لعله أصغر مدير للتلفزيون في العالم العربي. ذكي، طموح، مولع بكل جديد، متحدث لبق يعرف تماماً ماذا يريد، والأهم من هذا، كونه مساهماً رئيساً في القفزة النوعية لتلفزيون"دبي". إنه علي خليفة الرميثي الآتي الى الإدارة من الصحافة وتقديم نشرات الأخبار، وقد التقته"الحياة"في مكتبه في دبي في مبنى التلفزيون، وسألته عن تقويمه للتجربة الأخيرة من مسار تلفزيون"دبي"، وما الذي ينتظر المشاهد بعد هذه القفزة النوعية؟ إضافة الى محاور اخرى تعرّف القارئ على كيفية سير العمل في هذه المحطة التي بات يحسب لها اليوم ألف حساب على خريطة الفضائيات العربية. فمن ينسى مثلاً ما قدمته شاشة"دبي"العام الفائت من"باقة"متنوعة خلال شهر رمضان، تفاوتت بين مسلسلات حصرية وبرامج دينية وغيرها من برامج لاقت استحساناً لدى الجمهور، وجعلت الأقلام تكتب عن"الصداع"الذي سببته حلة تلفزيون"دبي"الجديدة لفضائيات أخرى. حتى أن بعضهم سعى الى نقد"احتكار""دبي"لأفضل الانتاجات الرمضانية، فيما توقف آخرون بإعجاب أمام"الثورة"التي احدثتها هذه الشاشة في عالم الفضائيات العربية. وإذ يؤكد علي الرميثي على النقطة الأخيرة، فإنه يستنكر بشدة الحديث عن الاحتكار مصححاً التسمية قائلاً:"لا أقول احتكاراً وإنما الحصول على حقوق حصرية. ومن حق المشاهدين عليّ أن اقدم لهم ما هو جديد ومميز، فضلاً عن كون المردود الإعلاني لبرنامج حصري أكبر بكثير من مردود برنامج يعرض على 17 محطة فضائية في الوقت نفسه. وباختصار الحصري هو ما يتطلبه السوق الإعلاني الذي هو مصدر الدخل الرئيسي للمحطة. وفي النهاية يبقى السؤال: هل كان ما قدمناه غثاً أم سميناً؟". ولا يحدد الرميثي رقماً واضحاً لموازنة تلفزيون"دبي"السنوية مكتفياً بالقول إن موازنة تلفزيون"دبي"أقل من موازنات تلفزيونات عربية اخرى."الموازنات الضخمة ليست موجودة إلا في مقالات بعض الأقلام الصحافية، والأسعار تحت حدّ المعقول. فنحن مؤسسة حكومية ومصروفنا بحدود الموازنة المعطاة لنا، لكننا نعمل بفكر المؤسسات الخاصة. ذلك أننا لا نملك بحيرات بترول نصرف منها على الإنتاج، بل نملك دراسات وخططاً برامجية استراتيجية قصيرة المدى وبعيدة على السواء". نار هادئة وعلى رغم أن شبكة برامج رمضان المقبل لا تزال تطبخ على نار هادئة، لم يتردد الرميثي عن تزويدنا أسماء بعض المسلسلات التي ستعرض حصرياً على شاشة"دبي"، ويقول:"في رمضان المقبل سنكتسح السوق مرة أخرى. ففي مجال الدراما مفاجآتنا كبيرة وحصرية مطلقة لأعمال تعرض في أوقات تراعي كل فروق التوقيت في العالم العربي. وحصريتنا متنوعة الذائقة. برامجياً هناك بعض الأعمال التي ستكون قمة المفاجأة. بداية على مستوى الأعمال الخليجية، سيعرض تلفزيون"دبي"أضخم عمل خليجي لا يزال الآن قيد الإنجاز، وهو بعنوان"عديل الروح"ويصور التغيير الحاصل في منطقة الخليج العربي، وما هي رياح التغيير."عديل الروح"بين الإنسان والمادة، السلطة والجاه الخ... وإضافة الى هذا العمل يوجد عمل ثان، فللمرة الأولى سنشاهد عملاً إماراتياً برؤية خليجية، وهو يعتبر خطوة اولى لاستمرار الانتاج الدرامي الإماراتي واحتضان كل الطاقات المبدعة. اما على صعيد المسلسلات المصرية فكل"فواكه"الانتاج المصري الدرامي المميزة هي مفاتيح شاشة تلفزيون"دبي"، حيث ستجدون مسلسلات حصرية رائعة تجمع بين أبطال السينما وأبطال التلفزيون والدراما الحديثة، أذكر من بينها مسلسل"سارة"..." ويختتم الرميثي كلامه قائلا:"أهل دبي تجار، لكننا لا نضع التجارة هدفاً إنما نبني اسم"دبي"في الساحة الإعلامية. وأنا متأكد من أن تلفزيون"دبي"أصبح اليوم المتنفس الطبيعي للمشاهد العربي. وفي النهاية اسم مدينة دبي كبير جداً، من هنا لا بدّ من أن يكون التلفزيون مجارياً لما يحدث في دبي، وإن لم نستطع مسايرة تطور المدينة، فأعتقد أن لا حاجة عندها الى التلفزيون.