في موقف جديد يشير إلى جدية التهديد الإرهابي في فرنسا، أكد القاضي جان لوي بروغيير المسؤول عن ملف الإرهاب، أن مثل هذا التهديد قائم بالفعل، وأبدى تخوفه من التحوّل الذي طرأ على الخلايا الإرهابية نتيجة الحرب في العراق. ويأتي كلام بروغيير الذي أدلى به لصحيفة"لو فيغارو"بعد تصريحات مماثلة أطلقها وزير الداخلية نيكولا ساركوزي الذي أكد بدوره أن فرنسا تواجه تهديداً إرهابياً عالي المستوى، كما يتبع الاعتقالات التي شهدتها ضواحي باريس أخيراً. وبخلاف الإرهاب الذي عانت منه فرنسا سابقاً، وتحديداً سنة 1995 وكان على صلة بالمجموعات الأصولية الجزائرية، أشار بروغيير، إلى أن التهديد الحالي"مرتبط مباشرة بالوضع في العراق"، الذي"عدل سمات التهديد". وأوضح أن الخلايا الإرهابية باتت حالياً"أكثر تأصلاً من أي وقت مضى"، وشهدت"تحولات"بحيث باتت تضم عناصر"أصغر سناً وأحياناً من القصار"، وأن هؤلاء"الشباب الجهاديين"يختلفون عن عناصر المجموعات الإرهابية التي تأثرت بالحركات الأصولية في المغرب العربي، كونهم"لا يمتلكون سوى مستوى تعليمي وديني بدائي ومستعدون لتلهف"كل ما يقوله لهم شخص"نصب نفسه أميراً عليهم". ويذكر أن الشبان الذين جندوا للقتال في العراق في الدائرة الباريسية ال19، غالبيتهم في مطلع العشرينات، ومن بينهم قاصر يدعى صلاح ت. لا يتجاوز ال15 من العمر. وأشار بروغيير إلى أن الفرنسيين الذين يعتنقون الإسلام،"هم الأكثر تطرفاً"وأن ظاهرة اعتناق الإسلام لا تقتصر على الشباب الفرنسيين بل تشمل الشابات اللواتي يتولين تقديم أنواع مختلفة من الدعم. وعن طبيعة التهديد الإرهابي الذي يواجه فرنسا، اعتبر بروغيير أن"التهديد الكيميائي يبقى احتمالاً قائماً"، إذ إن بعض أعضاء الخلايا تدربوا على استخدام مواد كيماوية بدائية مثلاً"الرايسين"في معسكرات في أفغانستان والقوقاز، وأيضاً في معقل الأنصار في كردستان العراق. ولم يستبعد بروغيير، مخاطر"القنبلة القذرة"استناداً إلى قضية الأميركي خوسيه باديلا الذي اعتقل في أيار مايو 2002، عندما كان يعد لتفجير قنبلة مشعة في بروكلين. إلى ذلك، تواصل أجهزة الأمن الفرنسية استجواب المعتقلين الأربعة في ضاحية مونتارجيس أوقفوا الاثنين الماضي ومن بينهم فرنسيان كشف عن الأحرف الأولى لاسميهما وهما"س. أ."، و"إ. ن.". وذكرت مصادر مطلعة أن هذين المعتقلين اللذين اعتنقا الإسلام وانضما إلى مجموعة"أنصار الفتح"كان أسسها صافي براده الذي اعتقل قبل عشرة أيام في ضاحية لي زيفلين كانا ينويان التوجه إلى مدينة طرابلسلبنان.وأضافت المصادر انهما تعرفا على براده أثناء وجودهما في السجن حيث كان الأول ينفذ عقوبة لمدة عشر سنوات لتورطه في تفجيرات 1995 في باريس. وعلم انه عثر في منزل س. أ. على بنادق صيد، فيما عثر في منزل إ. ن. على وثائق مصدرها إنترنت ترشد إلى كيفية صنع عبوات ناسفة، وهو ما وصف بأنه أمر مثير للقلق، من دون أن يعني أن المعتقلين كانا على وشك تنفيذ عملية تفجير. 6 سنوات للإسباني أحمد وفي مدريد، حكم على الإسباني الوحيد الذي كان محتجزاً في غوانتانامو في الخليج الكوبي بالسجن ست سنوات، بعد إدانته بالانتماء إلى جماعة مسلحة، بحسب ما أعلن ناطق باسم المحكمة الوطنية الإسبانية. وكان عبدالرحمن أحمد الملقب ب"الطالباني الإسباني"عاد إلى بلاده في شباط فبراير 2004 بعدما طلب قاضي التحقيق الإسباني بالتاسار غارثون استرداده من الولاياتالمتحدة لاستجوابه. وخلال محاكمته الشهر الماضي، اتهم الادعاء أحمد بالسفر إلى أفغانستان للتدريب في مخيم لتنظيم"القاعدة". ونفى المتهم صلته بأي تنظيم إرهابي، وقال إنه قصد أفغانستان للالتحاق بمدرسة قرآنية. وندّد باعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، معتبراً أنها تتناقض مع التعاليم الدينية. وقال إن سجنه في غوانتانامو دمر حياته النفسية والجسدية، واضعاً أمله الوحيد في القضاء الإسباني. واعتقلت السلطات الباكستانية أحمد - وهو مسلم من سبتة، الجيب الإسباني في المغرب - في أفغانستان أواخر عام 2001 ونقل بعد أربعة اشهر من ذلك إلى معتقل غوانتانامو. ومن بين الأشخاص الذين استدعوا للشهادة في قضيته عماد الدين بركات أبو دحدح الذي حكم عليه الأسبوع الماضي في مدريد بالسجن 27 عاماً للتورط في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001.