قال وزير الخارجية الايطالي جانفرانكو فيني أمس في البرلمان إن الرواية الايطالية لمقتل المسؤول في الاستخبارات الايطالية نيكولا كاليباري برصاص أميركي في بغداد الجمعة، مختلفة عن الرواية الاميركية. وشدد الوزير الايطالي على ضرورة"تحديد هوية"المسؤولين عن مقتل كاليباري و"معاقبتهم". وقال:"يبدو لي من الضروري المطالبة بإلقاء الضوء على كل النقاط التي لا تزال غامضة"في قضية مقتل كاليباري الذي كان مع الصحافية الايطالية جوليانا سغرينا في سيارة خلال توجهها الى مطار بغداد اثر الافراج عنها. وأوضح ان"معلوماتنا عن مجريات الحادث لا تتطابق كلياً مع المعلومات التي نقلتها السلطات الاميركية". وزاد ان"روايتنا تختلف في نقطتين على الأقل: سرعة السيارة ومتابعة اطلاق النار الذي تلا توقفها". وتفيد الرواية الاميركية ان السيارة التي كان فيها الضابط الايطالي مع احد مساعديه والصحافية، كانت تسير بسرعة كبيرة ولم تتوقف بعدما أمرها الجنود الاميركيون بذلك. في المقابل، قال فيني إن سرعة السيارة"لم تكن تتجاوز الاربعين كيلومتراً في الساعة وكانت مضاءة من الداخل لتسهيل عمليات التدقيق". وأوضح:"عندما ظهر ضوء قوي كأنه صادر عن ضوء كاشف على بعد عشرة امتار تقريباً من السيارة خففت السيارة من سرعتها حتى توقفت تقريباً وعندها انطلقت النار"، نافياً بشكل غير مباشر ان يكون الاميركيون اطلقوا النار تحذيراً امام السيارة او فوقها. وأشار الى ان نيكولا كاليباري اجرى"كل الاتصالات الضرورية"مع السلطات الاميركية في بغداد يوم وصوله الى العاصمة العراقية. ونقلت صحيفة"لا ريبوبليكا"أمس عن مصادر اميركية قولها إن الايطاليين لم يبلغوا القيادة الاميركية بعملية الافراج عن الصحافية. وأوضحت هذه المصادر للصحيفة أن"الايطاليين لم يبلغونا بعملية الافراج عن جوليانا سغرينا ولم نكن في وضع يسمح بتوفير حماية مناسبة للسيارة التي رصدتها احدى دورياتنا". من جهة اخرى، رفض فيني فرضية حصول هجوم متعمد على الصحافية الايطالية، موضحاً أن"لا اساس لذلك". واضاف ان"المطالبة بالحقيقة والعدالة"ضرورية جداً،"خصوصاً أن صداقتنا مع الولاياتالمتحدة قديمة". وأعرب وزير الخارجية الايطالي ايضاً عن الأمل ألا يثير مقتل نيكولا كاليباري في صفوف الرأي العام الايطالي"شعوراً معادياً للأميركيين"، معتبراً أن"هذه المشاعر يجب ألا تحصل".