على الحامل، كل حامل، أن تهتم بغذائها في فترة حملها، لأن صحتها وصحة جنينها تتطلبان منها ان تؤمن لها ولفلذة كبدها العناصر الغذائية الضرورية. ولكي تكون الأم الحامل على صواب في أمر تغذيتها، لا بد لها من أن تتقيد ببعض الخطوط العريضة لما يتوجب عليها أن تؤمنه في وجباتها، لكي تتفادى أي عوز غذائي قد ينعكس سلباً على الأم وطفلها. خلال الحمل، يتعرض جسم المرأة الى تغيرات وتبدلات فيزيولوجية نتيجة تأثير الهرمونات التناسلية التي تطلق العنان للشهية. يترتب على ذلك زيادة حجم الرحم وتضخم الثديين، بفعل كبر حجم الجنين وزيادة سوائل الجسم وتراكم الدهون هنا وهناك. في الحالة العادية، يرتفع وزن الحامل أثناء فترة الحمل كلها ما يقارب ال12 كيلوغراماً. وهذا الارتفاع ليس نظامياً بل هو طفيف في الأشهر الثلاثة الأولى للحمل، ليزداد اكثر في الثلث الثاني منه وليبلغ أوجه في الفترة الأخيرة للحمل. في شكل عام، يمكن القول إنّ وزن الحامل يرتفع بمعدل 1.5 كلغ شهرياً، وطبعاً فإن زيادة الوزن هذه ليست القاعدة بل هي تتأرجح صعوداً وهبوطاً من حامل إلى أخرى. إنّ زيادة الوزن البسيطة فوق الحد المرسوم له لا خوف منها. لكن المشكلة هي عندما يرتفع الوزن بشكل كبير وهنا الطامة الكبرى. اذ ان الخلاص من الكيلوغرامات الفائضة ليس بالأمر السهل. من هنا يتوجب على الحامل ان تراقب وزنها بحذر، بحيث لا يتجاوز المعقول والمقبول. لكن هذا لا يعني بأي حال من الاحوال ان تلجأ الى الريجيم الغذائي الذي قد يضرب عرض الحائط بالاحتياجات الاساسية والضرورية للحامل والمحمول الجنين الأمر الذي قد ينتج عنه اخطار واضرار صحية قد تهدد الجنين في عقر داره. يحاول بعض الحوامل وضع عراقيل غذائية بغية عدم تكوّن المخازن الدهنية خلال اشهر الحمل. لكن على الأم أن تعلم أن هذه المخازن مهمة جداً للحمل والارضاع وان نقصها سيترك خلفه بصمات سلبية على تطور ونمو الانسجة عندها وجنينها خصوصاً. ان التغذية الجيدة للحامل تقوم على الأسس الآتية: تناول البروتينات من مصادرها الحيوانية والنباتية مثل الحليب ومشتقاته والحبوب الكاملة، والخبز الكامل، اضافة الى الفواكه والخضروات وخصوصاً الورقية منها. تأمين المتطلبات اللازمة من الكلس المهم جداً لبناء العظام عند الجنين الذي يفيد الحامل ايضاً في الوقاية من مرض ما او ارتفاع الضغط الشرياني ومن التشنجات العضلية ومن الاصابة بالخمود النفسي. إن حاجة الحامل الى الكلس تقدر بنحو 1200 ملغرام يومياً. ويمكن تأمينها من الحليب ومشتقاته والخضار الخضراء وفول الصويا والذرة، واذا لزم الأمر أخذ أقراص الكلس. تناول ما يكفي من عنصر الحديد، فالحاجة الى هذا المعدن ترتفع في الاشهر الأخيرة من الحمل. يقود نقص الحديد الى الاصابة بفقر الدم الذي يشكل خطراً داهماً على الجنين معرضاً إياه الى ولادته قبل الأوان وتراجع وزنه الى ما دون الطبيعي. ويتواجد الحديد في السبانخ واللحم ومنتجات البحر والكبدة والفراولة وغيرها. ويجدر التنويه هنا بضرورة توافر الفيتامين لأنه يساعد في امتصاص الحديد. في المقابل تعرقل القهوة والشاي العملية هذه. وينصح بأخذ جرعات داعمة للحديد اعتباراً من الأسبوع العشرين للحمل. استهلاك جرعات داعمة من الفيتامين حامض الفوليك إذ ان حاجة الحامل اليه تزداد جلياً خلال الحمل وهذا الفيتامين مهم جداً لحماية الجنين من الولادة الباكرة ونقص الوزن والتشوهات الخلقية العصبية. ومن المستحسن ان تأخذ الأم جرعات اضافية من الفيتامين حامض الفوليك قبل شهرين من بدء الحمل ولمدة ثلاثة اشهر بعد وقوعه. التزود بالفيتامين"د"في الثلث الأخير للحمل، لأن نقصه وارد في نهاية الحمل. في ما يتعلق بملح الطعام، يجب استهلاكه في شكل طبيعي اللهم إلا في الحالات التي تتطلب التقنين في أكله لاعتبارات صحية وعلاجية. ويجب الحذر من الأطعمة الجاهزة التي تحتوي عادة على اغذية عالية الملوحة. تناول الحبوب الكاملة بقشورها، لأن هذه الأخيرة غنية بالفيتامين"ب"المركب اضافة الى مركبات اخرى مهمة لنمو الجنين وتطوره. أكل الخضار والفواكه الطازجة واستهلاكها فور شرائها لأنها كلما خزنت فقدت جزءاً من قيمتها الغذائية. عدم المبالغة في المنبهات كالقهوة والشاي والكولا وغيرها.