذا التشابك بين قصص الشخصيات الثابتة وضيوف كل حلقة يضيف تجدداً متواصلاً الى دراما هذه المسلسلات ويجنبها التكرار والتطويل اللذين يصاب بهما الكثير من المسلسلات التي تستمر لأعوام. وقد يكون توجه التلفزيونات العربية الى دراما المستشفيات مثلا، أو مسلسلات الحلقات المنفصلة في شكل عام، بداية لتغييرات مهمة تحتاجها الدراما العربية. فالسيناريو والإخراج في المسلسلات العربية الطويلة وخصوصاً في الأعمال التي تعرض في رمضان، يبدوان بعيدين من مفهوم التصاعد الدرامي. أضف الى ذلك غياب الرؤية الذي يعتبر السبب المباشر في"ترهل"المسلسلات العربية، خصوصاً تلك التي يصل عدد حلقاتها الى أكثر من ثلاثين. من هنا فإن المسلسلات التي تعتمد على الحلقات المنفصلة قد تدفع المخرجين وكتاب السيناريو الى ضغط ساعتهم التلفزيونية ضمن إطار زمني محدد. ومن حسنات مسلسلات الحلقات المنفصلة ايضاً، ومنها دراما المستشفيات، انها تدفع الشركات المنتجة الى الاستعانة المستمرة بممثلين جدد لقصص المسلسل المتجددة، ما من شأنه أن يبعدنا من سأم الوجوه التي تتكرر على الشاشة. إذ ساهمت دراما المستشفيات في بريطانيا، مثلا ، في ظهور مئات الممثلين ممن يعتبرون اليوم من اهم وجوه الشاشة البريطانية، ومنهم من صار نجماً سينمائياً بارزاً، مثل نجمة فيلم"تايتانك"كيت وينسلت التي لا تزال تدين للشاشة الصغيرة في ظهورها الجماهيري الأول.